الرئيسية » الهدهد » الحلقة المفقودة في هجوم باريس.. من يكون فؤاد عقاد؟

الحلقة المفقودة في هجوم باريس.. من يكون فؤاد عقاد؟

مكنت التحقيقات في أحداث باريس الإرهابية من التعرف على هوية الانتحاري الثالث، الذي نفذ الهجوم المسلح على مسرح باتاكلان.

اسم فؤاد محمد عقاد، الذي ينحدر من مدينة ستراسبورغ، كان الحلقة المفقودة في أحجية الهجوم الذي نفذه متشددون على قاعة للحفلات الموسيقية وراح ضحيته 90 شخصا في الـ13 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم.

وتعرف المحققون سابقا على هوية المهاجمين الاثنين وهما عمر إسماعيل مصطفى، فرنسي عمره 29 سنة من مدينة إيسون الواقعة في ضاحية باريس، وسامي أميمور، 28 سنة، ينحدر من مدينة ساندوني. أما فؤاد عقاد فقد تمكن المحققون من إثبات مشاركته في الهجوم بعد تحليل حمضه النووي.

والتحق محمد عقاد، 23 سنة، بصفوف الجهاديين في سورية في ديسمبر/ كانون الأول 2013. في الفترة نفسها، وصل شريكاه في العملية إلى الأراضي السورية، فعمر إسماعيل تم رصده في تركيا، المعبر التقليدي للجهاديين نحو سورية خريف سنة 2013، بينما غادر سامي أميمور فرنسا في أيلول/ سبتمبر من السنة ذاتها.

خطة مغادرة فرنسا

في مقهى للشيشة على الضفة الألمانية لنهر الراين، تعوّد محمد عقاد على لقاء مجموعة من الأصدقاء تتراوح أعمارهم ما بين 23 و26 سنة. ينحدرون جميعا من حي شعبي في مدينة ستراسبورغ. هناك خططت المجموعة التي تتكون من 10 أفراد لرحلتها صوب سورية سنة 2013، بمساعدة مراد فارس المشتبه في كونه واحدا من أكبر المجندين للشباب الفرنسي.

اتفق الرفاق على مغادرة فرنسا تدريجا تفاديا لإثارة الشبهات. اللقاء كان مقررا في مدينة هاتاي التركية في فندق قريب من المطار. تمكن محمد عقاد من الوصول إلى المكان المحدد في الـ17 من كانون الأول/ ديسمبر 2013 بعد أن فوت رحلته. ونجحت أسرة أحد الشباب في ثني ابنها عن السفر بعد أن لحقت به في المطار، ليغادر محمد عقاد فرانكفورت مع رفيق واحد فقط.

فور عودتهم من سورية تراوحت إفادات رفاق محمد بين اعتراف ضمني بالالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والرغبة في “العمل الإنساني”.

في هاتف أحدهم عثر المحققون على صورة لفؤاد محمد عقاد يضع عصابة على رأسه بألوان داعش وهو يبتسم.

بعد أن اجتمعوا في إدلب، أرغمت الهجمات العسكرية رفاق عقاد على الذهاب إلى الرقة، معقل تنظيم داعش في سورية. بعد ذلك، رحلوا إلى مكان آخر في شرق البلاد. هناك فقدت المجموعة الأخوين مراد وياسين بوجلال، في نقطة للتفتيش، حسب شهادة الناجين.

عقاد.. هل قاتل مع داعش؟

صارت الأمور أكثر ضبابية لرفاق عقاد، فبعد أن أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى فرنسا احتجزتهم عناصر داعش، لكنهم تمكنوا في النهاية من المغادرة إلا محمد فؤاد عقاد.

فور وصولهم إلى التراب الفرنسي تم اعتقالهم من طرف القوات الفرنسية. في أيار/ مايو  2014 وجهت إليهم تهمة “تنظيم عصابة إجرامية تربطها علاقة بتنظيم إرهابي” وتم حبسهم على ذمة التحقيق.

خلال الاستنطاق أعرب العائدون عن صدمتهم مما رأوا في سورية. وصف أحدهم للمحققين كيف تطورت رتبة عقاد داخل التنظيم “كان لدي شك في نية فؤاد. في البداية ظننت أنه ذهب هناك بهدف إنساني، لكن بعد ذلك كلامه كان يوحي أنه لم يعد الشخص نفسه الذي كنت أعرف”.

– يسأله الشرطي: “هل شاهدت رفاقك وهم يحملون أسلحة؟”

– يجيب: “لقد سمعت ذات مرة أنهم تسلموا أسلحة، لكن لم أرهم. في إحدى المرات شاهدت مجموعة مسلحة بالكامل لكنهم كانوا ملثمين. لم أتمكن من التأكد إن كانوا أصدقائي”.

– هل أخبرك أصدقاؤك أنهم قاتلوا؟

– لا! لم يخبروني بذلك لكنني متأكد أنهم فعلوا.

– من؟

– “ر”، “ك” و”فؤاد” لأنني رأيت شخصا ملثما يشبهه إلى حد كبير، لقد كانت له تصرفات وأسلوب عقاد.

المصدر:  صحيفة لوموند الفرنسية

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.