الرئيسية » تقارير » درهم تنسيق خير من “قنطار” ممانعة.. هكذا قوّضت روسيا هدنة إيرانية في سوريا

درهم تنسيق خير من “قنطار” ممانعة.. هكذا قوّضت روسيا هدنة إيرانية في سوريا

وطن-  كتب حمزة هنداوي- حدثان هامان شهدتهما الساحة السورية أولهما مقتل “ٍسمير قنطار” وآخرين بغارة إسرائيلية على مبنى تحصنوا به في “جرمانا” إحدى الضواحي المتاخمة للعاصمة دمشق، والثاني مجزرة في مدينة إدلب بغارات روسية راح ضحيتها أكثر من 50 شخصا.

مقتل “قنطار المقاومة والممانعة” أثار ردود أفعال لدى المؤيدين الذين تجاوزا قليلا عن اسطوانتهم المشروخة بمحاولة إقناع أنفسهم والآخرين بالتنسيق بين “صهاينة الخارج والداخل”، في اتهام متكرر للمعارضة السورية، وراح المؤيدون يتساءلون عن نفع وجود الطائرات الروسية ومنظمة صواريخها (إس 400) التي نصبتها بعد إسقاط تركيا المقاتلة الروسية “سوخوي 24” في 24 نوفمبر الماضي.

غير أنهم (المؤيدون) ما لبثوا أن عادوا إلى تبريراتهم “الساذجة” حسب وصف ناشطين، من قبيل تمويه الطائرات الإسرائيلية لتظهر كما لو أنها روسية وهي تشق السماء باتجاه “جرمانا”، وذهب آخرون إلى نشر معلومات تفيد بأن الطيران الإسرائيلي قصف الضاحية التي تسكنها أغلبية درزية (طائفة القنطار) من حدود بحيرة “طبرية”، متناسين الغارات الجوية التي تكررت ووصلت إلى قصر رأس النظام في كل من دمشق واللاذقية أثناء الثورة وقبلها، حتى وصلت دير الزور 2007 عندما دمرت مركز “الكبر” العسكري، ليتكرر معها الرد الوحيد للنظام بالاحتفاظ “بحق الرد”، وإرسال رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن.

ويصر المؤيدون على تجاهل التنسيق الإسرائيلي الروسي الذي كان عنوانا عريضا لتدخل الروس في سوريا رغم التصريح بذلك من أعلى القيادات في موسكو، إذ سبق أن صرحت وزارة الدفاع الروسية مع بدايات التدخل الروسي “إن قواتها الجوية والإسرائيلية أطلقت تدريبات عسكرية بهدف توفير الأمن لطيران كلا البلدين في الأجواء السورية، وذلك وسط أنباء عن تقارب أميركي روسي للتنسيق بسوريا في ظل تجاذبات بين الطرفين”.

كما قال الناطق باسم الخارجية الروسية “إيغور كوناشينكوف” حينها “إن المرحلة الأولى من هذه التدريبات انطلقت وتم خلالها تبادل المعلومات عن تحركات الطيران في الأجواء السورية بين مركز التحكم بالطيران الروسي في مطار حميميم في سوريا ومركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية”.

الحريري: موقف “نصرالله” و إيران من “كارثة منى” لتصفية الحسابات مع السعودية

* خرق روسي للهدنة “الإيرانية”

وفي الحدث الثاني أضافت الطائرات الروسية إلى رصيد مجازرها واحدة في مدينة إدلب راح ضحيتها 200 سوري مدني بين قتيل وجريح بحسب ناشطين في ثاني مركز مدينة يخرج عن سلطة النظام في آذار/مارس الماضي.

وفي حين تحولت مجازر الروس بحق المدنيين في سوريا إلى خبر اعتيادي لكثرتها، إلا أن لمجزرة إدلب وقعا خاصا، لأن في القصف الروسي خرقا لاتفاق هدنة “الفوعة كفريا -الزبداني” تم توقيعه بين فصائل المعارضة والنظام بإرادة وإدارة إيرانيتين ورعاية أممية اشترط عدم قصف مدينة إدلب والقرى المحيطة.

ويقضي الاتفاق الذي وقعته المعارضة المسلحة في أيلول سبتمبر الماضي مع “حزب الله” وقوات “الدفاع الوطني” بوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر في مدينة الزبداني بريف دمشق وبلدتي “الفوعة” و”كفريا” اللتين حولهما النظام وحليفه الإيراني إلى ثكنتين عسكريتين في محافظة إدلب.

* الائتلاف يدين

في سياق متصل اكتفى الائتلاف السوري المعارض بإدانة المجزرة التي ارتكبتها “طائرات الاحتلال الروسي” في مدينة إدلب.

وقال في بيان له اطلعت “وطن” عليه: “يدين الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشدة قيام طائرات الاحتلال الروسي بالعدوان على مدينة إدلب، واستهداف مراكز صحية وخدمية ومبان سكنية، مما أدى إلى استشهاد ٥٠ مدنيا، وجرح ١٧٠ آخرين في حصيلة أولية”.

وأضاف “إن تلك المجزرة تتزامن مع قصف وحشي تقوم به الطائرات الروسية لقرى وبلدات في ريف اللاذقية بعد تقدم الثوار في جبل النوبة، وقصف مماثل لبلدات في ريف حلب تتعرض بالتزامن لاعتداءات من تنظيم “داعش”.

واعتبر الائتلاف أن “استمرار العدوان يتنافى مع ما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ في المادة ١٣، ودعوته لوقف فوري لأي هجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، بما في ذلك المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي والاستخدام العشوائي للأسلحة، بما فيها القصف المدفعي والجوي”.

ودعا الائتلاف الوطني في ختام بيانه “مجلس الأمن لإدانة قتل المدنيين السوريين بما يتنافى مع القانون الدولي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان، كما يدعو منظمات حقوق الإنسان لتحرك عاجل لوقف المذابح المتكررة، وأغلب ضحاياها من الأطفال والنساء”.

هل تصبح إيران فرصة أردوغان للبقاء في السلطة

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.