الرئيسية » الهدهد » كاتب غربي يتنبأ لأوروبا بأسوأ الاحتمالات في ظل أزمة اللاجئين السوريين

كاتب غربي يتنبأ لأوروبا بأسوأ الاحتمالات في ظل أزمة اللاجئين السوريين

 

“خاص- وطن”- كتب وعد الأحمد- توقع “فابريس بالونش” الأستاذ المشارك ومدير الأبحاث في “جامعة ليون 2″، أن تواجه أوروبا احتمالات أسوأ مما هي عليه في أزمة تدفق اللاجئين إليها، وقدّم بالونش توصيفاً دقيقاً مدعّماً بالأرقام والوقائع حول أزمة اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن “الهجمات الأخيرة التي تشنها قوات النظام السوري وقوات التحالف حول حلب دفعت بعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الجدد للتوجه إلى تركيا”.

 

وأوضح بالونش أن “تركيا لم تعد تشكل سوى بلد عبور إلى أوروبا بالنسبة لهؤلاء ممن فقدوا الأمل بالوصول إلى نهاية سريعة للصراع” ولذلك يتوقع الكاتب أن تصل إلى أوروبا تدفقات جديدة هائلة من السوريين في الأشهر المقبلة، على الرغم من وعود أنقرة بإبقائهم في تركيا.

 

ولفت بالونش إلى أن “السبب الرئيسي لهذا التدفق المتسارع يعود إلى التدخل الروسي. ففي ربيع عام 2015، كان بعض اللاجئين السوريين قد بدؤوا بالفعل بالعودة إلى إدلب بعد أن دفعت هجمات الثوار بقوات النظام على الانسحاب. بيد أن نفس هؤلاء اللاجئين يهربون الآن من البلاد مرة أخرى، إذ دفعت عمليات القصف المكثفة بما لا يقل عن 300 ألف إلى مغادرة منازلهم في الأشهر الأربعة الماضية فقط”.

 

وألمح الكاتب إلى أن “معظم اللاجئين في تركيا اليوم لا يريدون البقاء فيها. فقد بقوا في المحافظات الجنوبية بالقرب من الحدود بصبر على مدى أربع سنوات، على أمل العودة إلى ديارهم بسرعة عندما تسمح الظروف بذلك، ولكن الهجوم المدعوم من روسيا دفع بالكثيرين إلى التخلي عن هذا الأمل والتوجه إلى بلدان أكثر ملاءمة في أوروبا، كما ترك غيرهم من السوريين المناطق الآمنة نسبياً التي يسيطر عليها النظام في البلاد لأسباب اقتصادية، واتجهوا مباشرة إلى أوروبا. وفي حين يرتبط تدفق الهجرة إلى أوروبا بتدهور أوضاع اللاجئين في دول الشرق الأوسط-كما يقول بالونش فإن تطور الأزمة داخل سوريا أصبح عاملاً يحث على الهجرة أكبر من أي وقت مضى. فاستمرار القتال يلحق المزيد من الضرر بالوضع الاقتصادي حتى في المناطق التي تنعم بالسلام في البلاد، مما يدفع بالمزيد من السوريين إلى المغادرة، لا سيما أولئك العاملين في القطاع الخاص، الذين ليس لديهم رواتب مضمونة مثل موظفي الدولة. ويوضح الكاتب أن “المجموعة الأكبر من اللاجئين ستتألف من أولئك الذين يفرون من هجمات جديدة، لا سيما في المناطق التي ترزح تحت قصف جوي مكثف. لهذا السبب دمرت بعض الضربات الجوية الروسية عمداً المستشفيات وغيرها من البنى التحتية كوسيلة لحثّ المدنيين على الفرار، وبالتالي عزل الثوار الذين يصرّ الكاتب على القول أنهم يقودون تمرداً على النظام.

 

وكعادته في التعمية على الحقائق فيما يجري في سوريا يضفي الكاتب بالونش على جيش النظام صفات الرحمة والحفاظ على أرواح المدنيين فهذا الجيش–كما يقول- لا يمكن أن يحاول استعادة السيطرة على منطقة فيها عدد كبير من غير المقاتلين. لأن مثل هذه العمليات- بحسب قوله- تسبب خسائر كبيرة في صفوف المدنيين من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الإدانة الدولية وإلى “زيادة نفور السكان”.

 

ويزعم “فابريس بالونش”أن أكثر من مليوني شخص من النازحين بسبب القتال في شمال غرب سوريا هم من الأجزاء التي يسيطر عليها الثوار في محافظة إدلب وغرب محافظة حلب، والأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) شرقي محافظة حلب –في محاولة للإيحاء بأن النظام بريء من تهجيرهم براءة الذئب من دم يوسف-

 

ويربط كاتب المقال بين ما يسميه ” تحول جيوسياسي رئيسي يغير الحالة السائدة في سوريا وبين استعداد أوروبا لاستقبال ما يصل إلى مليون لاجئ جديد في عام 2016″ مستنبطاً هذه التقديرات من عدة عوامل ومنها-كما يقول- موقع السكان الأكثر تعرضاً للتهديد من هجمات النظام الجديدة، والطرق الأكثر احتمالاً لهروبهم، وأنماط الهجرة الماضية التي لوحظت في ظل ظروف مماثلة، والاتجاه الأخير لمغادرة اللاجئين لتركيا وتوجههم إلى الاتحاد الأوروبي”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.