الرئيسية » الهدهد » ‘السيسي‘ بين مسافة السكة والتحالف الإسلامي.. ماذا يفعل؟!

‘السيسي‘ بين مسافة السكة والتحالف الإسلامي.. ماذا يفعل؟!

(خاص – وطن) بينما يشتعل الشرق الأوسط نتيجة التوترات القائمة بين إيران والسعودية على خلفية إعدام الأخيرة 47 شخصاً، بينهم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، يترقب الجميع موقف الدول العربية التي بادرت بإسناد الموقف السعودي ضد إيران، وكان في مقدمتها مصر.

 

السيسي: مسافة السكة

 

في تصريحٍ مثير صدر عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال إن مصر تلتزم بحماية الأمن القومي العربي الخليجي، وأنها سوف تتدخل سريعاً حال استدعى الأمر ذلك، مختصراً التصريح في كلمتين فقط هما “مسافة السكة”، وهو الأمر الذي يدفع السيسي ونظامه اليوم إلى الهرولة خلف المراهنات السعودية وعقول حكامها الخاوية.

 

ويرى البعض أن التصريح السابق الذي صدر عن السيسي يسبب له اليوم إحراجاً قوياً أمام الخليج، لا سيما وأنه حينما صدر عنه قبل ذلك كان لأجل “الشو الإعلامي” لا أكثر من ذلك، لكن ماذا يفعل السيسي اليوم وقد حان وقت الاختبار الحقيقي؟.

 

شكري: قطعنا علاقتنا مع إيران منذ 27 عاما

 

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن القاهرة قطعت علاقاتها مع إيران منذ 27 عاماً، وهو ما دفع البعض لاعتبار هذه التصريحات مزايدة على باقي الدول العربية التي اتخذت موقفاً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران أمثال السودان والبحرين أو تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مثل الإمارات.

 

وفي تصريح آخر يعكس مدى تماهي الدبلوماسية المصرية مع السعودية وسياساتها في المنطقة، وحتى لا تظن الرياض أن دولاً عربيةً أخرى سبقت مصر في إظهار الدعم لموقفها ضد إيران، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد أن مصر كانت من أولى الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع إيران منذ 27 عاما، كما لم ينسى المتحدث باسم الخارجية المصرية أن يدين أحداث حرق السفارة السعودية في إيران.

 

مصر والتحالف الإسلامي

 

ونجحت مصر خلال عملية “عاصفة الحزم” ومن بعدها “إعادة الأمل” التي تقودها السعودية في اليمن، في أن تبتعد عن التورط العسكري المباشر، وظل دورها مقتصراً على الدعم الدبلوماسي أو تقديم دعم استخباراتي ضيق، لكن ماذا تفعل القاهرة اليوم أمام هذا السيناريو المشتعل في الشرق الأوسط، لا سيما وأن تشكيل التحالف الإسلامي الذي تعوّل السعودية فيه على مصر كثيراً تم قبل أسابيع قليلة.

 

بين شقي الرحى

 

رأى كثير من المحللين والمتابعين للتطورات الأمنية في الشرق الأوسط أن تصريح السيسي من قبل بأنه حال تعرض أمن الخليج لأي خطر يستلزم تدخلاً مصرياً سريعاً مشبهاً الأمر بأنه مسافة السكة، فضلاً عن تشكيل التحالف الإسلامي بقيادة السعودية قبل أسابيع يضع السيسي ونظامه بين شقي الرحى، ويجعل تحركاته خلال الأيام المقبلة تتطلب حنكةً قد يكون يفتقدها هو ورجاله، وهو ما يعني أن مصر اليوم باتت بين شقي الرحى التي سوف تكسر عظمها حال عدم تجاوبها مع الرغبات السعودية المتهورة.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.