الرئيسية » حياتنا » تنتعش بين الأثرياء.. هذه رياضة الملوك “الرعناء” في الخليج التي تكلف ملايين الدولارات

تنتعش بين الأثرياء.. هذه رياضة الملوك “الرعناء” في الخليج التي تكلف ملايين الدولارات

كل سنة يشد عشرات من أثرياء منطقة الخليج الرحال إلى العراق وباكستان وبلدان أخرى لصيد طيور الحباري الصحراوية النادرة.

غير أن خطف 26 قطريا في كانون الأول/ ديسمبر في الصحراء العراقية أثناء قيامهم بالصيد، ومن بينهم بعض أفراد الأسرة الحاكمة، سلط الضوء على المخاطر المحدقة بممارسة “رياضة الملوك”، بينما تتزايد الاضطرابات على المستوى الإقليمي.

رحلة صيد تكلف الملايين

وهذه الهواية أكثر رياضات الصيد حاجة للإعداد ووضع الترتيبات، إذ تقتضي الاعتماد على الطائرات في نقل الخيام وسيارات الجيب الفاخرة وصقورا تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الدولارات، إلى مهابط جوية أنشئت خصيصا في الصحراء.

ويحتفظ كبار الأثرياء بصقورهم في غرف وأقفاص ضخمة مكيفة الهواء تتحرك فيها الصقور بحرية، كما يستخدمون مناطيد تعمل بغاز الهليوم وطائرات من دون طيار لتدريب الطيور على ارتفاعات شاهقة.

ومن الممكن للمجتمعات المحلية أن تستفيد من هذه الهواية التي جعلت النخب العربية تحول المال إلى أركان نائية في الشرق الأوسط وخارجه، وذلك عن طريق سداد رسوم تصاريح الصيد وتشغيل الأيدي العاملة.

وسعيا لكسب ود المجتمعات المحلية، التي يهبط هؤلاء الأثرياء على أرضها من أجل الصيد، قام الصيادون العرب بتعبيد الطرق وبناء المدارس والمساجد في أماكن مثل إقليم بلوخستان الباكستاني وإقليم هلمند الأفغاني، في حين استفاد السكان أيضا من مهابط الطائرات التي أقيمت وفقا للمعايير الدولية.

ويترك الأثرياء خلفهم العربات الجديدة رباعية الدفع بعد انتهاء موسم الصيد كهدايا للقيادات المحلية.

لكن المنتقدين يقولون إن الصيد بالصقور “أصبح اليوم هواية رعناء تهدد بفناء طيور الحبارى التي تتناقص أعدادها وتحول المال إلى مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات”.

موضع هجوم

ويُعتقد أن تربية الصقور ترجع إلى آلاف السنين في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مرّ القرون ظل الصيادون من البدو الرحل يعتمدون على هذه الهواية.

غير أن سرعة انتشار العمران والنمو السكاني بفضل اكتشاف النفط أدت إلى التهام الأراضي الصحراوية التي كانت تصلح موطنا لتربية الصقور ولعيش فرائسها.

وفي الستينات بدأ مربو الصقور يوسعون مناطق الصيد لتشمل ايران والعراق وباكستان وكذلك أذربيجان وموريتانيا والمغرب، وذلك للصيد في مناطق تغطي آلاف الكيلومترات المربعة.

وتقول منظمة “بورد لايف انترناشونال” إن أعداد طيور الحباري على مستوى العالم تقدر بما بين 79 ألفا و97 ألفا وتصنفها على أنها معرضة للخطر.

وتقول المنظمة إن عدد طيور الحبارى انخفض بمقدار الثلث أو يزيد خلال الـ20 عاما الأخيرة، بسبب الصيد وتقلص المناطق التي تمثل موطنا صالحا لها.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.