الرئيسية » تحرر الكلام » الأردن.. كما يراه ثلاثة “فيسبوكيين”!

الأردن.. كما يراه ثلاثة “فيسبوكيين”!

وطن- اعطى  الفيسبوك  “الطبشورة والسبورة ” لملاين البشر كي يخربشوا ويحولوا ما يجول في خاطرهم الى منبر دعائي مجاني لتتحدث عنهم .. وقد استغل الناس ذلك كل على هواه ورؤاه ..ورغم ان كثر عابوا علي قلة “انتمائي” لهذا العالم الإفتراضي ، إلا ان “الفراغ” جعلني اراقب في الأشهر الاخيرة وأتلصص على كثير من “عباد الله وخلقه” فيما يكتبون ..فوجدت ألاف الأشخاص يصبحون ويمسون على غيرهم ويهنئون بالجمعة وبالسلامة ويتقنون أيضا كلمة “منور” على كل صورة تضاف الخ ..وهؤلاء الرهط يشبهون العبارة الشهيرة التي كان يقولها الشعب على لسان الحصان في رواية “جورج ارويل” حديقة الحيوانات”I will increase my efforts”  أو سأبذل قصارى جهدي  ” ..ومن هذا الشعب الطيب اخترت ثلاثة أشخاص يكتب الواحد بدمه وروحه قبل يده و”قلمه الافتراضي” ..ولكل منهم طريقته ورؤيته للأردن وتصويره لها ، والثلاثي حسب خياراتي الشخصية المحضة ، هم:-

 عمر ابو شريعه العبادي

وهو يمثل صوت العقل الذي يمسك العصا من المنتصف ما أمكنه ذلك ، وهو يقدم نفسه كالتالي ” إختصاصي أمراض الأطفال لا أنتمي لحزب أو حراك أو تيار سياسي أو سفارة, أحب الله ورسوله .. أكره الإفراط كما أكره التفريط , أرفض الفكر “التكفيري” و “الفكر العلماني” على حد سواء كما يظهر في كل بوستاتي” ..حكيم “أكثر من اللازم أحيانا يبدو ملكي اكثر من الملوك أحيانا وأحيانا أخرى يتخندق مع الشعب والناس وينام بين ثنايا لحافاتهم وبطانياتهم وقد يعطيهم اياها ليتدفئون ..يمكنه ان يبارك ” لأهالي دابوق و الفردوس و أم الأسود و الغروس وبلال وأبو القرام وزبدة والفحص وريما وكل القرى المحيطة بافتتاح إشارة تقاطع شارع الشعب مع شارع ال البيت التي شهدت عشرات حوادث السير، الحمدلله على سلامة الجميع” ..  دون ان ينسى طبعا ان يشكر  ” أمانة عمان شكرا دائرة السير” ، يلمز احيانا وبقوة “كيف يكون هناك تشريع يمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة و يمارس علنا و عبر الشاشات في مجلس الأمة .. “بيت التشريعات”!!

يقترح من مشاهداته وحرصه على الناس “مرة أخرى , حلم قابل للتطبيق ((لو)) وضعت خطط طويلة المدى ,و ليتم خلال المرحلة الأولى مشاركة “التكلفة” بين الحكومة وبين ((من أراد)) من الأهالي… فكما أن من حق طلاب الاساسي التعليم المدرسي ،ومن حقهم على الدولة و بشدة وسيلة توصلهم للمدرسة،وفروا البديل قبل أن تخالفوا “الميني بص” وتكركبوا الناس وقلوب الأمهات” !!

وقد يتوجه اليه واعظا غاضبا أي المواطن حين يقول ”  عزيزي الذي يدفع 100 دينار دخان شهريا و بطاقات خلويات و بزر و فستق ويغضب لأن  ابنته ما طلع عندها اشي خطير و محرز مقابل ال 40 دينار ككشفيه على مرض لم يكن  !!

وهو يتفاعل حتى مع القضايا الدينية ويبررها بالعقل كتعليقه ” المباديء “لدي” لا تتجزأ يا صديقي , فكما أرفض (ما يفعله الشيعة بتعظيم والتبرك بالقبور و بعضهم يطلب المدد والغوث من صاحب القبر) , كذلك رفضت ما يفعله (السنة الأردنيين) في بعض مقامات الصحابة في الغور و مقام سيدنا شعيب”.

باتر وردم

لمن يهتم بالأصول والمنابت في بلد يسال عن الإسم ويتلوه سؤال عن مكان المنشأ ، فمن اسم “وردم” يتضح انه شركسي Batir Wardam وبالطبع لا احد يمكن ان يشك في ولائه وانتمائه ، وقد تضاف اليها صفات أخرى كثيرة أغلبها يتعلق بالعلم فيكتشف المتتبع لما يكتبه هذا الشاب انه باحث ومهتم بالشان البيئي كما يصرح ويؤسس لجمعية مثلا تهتم بهذا الامر على نطاق المملكة ، وهو بذا يخرج من نطاق الكلام الى نطاق الفعل خصوصا حملته ” شاركنا حملتنا بعنوان “ارميها صح” ووقع على تعهد بالقاء النفايات والمخلفات في الحاويات المخصصة لها وبالحفاظ على نظافة المواقع العامة وأحصل على شهادة تقديرية ” كما يمتاز بكمية صدق وجرأة وهما سمتان يمتاز بهما على ما يبدو كل شركسي ، وحتى يفخر ويعتز المرء بالشركس قد يهم التذكير بان الشركي احد أشد المقاتلين الشرسين في العالم وهذه حقيقة عسكرية ، والمهم ان باتر هذا ، ينقب عن أخطاء الشعب ويعريها جنبا الى جنب مع اخطاء الحكومة وقد يدمجهما سويا كتعليقه حول حادثة القبلة الحارة ” واحد تلصص بكاميرته على شاب قبل فتاة في أحد شوارع عمان. قامت ثائرة الشعب الفضيل حامي حمى الأخلاق والشرف والذي يرفض خدش الحياء العام. ردود الفعل من حماة الأخلاق كانت كثيرة

بقال أمام محله يقوم بغش المواطنين عن طريق التلاعب بلوائح انتهاء صلاحية السلع يبدأ بإطلاق موعظة أخلاقية طويلة لزبائنه عن تردي الأخلاق عند الناس، فكيف يحدث هذا المشهد في مجتمع خلوق مثل الأردن؟

مقاول مشروع بناء البناية الجديدة يضع نسبا مخفضة من حديد التسليح في البناية ليأخذ لحسابه الخاص باقي الكمية المتفق …

النائب مهرب المخدرات ومحترف الرشاوى والتعيينات الظالمة يطالب في قبة البرلمان بتشريع يسجن كل شاب يمسك بيد فتاة في الشارع

الأردن: فشل ديموقراطية الحد الأدنى

الوزير ناهب المال العام يؤكد بأنه سيضع كل جهوده السياسية في الدفاع عن الفضيلة والشرف ضد هذا التجاوز الأخلاقي

سمسار أراضي يأتي بزبون ليريه قطعة أرض جميلة لكنها ليست نفس الأرض التي سيبيعه إياه…!

الشيخ ذي اللحية الطويلة لم يستطع أن يغض بصره عن الفتاة، فهو يحاول تأمل تفاصيلها جيدا حتى تساعده في الصور التعبيرية التي يستخدمها في الموعظة حول مقاومة تردي الأخلاق، وفي الوقت نفسه يفكر بكيفية “الستر عليها” هي بالذات بعد أن رفض قبل قليل الاقتران بقريبته الدميمة الفقيرة!

موظف علاقات عامة في إحدى المؤسسات يتفق مع صاحب صالة مؤتمرات على حجزها بمبلغ يقل كثيرا عن الفاتورة التي سيقدمها لشركته..

ميكانيكي قام بتخريب السيارات التي جاءته طوال اليوم أكثر من تصليحها حتى يعود إليه الزبائن مرة أخرى يؤكد بأنه لن يسمح ابدا بمثل هذه المشاهد امام محله

صحافي مرتشي يكتب مقالا طويلا عريضا حول تردي الأخلاق وضرورة محاسبة كل من تسول له نفسه القيام بهذا الفعل الخادش للحياء

الداعشي الذي يفرح للعمليات الإرهابية وقطع الرؤوس وذبح الناس لا يتحمل ابدا هذا المشهد البعيد عن الأخلاق ويطالب بايقاع القصاص العادل على الشاب والفتاة” وهو يختصر الامر في بوست اخر وعلى غير العادة بلفظة اعتذر بأدب قبل ان يعلنها ” اسمحوا لي اخدش حيائكم شوية واقول طز في هيك سستم اجتماعي وتشريعي يسجن شابا لانه قبل فتاة ويعطي المجال لمن يمارس الاغتصاب ان يتزوج ضحيته”.

خالد الكساسبة

يرى البعض انه شخص يحب جلب الانتباه لذا يشتم الله والدين ومن ثم يشتم الملك ، حاز على كثير من الرضا والسخط ، يسبونه كثيرا ويعجبون به كثيرا ، هو صحفي متزوج من امريكية ويعيش هناك يوقع اسمه ب” Khaled Kasasbeh ” ..ان تحدث حصرا عن الشعب الأردني فقد يختزله في ممارسات وسلوكيات من طراز ” ساحكي لكم كيف لما القرايب ما يروحو يزوروا قريبهم في المستشفى عشان ما يصرفوا ليرة اجرة الباص و ليرة اجرة ضمة ورد ، اليوم بدي احكي لكم كيف انه صديق عمرك ما يجي يزورك في السجن لانه ما بده يكلف حاله نص دينار مواصلات مع انه بيصرف كل يوم خمس ليرات يحكي مع البنات”

جريء جدا على الحكومة وأجرأ أكثر على “الملك عبدالله والملكة رانيا “وهذا زاد من معجبيه وربما زاد أكثر من عدد المعجبين بالديمقراطية الأردنية ، فسب الملك علنا أو اللمز باسمه او فعله علانية لم يعرضه لاي خطر ، كما يدعي ، وتلك ميزة يظن كثر انها ما  كانت لتمر مرور الكرام في أي بلد عربي عموما و”خليجي صدامي اسدي” على وجه الخصوص .. فمنذ يومين كتب ” تنازلنا  لم يكن عن خوف او جبن ،تنازلنا عنها من اجل الوطن ،لأن الوطن أكبر منّا، و أكبر من النظام ، أكبر من خالد ، اكبر من عبدالله، أكبر من رانيا ، اكبر من حسين” ومن ثم يتساءل يوما “لماذا لا يحب عبدالله البقاء في الاردن ويسافر كثيرا ” قبل ان يعلن حبه للأردن ”  علينا ان نحمي هذا البلد من كل من يريد له العبث و الخراب ، لن نحول بلدنا الى ساحة اقتتال ، نختلف ، نغضب و لكن نصمت حين تمتد يد الشر ل الاردن ، نحن في بلد تعد سكانها ، نعم ضحكنا و ابتسمنا على التعداد ، لكن لنتذكر ان كل جوارنا يعد ضحايا القتل و الارهاب ، لنحافظ على هذا البلد ، اعرف ان الوجع كبير ، و الفقر كبير ، لكن لنتذكر دائما : الوطن أهم منا و اهم من اوجاعنا ، الوطن اكبر منّا”.ثم يصرخ ” ايها (الشعب النائم) : إصحى  اليوم يوم ل (الاحصاء) ( الاخصاء) و ( الإقصاء) تم منذ منذ 96 عاما” .

ولانه كتب في امور دينية مسيئة  فقد نال السخط على كتابات من طراز ” إقرأ ، ما انا بقارئ ، إقرأ ، ما انا بقارئ ، إقرأ، ما انا بقارئ إذن .. اقتل بإسم ربك الأكرم” و” لا يوجد عندي حقد على الاسلام ولكن ، اعتقد ان الاسلام أثر في حضارتنا العربية بشكل سلبي جعلنا متأخرين عن كل الحضارات ، ارث محمد دفعنا ل الخلف كثيرا” والأخطر ” بدون مواربة ، بدون نفاق ، بدون تناقض : نعم الاسلام هو داعش ، و داعش هي الاسلام .ما تقوم به داعش اليوم و محاولاتهم لتأسيس (الدولة الاسلامية في سوريا و العراق) يشبه تماما ما قام به المسلمون حين بدؤوا بتأسيس دولتهم الاسلامية في (مكة) و (يثرب) .مثلما اعتمد محمد على نساء و رجال الاعمال :خديجة بنت خويلد و عثمان بن عفان و عبدالرحمن بن عوف فإن داعش اليوم تعتمد على ارض النفط و الملح .”

وكان منطقيا تبعا لكل ما كتبه ، على جماليات بعضه ادبيا وتصويراً ،ان ينبذ ويرفض ، ورغم حبه وانتماءه للبلد الذي يحب الا انه ربما كان اكثر اردني مثير للجدل من جيل الفي سبوك وقد كتب ” سياسة ممنوع ، دين ممنوع ، اخلاق ممنوع ، حب ممنوع ، سكس ممنوع ، ابوة و طفولة ممنوع ، مهرجانات ممنوع ، فرح ممنوع ، إكتئاب ممنوع ، انتحار ممنوع ، عن شو أحكي” وكذلك ”  لما اكتب في السياسة بيشتموني ، لما اكتب في الدين بيشتموني ، لما اكتب في الحب بيشتموني “اما نقده الاجتماعي للبلد فقد كان تعريه حقيقة بكل معنى الكلمة لكن بالكلمات فهو يقول ” لا ادري من أي العناصر معجون هذا المجتمع ، مجتمع يقول غير ما يفعل ، مجتمع يفعل غير ما يقول ، مجتمع متناقض جدا .لم ينخدش حيائكم على الفساد ، لم ينخدش حياءكم على اللي سرقوا البلد ،لم ينخدش حياءكم لما زوروا الانتخابات ،لم ينخدش حياءكم لما سربوا اسئلة التوجيهي، لم ينخدش حياتكم على المحسوبية و الواسطة الماشية في البلد ، لم ينخدش حياءكم على الناس اللي بدفشوكم و انتم بتعملوا معاملة في دائرة حكومية او بتحاولوا تركبوا الباص ، لم ينخدش حياءكم لما غابت كل الاخلاق ، لم ينخدش حياءكم على موظفي الحكومة اللي ما بمشوا معاملاتكم اللي بعد ما تعطيهم رشوة ، لم ينخدش حياءكم على الشباب اللي بيتحرشوا بكل بنت ، لم ينخدش حياءكم على اللي بيرموا الزبالة في الشوارع …”.

الصراع داخل جماعة الإخوان في الأردن

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.