الرئيسية » الهدهد » حقوقي تونسي: لم توجد دولة في الشرق أو في الغرب حاربت اﻹرهاب بمنع النقاب

حقوقي تونسي: لم توجد دولة في الشرق أو في الغرب حاربت اﻹرهاب بمنع النقاب

“خاص- وطن”- عاد موضوع منع النقاب من عدمه في تونس إلى واجهة الأحداث من جديد وذلك على خلفيّة الهجمات الإرهابيّة العديدة الّتي ضربت تونس والّتي أرادت بعض الأحزاب استغلالها لتشديد الخناق على بعض الفئات من التونسيين في انتهاك صارخ لمبادئ الدستور حسب ما رأى ذلك مراقبون.

 

ففي حلقة تلفزيّة مثيرة على قناة الحوار التونسي أمس الخميس والّتي تمّ فيها استضافة شخصيّات حزبيّة ومدنيّة ودينيّة لمناقشة موضوع منع النقاب من عدمه، قال وليد جلاد النائب بالبرلمان التونسي المنتمي لكتلة الحرّة المنشقة عن حزب نداء تونس، إنّ بعض العمليّات الإرهابيّة تمّ استعمال النقاب فيها لذا يجب منع النقاب في الأماكن العامّة مراعاة للوضع الأمني الّذي تعيشه البلاد.

 

وفي أوّل ردّ من قبل حقوقي على تصريحات جلاّد، كتب المدوّن والحقوقي التونسي مروان جدّة مقالا مصغّرا على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” كان بمثابة ردّ فنّد فيه تصريحات النائب التونسي، وكان هذا نصّ المقال:

 

“إلى وليد جلاد و من جاوره

اليك بعض اﻷرقام و المعطيات الرسمية و شبه الرسمية

و أتحدى أي مصدر رسمي ( فقط ) أن يشكك فيها أو يكذبها بالدليل و البرهان لا بالكذب و البهتان .

تم تفكيك 1300 خلية ارهابية ( حسب وزارة الداخلية )

أي ما يعادل 20000 مشتبه تقريبا .

عدد الموقوفين في السجن أكثر من 2000 سجين

عدد القضايا المحالة على القطب القضائي للإرهاب 1500 قضية تقريبا .

لم يثبت في أي قضية، و في أي محضر بحث تحقيقي أن إرهابيا واحدا استعمل النقاب للتخفي أو الهروب .

المغادرون الى ليبيا اما سيمرون بطرق التهريب و بالتالي لن يحتاجوا الى تغطية الوجه ، او عبر البوابات الرسمية و بالتالي سيضطرون حتما الى كشف الوجه للتأكد من الهويات ..

 

بالنسبة ﻷبي عياض فلم يثبت أنه تخفى بنقاب سواء عند مغادرة جامع الفتح أو مغادرة التراب التونسي بل ان الوارد في المحاضر اﻷولية على اﻷقل أن عون أمن جمهوري هو من سهل له الهروب .. و لو تقدم مشروعكم بمفتاح لغلق بوابة ” أفرح بيا اﻹرهابية لكان أفضل ” .

كما أن المتأكد أن المتهمين و الفارين يعتمدون طرقا أخرى يرونها أنفع و أنجع للتخفي و اﻹندساس كالعدسات اللاصقة و صبغ الشعر أو ارتداء ثياب و حلق و قبعات قد توحي على أن صاحبها ” مرخوف ” و ليس ” متشدد ” ، أما ارتداء النقاب فيعيق الحركة و يجلب اﻷنظار و يكون بذلك صاحبه عرضة لﻹيقاف للتثبت كجل المنتقبات اللائي تتم هرسلتهن بشكل مستمر و لذلك انخفض عدد المنتقبات.

معركة النقاب هي معركة أيديولوجية تلتحف تارة بالغطاء اﻷديولوجي و طورا بالغطاء اﻷمني .. لم توجد دولة في الشرق أو في الغرب حاربت اﻹرهاب بمنع النقاب ،

و الشقيقة الكبرى خير مثال ( 30 سنة حرب ، 200 ألف قتيل ، فيها أكبر جماعة في شمال افريقيا ، مذهبها مالكي و لم يجرؤ جنرالاتها على مجرد التفكير بمنع النقاب )

ما ذكرته على تونس ينطبق على جل بلدان العالم مع استثناءات شاذة أو غير ثابتة الا في هذا العالم اﻹفتراضي الذي ينتقي منه بعض المرضى ماطاب لهم من أباطيل يهولونها و يؤولونها ليبرروا به مشاريعهم الفاشلة.”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.