الرئيسية » الهدهد » نيويورك تايمز: معركة الموصل وشيكة لكنها صعبة جداً

نيويورك تايمز: معركة الموصل وشيكة لكنها صعبة جداً

وطن”- نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الثلاثاء تقريرا لـ “هيلين كوبر وماثيو روزنبيرغ” بعنوان “بعد تحقيق المكاسب ضد داعش، البنتاغون يضع الموصل نصب عينيه” حول الاستعدادات الجارية لشن معركة استعادة الموصل التي يقول التقرير بأنها قد تكون وشيكة لكنها ستكون صعبة جدا ترجمته صحيفة “قريش” وهذا نصّه.

 

قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الإثنين إن المكاسب الأخيرة التي تحققت ضد الدولة الإسلامية شرقي سوريا ساعدت كثيرا في قطع خطوط الإمداد الحيوية مع العراق ومهدت الطريق لما سيعد المعركة الأكبر حتى الآن ضد المتمردين السنة، ألا وهي معركة استعادة الموصل.”

 

إلى ذلك، قال الجنرال جوزيف دونفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، في مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون بأن القوات المدعومة امريكيا بدأت بوضع اللبنات الأساسية للمعركة من خلال التحرك نحو عزل الموصل عن مقر الدولة الاسلامية الفعلي في مدينة الرقة في سوريا. وقامت قوات كردية وعربية باستعادة مدينة شدادي الواقعة شرق سوريا الاسبوع الماضي، وقطعت بذلك ما وصفه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بآخر شريان رئيسي يربط الرقة بالموصل.”

 

غير أن المسؤولين العسكريين حذروا من أن معركة الموصل قد تستغرق شهورا عدة، وتتطلب من القوات العراقية التي لم تثبت كفاءتها بعد في حرب المدن أن تتقدم من شارع إلى شارع وسط أرض مليئة بالالغام في ثان أكبر مدينة عراقية تضم أكثر من مليون نسمة.”

 

وقال المسؤولون إنه بالإضافة إلى التقدم المتحقق شرق سوريا، فقد بدأت وزارة الدفاع الأمريكية باستخدام الهجمات السبرانية (الإنترنت) ضد وسائل اتصالات الدولة الإسلامية بين الرقة والموصل، فضلا عن الهجمات التي خُطط لها أن تعرقل قدرة هذه المجموعة المسلحة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد المقاتلين.

 

وقال الخبير الأمريكي باتريك مارتن، من معهد دراسات الحروب، بأن استعادة الموصل ستشكل “ضربة كبيرة” للدولة الاسلامية إذ ان مثل هذه الخسارة من شأنها أن تعزز مزاعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأن التمرد السني يهرب في العراق. كما أن من شأن هذه الهزيمة أن تلحق تصدعاً قريب كبيرا في معنويات مقاتلي الدولة الاسلامية، وتثير المزيد من التساؤلات حول إذا ما كان بوسع هذه الجماعة أن تطلق على نفسها بمصداقية تسمية الخلافة.

 

وقد أعرض البنتاغون عن التبنؤ بموعد محاولة القوات العراقية دخول الموصل، على الرغم من أن الجنرال دونفورد قال يوم الاثنين “أنه أمر لن يحدث في المستقبل البعيد”. أما رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد قال قبل اسبوعين بأن القوات العراقية ستبدأ بعملية عسكرية كاملة لاستعادة المدينة قريبا في مطلع آذار، في حين قال مسؤول عسكري امريكي خلال عطلة نهاية الاسبوع بأن البنتاغون يعتقد بأن القوات العراقية جاهزة لشن هجوم ذي مصداقية.

 

غير أن القادة العسكريين لا يزالون يعتقدون أن المعركة ستكون صعبة. إلى ذلك، قال الفريق ريتشارد كلارك، قائد القوات الأمريكية البرية في العراق خلال ايجاز صحفي الاسبوع الماضي: “هل أظن أن المعركة ستكون سهلة؟ كلا. سوف تكون معركة صعبة”.

 

إن معركة استعادة الرمادي من أيدي الدولة الإسلامية التي استغرقت وقتا طويلا من جانب القوات الامنية العراقية والتي انتهت في كانون الأول الماضي، من شأنها أن توفر صورة مستقبلية لطبيعة المعركة القادمة في الموصل. لقد استغرق تقدم القوات العراقية شبرا شبرا بدعم من الضربات الجوية الامريكية أكثر من خمسة أشهر حتى تمت السيطرة على مركز مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الانبار. وعلى غرار تلك المعركة الصعبة، فان معركة الموصل ستكون اكثر صعوبة، حسب قول المسؤولين العسكريين. ويبلغ حجم مدينة الموصل خمسة اضعاف حجم الرمادي، وفي الوقت الذي استخدمت القوات العراقية لواءين مدربين أمريكيا في معركة الرمادي – اللواءان 73 و 76 اللذان يعدان افضل القوات العرقية ويبلغ تعداد قواتهما نحو 8 آلاف مقاتل، فان هذا العدد يبقى قليلا قياسا بالعدد المطلوب لاستعادة الموصل والذي يتطلب 30 ألف مقاتل، حسب البنتاغون.

 

ويضيف المسؤولون العسكريون بالقول أنه من الصعوبة بمكان تصور امكانية شن معركة الموصل من دون دعم جوي امريكي قريب، والذي قد يتطلب هجمات بطائرات الهليكوبتر الامريكية، وهو أمر لم يوافق عليه حتى الان السيد العبادي لاسباب سياسية.

 

ومن المتوقع أن تتضمن الجهود اللازمة لاستعادة الموصل دعم مقاتلين البيشمركة الاكراد، حيث كانت الولايات المتحدة قد دربت نحو 16 ألف مقاتل كردي بيدّ أن مشاركة هؤلاء تحمل في طياتها مشاكلها الخاصة. وليس من المتوقع أن توافق حكومة المالكي بأن يحتل المقاتلون الأكراد موقع الصدارة في المعركة المقبلة، وهو دور يتوقع الخبراء العراقيون أن تملأه القوات الأمنية العراقية التي يهيمن عليها الشيعة.

 

ويذكر في هذا الصدد أنه عندما طهرت القوات الامريكية مدينة الفلوجة سنة 2004، فقد تطلب ذلك مشاركة 13 ألف جندي ذوي خبرة كبيرة، معظمهم من الأمريكيين، مقابل نحو ثلاثة آلاف متمرد حيث وقعت معارك دامية قدمت فيها الولايات المتحدة 93 قتيلا واكثر من 560 جريحاً. أما معركة الموصل، فان الخبراء العسكريين يقولون بأنها قد تكون أسوأ بكثير. ويقول خبراء البنتاغون بأنهم لا يعرفون تماما عدد مقاتلي الدولة الاسلامية في المدينة، لكن هؤلاء المقاتلين يمكثون في المدينة منذ اكثر من سنتين.

 

من جانبه، قال الفريق طالب الكناني، قائد قوات مكافحة الارهاب بأنه تم اختيار الوحدات التي ستشارك في عملية الموصل، وأن القادة ذهبوا إلى مدينة تقع على اطراف المناطق التي يسيطر عليها الاكراد من اجل الانتهاء من وضع الخطط اللازمة. واضاف الفريق الكناني بان القوات العراقية تعمل مع العشائر العراقية في الموصل ضد الدولة الاسلامية وأن العشائر “تقدم المعلومات ذات الصلة بالمواقع التي زرعت فيها الالغام، كما انهم يتحدثون عن المعنويات وعن حالة مقاتلين الدولة الاسلامية داخل المدينة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.