الرئيسية » الهدهد » بعد موقفه من نسف قدسية الأقصى.. معاريف: السيسي يتمنى الكثيرين مثل زيدان

بعد موقفه من نسف قدسية الأقصى.. معاريف: السيسي يتمنى الكثيرين مثل زيدان

قال “جاكي حوجي” المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورجاله يتمنون لو أن هناك الكثيرين من أمثال الدكتور يوسف زيدان الذي زعم بأحقية اليهود في المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الأخير يقاتل في نفس خندق السيسي ضد التطرف الإسلامي.

وأضاف في مقال يصحيفة “معاريف” تحت عنوان “جبل الهيكل في أيدينا.. المفكر المصري الذي يمنحنا الأقصى” أنه من المشكوك فيه إن كان هناك خبير إسرائيلي يمكنه الحديث عن أحقية اليهود في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) مثل الكاتب والفيلسوف المصري يوسف زيدان.

وفي إشارة إلى حديث زيدان للإعلامي خيري رمضان بقناة CBC قال “حوجي”:”كان المحاور مصدوما، لم يدرك أن القنبلة التي فجرها الفيلسوف وباحث الأديان الدكتور يوسف زيدان سوف يكون لها تبعات عاصفة. فلا يمكن لأي شخص أن يتجرأ ويقضي بكل صراحة بأن المسجد ينتمي لليهود وأنه ليس بمكان مقدس للمسلمين”.

وتطرق لما قاله زيدان بأن  المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء، ليس هو الموجود في فلسطين، وإنما موجود في طريق الطائف بالسعودية. وأن الأقصى لم يكن موجودا في القدس خلال رحلة الإسراء والمعراج وإنما بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 73 هجريا.

“حوجي” لفت إلى أن كلام زيدان يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تدور مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدن الضفة الغربية، وتتعالى الأصوات في العالم الإسلامي القائلة إن المسجد الأقصى في خطر بسبب الممارسات اليهودية.

وتابع:”لم يكتف زيدان بذلك، بل برأ حكومة إسرائيل من التهم الفلسطينية بالمسئولية على المجزرة التي وقعت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982. وقال إنه حال نفذت الكتائب المسيحية المذبحة الجماعية فليس هناك من سبب لاتهام وزير الدفاع آنذاك آرئيل شارون”.

اللافت هو التوصيف الذي أطلقه محلل “معاريف” على الرأي العام المصري، الذي قال إنه “اللقب المغسول” لجوقة الصحفيين والسياسيين والأكاديميين المحسوبين على النظام، إذ قال إن “هذا الرأي العام ظل هادئا مثل كلب حراسة نعسان”.

وأضاف أن ما وصفهم بالمخلصين للنظام، لم يحركوا ساكنا حيال تصريحات زيدان، التي أثارت ردود فعل واسعة خارج صندوق الموالين للرئيس السيسي، وتحديدا بين علماء الأزهر الذين شنوا هجوما منقطع النظير على المفكر المثير للجدل.

”رغم الانتقادات اللاذعة، لم يطلب أحد في الحقيقة تدفيع زيدان ثمنا كبيرا، مثل حرمانه من منصبه في الجامعة، أو إيذائه جسديا. ولم تتقدم ضده أية دعوى للمحكمة، وإذا ما قدمت، من المرجح أن تتبدد في ظروف غامضة”، بحسب “معاريف”.

ورأى “حوجي” أن زيدان ما كان ليتفوه بتلك التصريحات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لافتا إلى أن الكاتب المسرحي علي سالم الذي زار إسرائيل ووثق رحلته في كتاب، جرى مقاطعته من قبل الصحفيين، واضطر للاستعانة بحارس شخصي خوفا على سلامته، وذلك في عام 1994.

وأوضح قائلا:”السبب في الاختلاف بين الماضي واليوم ليس تدين مبارك مقارنة بخليفته عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي لمصر, وليس أيضا حبه للمؤسسة الدينية”.

واستطرد المحلل الإسرائيلي :”كلاهما مصقول من نفس المادة، مادة الضباط الكبار الذين وصلوا للحكم ويعرفون عملهم. لكن السيسي ورجاله يمكنهم بسهولة بلع التصريحات الغريبة ضد الأقصى، لأن زيدان يقف معهم في نفس الخندق ضد التطرف الديني. وهو يقوم من تلقاء نفسه بخدمة جليلة لا تقدر بثمن، وبالنسبة لهم، ليت أن هناك الكثيرين مثله”.

“حوجي” ذكر بخطاب السيسي في كلمة ألقاها منذ عام في ذكرى المولد النبوي الشريف، دعا فيها لإجراء ثورة دينية، مقتبسا منه عبارة “ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها.. لا يمكن أن يَقتل 1.6 مليار (مسلم) الدنيا كلَّها التي يعيش فيها سبعة مليارات حتى يتمكنوا هم من العيش”.

ولفت إلى أن الرئيس تمنى تجنيد مؤسسة الأزهر لخوض معركه طويلة إلى جانبه ضد التطرف، لكن رفض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تكفير مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والاكتفاء بوصفهم بالخوارج وضع حدا لطموحاته.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.