الرئيسية » تقارير » تعرف على آخر ما جاد به قاموس وناموس نظام الأسد للشتائم والاتهامات

تعرف على آخر ما جاد به قاموس وناموس نظام الأسد للشتائم والاتهامات

وطن- حمزة هنداوي  يتفنن موالو النظام السوري في إلصاق التهم بمعارضيه لمجرد أنهم معارضون فقط، فمنذ بداية الثورة السورية في مارس/2011، استثمر مؤيدو الأسد احتياطياً هائلاً يمتلكه معظمهم من الاتهامات والشتائم المغلفة بعبارات نابية خادشة للحياء العام بحق أي شخص تسول له نفسه معارضة حكم الأسد.

وطالت تلك الشتائم والاتهامات شخصيات مشهورة لاسيما الفنانين والإعلاميين والمثقفين، وأطلق الكثير من مؤيدي النظام العنان لقاموسهم اللغوي البذيء ضد مذيعي فضائيات صنفوها منذ بداية الثورة في خانة “قنوات الفتنة” و”القنوات المشاركة في سفك الدم السوري” الذي بدأ به ولازال جيش يؤيدونه بمساندة حلفاء على أساس طائفي ونفعي، حسب ما يقول معارضون.

وتعد تهمة “الصهيوني” أو “المتآمر” و”الإخونجي” (أي المنتسب إلى تنظيم الإخوان المسلمين، و”الإرهابي” من أقل الاتهامات سوءا لدى الموالين بحق المعارضين، رغم أن بعضها لا يخلو من طرافة كما حدث حين اتهم إعلام النظام المعارض الشيوعي “جورج صبرا” بأنه يسعى لتأسيس إمارة إسلامية في بلدة “قطنا” غرب العاصمة دمشق.

ورجل بحجم “برهان غليون” البروفيسور المدرس في جامعة “سوربون” الفرنسية، برأي إعلام النظام ومؤيديه ليس سوى عميل للصهاينة و”إخونجي” رغم أن من يمتلك الحد الأدنى من الثقافة يعرف بالتوجه العلماني لرئيس أول مجلس وطني سوري معارض، وصاحب كتاب “الدين والدولة”.

وإذا كان “غليون” من المغضوب عليهم قبل الثورة، فربما تجد عذرا لهؤلاء في اتهامه، لكن الأمر ينعكس مع المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة الذي كان “بطلا مقاوما” قبل الثورة وصار عميلا لـ”قطرائيل” بعدها، والمصطلح الأخير يرفع مستوى الاتهامات من الأشخاص إلى الدول، خاصة وأن دولة “قطر” كانت ضمن قائمة أصدقاء النظام وحلفائه، كما تركيا، لتنقلب العلاقة رأسا على عقب مع الدولتين لأنهما طلبا من الأسد الاستجابة لمطالب شعبه بالإصلاح، فصار “أمير المقاومة”، كما لقبه حسن نصر الله يوما، “عميلا” ينفذ سياسة إسرائيل، كما صار “الرجل الطيب” سلطانا عثمانيا تتريا مغوليا متخلفا كما يصفه الموالون “المؤيدون”، ذلك أن أوصافا لا يمكن ذكرها يكررها جمهور الأسد في سوريا والسيسي في مصر على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

وبالانتقال إلى نجوم الفضائيات، لا ينسى السوريون كيف أجبر النظام عدة مذيعين ومراسلين سوريين على الاستقالة من قنوات “الفتنة” خاصة “الجزيرة” التي أعلن النظام إغلاق مكتبها في دمشق منذ الأيام الأولى للثورة.

وطالت نجم “الاتجاه المعاكس” وابن سوريا “فيصل القاسم” شتائم ومسبات “من الزنار وتحت” كما قال في أكثر من مناسبة أثناء حلقاته في البرنامج المذكور، قبل أن يصادر النظام ممتلكاته في بلدته بريف السويداء ويصدر بحقه حكما بالإعدام.

لِواء مقرّب من “نظام الأسد” يزعم اختراق “جيش الإسلام” وزرع جواسيس بالمعارضة

كما أجبرت المخابرات ذوي مذيعة الجزيرة “رولا ابراهيم” على التبرؤ منها بإصدار بيان بهذا الشأن، لأنها رفضت الاستقالة تحت ضغط وأوامر النظام، كما فعلت زميلتها “لونا الشبل” التي صارت مستشارة إعلامية في قصر الأسد، وزوجها سامي كليب الذي انتقل من “الجزيرة” إلى قناة “المقاومة والممانعة” “الميادين” الممولة من إيران.

وربما كان من حسن حظ بعض المذيعات في “الجزيرة” و”بي بي سي” و”العربية” وغيرها، أنهم لا يفهمون الشتائم باللهجة السورية، فكم من متصل مؤيد للأسد في برامج “توك شو” أفلت العنان للسانه ليعمل في المذيعة أو المذيع شتما وقدحا وتخوينا و…إلخ.

لكن السوريين الآخرين يفهمون ما يقول، ليفاجؤوا بمستوى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه البعض، خاصة وأن الأمر لم يكن طفرة نادرة، وإنما تكررت كثيرا، خاصة في بدايات الثورة التي تقترب من دخول عامها الخامس.

ولم يكن مستوى إعلام النظام وإعلامييه أرفع مستوى، وإنما قلدوا الشارع الموالي في لغته البذيئة أيضا منذ البدايات، فضلا عن الفبركات المفضوحة بسذاجتها في اتهامات المتظاهرين والدفاع عن رجال المخابرات والجيش لدى النظام وتبرئتهم من قتل من يتظاهر.

وضمن هذا السياق رسخت قصص سورية كثيرة حول تدجيل النظام ووقاحة فبركاته في تبرئة المجرم واتهام البريء، بدءا من قصة الطفل حمزة الخطيب في درعا وهاجر الخطيب في حمص، والاتهامات الجماعية للاجئين واللاجئات السوريات بأعراضهن بعد أحداث جسر الشغور منتصف 2011، وليس انتهاء بما أقدم عليه نقيب الأطباء السوريين مؤخرا في توجيه اتهامات لزملاء له بأنهم يتاجرون ويبيعون أطفالا حديثي الولادة في لبنان، ليقدمها ذريعة لفصلهم من النقابة وسحب شهاداتهم منهم.

وأعلن عبد القادر حسن الطبيب الذي تسلق منصب نقيب الاطباء أثناء الثورة، أنه “تم شطب عدد من الأطباء من قيود النقابة بتهمة بيع أطفال حديثي الولادة في لبنان في بداية العام الحالي، معرباً عن تخوفه من أن هذه الظاهرة منتشرة في المناطق الساخنة لعدم وجود الرقابة على عمل الأطباء فيها”.

وأمعن حسن في التدليس والكذب إزاء زملائه زاعما أن الأطباء المفصولين كانوا يتعاملون مع أطباء لبنانيين لبيع الأطفال حديثي الولادة ولاسيما المولودين بسفاح، من خلال إقناع المرأة الحامل كي لا تجهض جنينها، مستغلين الجانب الديني في ذلك وبعد ولادتها للطفل يأخذونه منها ويبيعونه في لبنان وبمبالغ كبيرة.

حسن، الذي أغفل ذكر اسم أي من الأطباء المفصولين رغم فداحة الحدث، يقول: “إنهم في كثير من الأحيان كانوا يولدون الحامل في لبنان لتأمين الطفل”، مؤكداً أن “النقابة اتخذت إجراءات شديدة بحق هؤلاء الأطباء وتم شطبهم نهائياً من النقابة وسحب شهاداتهم”.

واعتبر أن مثل هذه الحالات قليلة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، مدعيا أنها “منتشرة في مناطق سيطرة المعارضة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.