الرئيسية » الهدهد » مليشيات شيعية عراقية تهرّب مصانع من مدن سنيّة إلى إيران والحكومة “تغض البصر”

مليشيات شيعية عراقية تهرّب مصانع من مدن سنيّة إلى إيران والحكومة “تغض البصر”

 

أفاد مصدر في الشرطة المحلية بمحافظة الأنبار، شرق العراق، أن عدداً من منتسبي الشرطة الاتحادية، ينتمون إلى إحدى المليشيات “الشيعية” المتنفذة في العراق، قاموا بسرقة أجزاء من معمل الزجاج في مدينة الرمادي مركز المحافظة، ونقله إلى محافظة النجف.

 

وتعاني مدينة الرمادي، التي أعلنت الحكومة العراقية تحريرها نهاية العام الماضي، دماراً كبيراً في بنيتها التحتية، فضلاً عن سرقة المنشآت الصناعية والخدمية في المدينة من قبل منتسبين في القوات الأمنية، بحسب ما أكدته مصادر أمنية وعشائرية في مدينة الرمادي لمراسل “الخليج أونلاين”.

 

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن “بعضاً من عناصر الشرطة الاتحادية، ينتمون إلى مليشيات شيعية، قاموا بتفكيك أجزاء من معمل زجاج الرمادي؛ بغية نقله إلى محافظة النجف (161 كم جنوب غرب بغداد)”، لافتاً إلى أن “عمليات السرقة تتم في وضح النهار وأمام أنظار قادة الجيش وباقي الأجهزة الأمنية”.

 

ومعمل زجاج الرمادي الذي أسس في سبعينات القرن الماضي، ويقع بجانب نهر الفرات، يعد من أضخم المصانع في العراق، ويحتوي على أجهزة ومعدات حديثة الصنع من مناشئ ألمانية وإيطالية ويابانية، وينتج المعمل زجاج الأبنية والشبابيك والأواني المنزلية وبكميات كبيرة تغطي حاجة الأسواق المحلية.

 

وأضاف المصدر: “معمل الزجاج يحتوي على سيارات نقل كبيرة ورافعات، فضلاً عن الأجهزة والمعدات السليمة والمواد كالأسلاك والحديد، مستطرداً بالقول: إن “نقل تلك المواد يتم بشاحنات وبشكل يومي إلى خارج مدينة الرمادي”.

 

من جهته، قال الخبير الاقتصادي عبد المجيد الأنباري: إن “معمل زجاج الرمادي يشكل استثماراً كبيراً للموارد الطبيعية المتوفرة في الأنبار، كما يعد من المشاريع الحيوية التي تسهم في إدخال مبالغ كبيرة للخزينة العراقية، فضلاً عن تشغيل نحو 3200 موظف وعامل”.

 

وأضاف الأنباري : “إن هذه المؤسسة الصناعية تنتج زجاجاً مستخرجاً من مدينة الرمادي الذي يعد من أنقى الزجاج في العالم”، محذراً من “تبعات اقتصادية صعبة على العراق إذا دمر هذا المصنع الضخم”.

 

وأكد أن هناك مشاريع استثمارية لشركات عالمية كانت تسعى لإقامة مصانع عملاقة بين مدينتي هيت والرمادي؛ لإنتاج الزجاج المسطح المقاوم للحرارة والتفجيرات، مبيناً أن “الحرب على داعش، وأطماع المسؤولين في الحكومة العراقية للحصول على مكاسب مادية، أدى إلى إلغاء جميع تلك المشاريع”.

 

وفي هذا الصدد، يرى الباحث في الشأن السياسي رافع العبيدي، أن “سرقة المنشآت الصناعية في المحافظات السنية، ونقلها إلى محافظات شيعية، يتم بيع بعضها إلى تجار إيرانيين”.

 

وأكد “لم يعد خافياً وجود تعليمات إيرانية إلى بعض المليشيات الشيعية التي تشارك الأجهزة الأمنية في معارك ضد داعش للقيام بأعمال تخريبية، تهدف إلى تدمير الاقتصاد العراقي، ونقل ما يمكن نقله من المصانع إلى محافظات تسيطر عليها المليشيات، أو إلى إيران”.

 

واستند العبيدي في قوله إلى شهادات كثيرة وردت من مواطنين وعناصر أمنية يعملون في المنافذ الحدودية مع إيران، بأن الكثير من أجزاء المعامل الكبيرة تنقل بشاحنات إلى إيران.

 

وذكرت منظمة العفو الدولية في 14 أكتوبر/تشرين الأول لعام 2014، أن مليشيا بدر وعصائب أهل الحق وسرايا السلام وكتائب حزب الله، تستخدم الحرب ضد تنظيم “الدولة” حجة لشن هجمات “انتقامية” ضد السنة.

 

واتهمت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان، الحكومة العراقية بـ “دعم وتسليح هؤلاء المقاتلين الشيعة”، داعية بغداد إلى “السعي للسيطرة عليها”.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.