الرئيسية » تقارير » “تسوية كبرى” بين موسكو وواشنطن: ضم “القرم” مقابل خروج الأسد

“تسوية كبرى” بين موسكو وواشنطن: ضم “القرم” مقابل خروج الأسد

أفادت مصادر أميركية رفيعة المستوى أن اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة بين وزير الخارجية جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركز حول الحديث عن “تسوية كبرى” بين الولايات المتحدة وروسيا حول عدد من الملفات العالقة حول العالم، وفي طليعتها روسيا واوكرانيا والعقوبات الأميركية والدولية على موسكو.
وقالت المصادر الأميركية إن الروس أبدوا استعدادهم لتأييد “انتخابات نزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة في سورية وتؤدي لانتخاب خلف للرئيس الأسد، وأن تقوم حكومة سورية جديدة تتألف من عناصر من النظام والمعارضة، وتكون أولويتها القضاء على داعش (الدولة الإسلامية)”.
وبررت المصادر قبول واشنطن أن تحدد الانتخابات هوية الرئيس السوري القادم بالقول إن “رفضنا لانتخابات نزيهة بإشراف دولي في سورية يضعنا نحن في موقف لا نستطيع الدفاع عنه”.
في المقابل، أعرب الأمريكيون عن موافقتهم على “ضم روسيا لشبه جزيرة القرم حال موافقة الحكومة الأوكرانية على ذلك”. وقالت المصادر إن كيري وبوتين ناقشا إمكانية إجراء استفتاء شعبي في القرم لتحديد مصيرها، واعتبرا أن حسم مصير القرم يرتبط بالتوصل لاتفاقية سلام دائمة وشاملة بين موسكو وكييف.
بكلام آخر، تقول المصادر: “أبدى بوتين استعداده لمقايضة سحب دعمه للانفصاليين الاوكران وضبط الحدود مع أوكرانيا وتبادل بعثات دبلوماسية، مقابل موافقة كييف على التخلي عن القرم إذا ما جاءت نتائج الاستفتاء الشعبي في مصلحة روسيا”.
في مقابل التوصل لتسوية تؤدي إلى سلام في سورية وسلام روسي – اوكراني، تعهد الوزير الاميركي أمام مضيفه الروسي برفع الولايات المتحدة عقوباتها عن الاقتصاد الروسي، والعمل مع شركاء الولايات المتحدة لرفع هذه العقوبات.
ويعتقد الخبراء الأميركيون أن روسيا تعاني من انهيار كبير في اقتصادها ومن تقلص في النمو يبلغ 4 في المائة سنويا. ويقولون إن موسكو أنفقت نحو نصف احتياطها من العملات الأجنبية، والذي بلغ 650 مليار دولار عشية اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية في خريف العام 2008.
وللحفاظ على احتياطها، أفلت المصرف المركزي العملة الوطنية، الروبل، الذي راح يتهاوى أمام العملات الأجنبية، فيما حافظت موسكو على 370 مليارا في احتياطها حسب بيانات “صندوق النقد الدولي”.
كذلك، يرى الخبراء الأميركيون أن بوتين ينفق مليار دولار شهرياً على حملته العسكرية في سورية، ويرجحون أن الرئيس الروسي يبحث عن مخرج يحفظ له ماء الوجه، ويخرجه من الدوامة السورية.
ولطالما صرّح الرئيس باراك أوباما ان مصلحة روسيا تقضي بخروجها من المستنقع السوري، وأنه ينتظر اتصال بوتين الذي يعرض فيه الرئيس الروسي على الأميركيين والعالم إيقاف الحرب السورية والبحث عن تسويات سلمية.
وتابعت المصادر الأميركية أنه “عندما يتحدث بوتين عن تسويات، فهو لا يعني تثبيت الوضع في سورية فحسب، فبوتين بحاجة إلى تسويات توقف انهيار اقتصاده، ولكنَ كبرياءه يمنعه الحديث عن هذا النوع من التسويات، فيخبئها خلف عنوان الحرب السورية”.
واعتبرت واشنطن أن دعوة موسكو لوزير خارجيتها هي نقطة إيجابية بذاتها، ويبدو أن الوزير الأميركي أبدى مرونة وايجابية عاليتين أثناء لقائه نظيره سيرغي لافروف، وكذلك في لقائه بوتين.
وبادل الروس كيري إيجابيته، وأعلنوا قبولهم المشاركة في “مؤتمر أصدقاء سورية”، الذي انعقد في نيويورك أمس، رغم انه سبق لروسيا والاعلام الموالي لها ان هاجما المؤتمر بضراوة.
أما الصيغة النهائية للحل في سورية، فلا يبدو أن كيري ومضيفيه الروس تحدثوا عنها تفصيلياً. وتقول المصادر الأميركية إن بحث كيري مع المسؤولين الروس كان في العناوين العريضة لتسوية روسية مع أميركا والعالم، وإن الحل السوري صارت معالمه واضحة، وتقضي بوقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية جامعة، وتحضير البلاد لانتخابات رئاسية بإشراف دولي.
أما مصير الأسد، تختم المصادر الأميركية، فلا يبدو أنه “يقلق الروس، فموسكو لن تترك اقتصادها ينهار لإبقاء الأسد في الحكم، وهذا الأخير أصبح ضعيفاً جداً على كل حال”.
واشنطن – من حسين. ع

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.