الرئيسية » تحرر الكلام » الجرذان الثلاثة

الجرذان الثلاثة

بعد نجاح مقالي الأول (( الخرساء والجحش )) إقتباساٌ عن إسم الفيلم السينمائي (( الحسناء والوحش )) و بطلب من أصدقائي القُرّاء الأعزاء أن أواصل كتابة هكذا مقالات لاذعة و ساخرة , قررت المواصلة و كتابة سلسلة مقالات تأخذ عناوينها من أسماء أفلام سينمائية و روائية شهيرة و تحاكي بنفس الوقت واقع الثورة السورية العظيمة , فكان مقالي الثاني هذا بعنوان (( الجرذان الثلاثة )) إقتباساٌ عن إسم الفيلم السينمائي العالمي (( الفرسان الثلاثة (( , فقمت بدايةٌ بإجراء إستفتاءٍ مُصّغر بين أطياف الشعب السوري الحبيب المُساند لثورته العظيمة و الطامح الى إسقاط النظام الأسدّي البغيض وأزلامه الفاسدين , و بطبيعة عملي كطبيبٍ فكنت على تواصل يومي مع كل أطياف السوريين الشرفاء من كل الفئات : المثقفين و الجامعيين والعمال و ربات المنازل , فكان سؤالي لهم بعد إعطائهم قائمة بأسماء الخونة لوطنهم والذين لُطِخَت أياديهم بدماء الشعب السوري الطاهرة ، من رجال سياسة مُطبلين للنظام ك ( وليد المعلم ، بشار الجعفري ، بثينة شعبان و غيرهم ) و من رجال دين مزعومين مزمريين للنظام ك (أحمد حسون مفتي الجمهورية ، ومأمون رحمة خطيب الجامع الأموي , و أخرين ) ، ومن رجال أمن وضباط جيش مُدمَّريين ك ( ماهر الأسد ، وأصف شوكت ، وأخرين ). حيث كانت القائمة تحتوي على ما يُقارب المائة إسم وكان سوألي لهم و كُلٌّ حسب رأيه ان يصنفوا هؤلاء الخونة من المرتبة الاولى الى العاشرة مُعبرين عن مدى كراهيتهم لهم ، و مدى تحملهم مسؤولية الدمار الذي حَلَّ ببلدنا الحبيب فكانت النتيجة المتوقعة والمفاجأة بنفس الوقت حيث إتفق الجميع على ثلاثة أسماء و بنسبة 100% و حسب رأي كامل أفراد هذه العيِّنة من الشعب السوري فثلاثة أسماء تصدرت اللائحة السوداء ممن كانوا سبباً لوصول البلد الى ما هو عليه من دمارٍ و خراب ، و هؤلاء الأسماء هم : (( بشار الجعفري مندوب النظام لدى الأُمم المتحدة )) الذي تصدر القائمة السوداء لمدى كراهية الشعب السوري الحر له ، فهو بنظرهم ( مندوب الخراب) الذي حَلّ بهم و ببلدهم ، و أما الإسم الثاني فكانت (( بثينة شعبان مستشارة رأس النظام )) بل هي ( مستشارة الدمار ) ، وأما الإسم الثالث فكان (( وليد المعلم رئيس وزراء النظام )) بل هو صدقوني دمية بيد النظام للعب على الوتر الطائفي لكونه سنيا و مؤيداً للنظام حتى يُوحي النظام لمؤيديه من السنة المُغَّرر بهم أنّ رئيس وزرائي من طائفتكم ، فهذا الشخص قد يَصلُح أن يكون مساعد طباّخ ل (الشيف رمزي) و لكن لا علاقة له بالمطبخ السياسي .على أيٍّ من الأحوال هذه هي أصناف السياسيين المؤيدين لنظامٍ بات الأكثر عُنفاً و دموياً في تاريخينا المُعاصر و سيذهبون كما الذين من قبلهم إلى مزبلة التاريخ ، ويجدر بِنَا تسمية هؤلاء الثلاثة ( الجعفري ، شعبان ، المعلم ) ب (( الجرذان الثلاثة )) فهم كذلك بالنسبة للسوريين الشرفاء و وَظّفَهم النظام لتنظيف أوساخه و قاذوراته عَلَّ وعَسى تتم تلميع صورته تجاه مؤيديه و يستعيد ثقتهم ، و لكن هكذا حِيَل قذرة لن تنطلي بعد اليوم على الشعب السوري الشريف ، فصورة النظام و جرذانه مُلطخّة بالدماء الى أبد الأبدين ولن تتغير هذه الصورة مهما تكاتفت جهود هذه الجرذان لفعل العكس . يحضُرني الأن مشهد لإحدى الحكايات العالمية الشهيرة ((عازف المزمارو الفئران )) حيث تكاثرت الفئران في إحدى المدن ، وبحث حاكم المدينة عن حلٍ لهذه المشكلة , و كان الحل عند عازف المزمار , حيث تجاوبت الفئران مع موسيقى الناي وتبعت العازف حيث يذهب ، فأخذها إلى حيث مكانها الطبيعي و ألقت الفئران بنفسها في نهرالمدينة على نغم الموسيقى , و هكذا تّم التخلُص من المشكلة و عادت المدينة نظيفة وبات أهلها سعداء و زاد حبهم و تمسّكهم بحاكمهم ….

فهل سوف ننتظر طويلاً نحن السوريين حتى يأتينا مَن يُجيد العزف ويُعيد جرذان النظام و مَن لَفّ من حولهم إلى مكانهم الطبيعي على مزابل التاريخ و يُطَهِّر بلدنا الحبيبة من هذا البلاء العظيم…….؟؟؟؟؟؟؟؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.