الرئيسية » تقارير » قصص واقعية أغرب من الخيال: أحياء في ثلاجات الموتى !

قصص واقعية أغرب من الخيال: أحياء في ثلاجات الموتى !

(وطن – خاص /وعد الاحمد) عندما يصل الإنسان إلى خاتمة المطاف في حياته وتصعد روحه إلى بارئها فيسكن الجسد للأبد ويتحول إلى جثة هامدة، عندئذٍ لا يمكن لهذا الجسد أن يقوم من جديد أو حتى يتحرك من مكانه أو يرمش له جفن لأننا ندرك أن كل شيء قد انتهى.

 

ولكن كيف يكون إحساسك عندما تفاجأ بعودة ميت من ذويك أو أصدقائك إلى الحياة فترى ذلك الجسد الميت وهو يدفع بنفسه ليفتح درج ثلاجة المشرحة أو يحاول تمزيق الكفن ليخرج منه .

 

حول بعض القصص الغريبة والواقعية في حمص لأشخاص ماتوا “فيزيائياً” – حسب تعبير الأدب الطبي – ثم عادوا إلى الحياة من جديد كان لـ “وطن ” هذا التحقيق :

 

ذات صباح من شهر آذار عام 2008 وصلت سيارة إسعاف تابعة للمشفى الوطني في حمص إلى قرية من قراها وهي تنقل جثة أحد المتوفين من المشفى إلى منزل أهله، والجثة تعود إلى رجل في منتصف العقد الخامس من عمره قضى بالسكتة القلبية أثناء محاولة إنعاشه في غرفة العناية المركزة في المشفى المذكور قبل ساعات قليلة من إجراء عملية توسيع شرايين له، وبدأ ذوو المتوفى إجراء مراسم العزاء من تحضير للجنازة وحفر للقبر، ووضعت الجثة على طاولة التابوت لتغسيلها وتحت تأثير الماء الساخن انتفض جسد المتوفى وفتح عينيه وهب مذعوراً مما يجري حوله فأصابت الموجودين حول الجثة حالة من الذهول والذعر أيضاً، فما يجري أمامهم أمر لا يصدقه العقل .

 

وثمة قصة واقعية أخرى مشابهة بطلها مواطن يدعى ( أبو عبدو الحولاني- 62 عاماً ) الذي كان يتناول طعام الغداء في منزله بين زوجته وأبنائه عندما أصابته نوبة قلبية فتم إسعافه إلى المشفى الوطني بحمص، وهناك أدخل إلى غرفة العناية المشددة وظل لمدة يومين تحت المراقبة الشديدة حتى أعلن الأطباء عن وفاته، فأخذ أهله يجهزون ترتيبات الجنازة وبعد غسله وتكفينه خرجوا به مع المشيعين إلى المقبرة مشياً على الأقدام وقبل أن يصلوا إلى المقبرة عاد الميت ” المفترض ” إلى الحياة ووجد نفسه – كما روى لمن حوله بعد ذلك – مغطياً بقماش أملس ومربوطاً من رأسه وقدميه وبصعوبة أستطاع أن يزيل القماش ويخرج رأسه من التابوت فأصاب المشيعين ذهولٌ شديد وأوشكوا أن يلقوا بالتابوت ليفروا بعيداً عنه ولكن أبناء الميت ” العائد ” تداركوا الأمر وقاموا بلف والدهم العاري بثيابهم الخارجية وعادوا به إلى المنزل وتحولت صرخات البكاء والعويل إلى استغراب ودهشة ثم إلى زغاريد وأصبحت قصة أبو عبدو كما يقول ابنه ( عبد الكريم الحولاني ) حديث الناس لسنوات في قرية تلدو – غرب حمص – قبل أن يُتوفى والده مرة ثانية بالنوبة القلبية ولكن إلى غير عودة هذه المرة .

 

أما فواز العلي 29 عاماً فقد تعرض لحادث مروري مروع وأعلن عن وفاته ثم أودع في ثلاجة المشفى الوطني في حمص في انتظار تصريح الدفن، وكانت المفاجأة المذهلة عودته للحياة بعد 13 ساعة في ثلاجة الموتى – ويروي لنا الشاب العائد من الموت ما حصل معه قائلاً : “عندما فتحت عيني وجدت نفسي داخل صندوق بارد فظننت أنني أفقت لأُحاسَب يوم القيامة وأزحت غطاء التابوت لأجد نفسي في ثلاجة كبيرة مع عدد آخر من الصناديق.

 

ويضيف لم أصدق نفسي بداية فبدأت أتحسس جسدي وقدمي وعيني لأتأكد أنني ما زلت على قيد الحياة، وحاولت أن أستغيث وأفتح باب الثلاجة ففشلت وأخذت أطوف على الصناديق المحيطة بي وأقرأ أسماء الموتى داخلها حتى سمعت صرير الباب الحديدي وعندما التفت خلفي كان عامل المشرحة في وضع لا يُحسد عليه إذ فر هارباً إلى الخارج عندما فوجىء بي أقف أمامه حياً أرزق .

 

عطسة الحياة !

أما الطفل الوليد ( أسامة الحسين ) فقد أعطاه الأطباء شهادة وفاة بعد ساعات قليلة من ولادته بحجة انه “مليص” وبقي في ثلاجة الموتى لساعات قبل أن يكتشف والده أنه لا زال على قيد الحياة . يقول والد لطفل ( محمود حمادة الحسين ) كانت زوجتي تلد في المجمع الطبي في حماة عندما اتصلوا بي وأخبروني أن زوجتي ولدت بخير وأن الطفل في الحاضنة فذهبت إلى المشفى وصعدت إلى الحاضنة ففوجئت بهم يخبروني أن ابني قد مات، وقالت لي الطبيبة اذهب واستلمه من البراد في الطابق الأرضي وبعد أن استلمت طفلي الميت فوجئت به يحرك رأسه فقلت للرجل الذي سلمني إياه هل هذا الوليد ميت، فقال لي وهو يضحك: طبعاً، أجبته إنه يتحرك فقال لي: “أنت متوتر لأنه ابنك” . ثم فوجئت بالطفل يعطس عطسة خفيفة تكاد لا تُسمع، وعندما فككتُ لفافته وجدته يتنفس بصعوبة ويرتجف من البرد فحملته إلى الحاضنة.

 

وحول ملابسات هذه الحادثة الغريبة من نوعها التي حصلت منذ سنوات روى مدير المجمع الطبي في حماة الدكتور( عصام الجاجة ) تفاصيل عما جرى: “عندما وُلد الطفل تم وضعه في حاضنة مفتوحة للإنعاش وأعطي من قبل الطبيبة المقيمة حقنة ( أدرينالين ) تحت الجلد لكن الطبيبة لم تسمع دقات قلبه فاستنتجت أنه” مليص ” وأعلنت وفاته ، وتم وضعه في البراد ريثما يتم تسليمه لذويه أصولاً.

 

الموت الكاذب

يسمي الأطباء ظاهرة الموت المؤقت بالموت الكاذب أو الغيبوبة العميقة وكثيراً ما نسمع أخباراً عن أناس أعتقد ذووهم أنهم أموات فدفنوهم، ثم تبين بعد فتح القبر ثانية أو من بعض الأصوات الصادرة عن القبر أن المدفونين لم يكونوا أمواتاً، وبعضهم خرج من تابوته ليموت مرة ثانية من الرعب، أما الذين حالفهم الحظ فقد استيقظوا قبل فوات الأوان أي عند وضعهم في برادات المستشفيات أو قبل دفنهم بلحظات .

 

حول حقيقة الموت المؤقت أو ( الظاهري ) كما يسميه الأطباء وإمكانية حدوثه يرى الدكتور ( جمال الدين الخضور- أخصائي قلبية ) أن هناك أسباباً عدة تدفع الناس في مجتمعاتنا حالياً لرفض فكرة متابعة الحياة بعد الموت الفيزيائي، فنحن نعيش في عصر تقدم فيه العلم والتكنولوجيا، ويوجد في الوقت الحالي محاولات للتثبت من حقيقة الموت على أساس غياب النشاط الكهربائي في المخ والذي يظهر عادة عند تخطيط الدماغ شعاعياً وكهربائياً، لذلك فإن الحديث عن الحياة بعد الموت يعتبر من ترهات الماضي وليس فيه من واقعية وعلمانية هذا العصر بشيء.

 

ويعتمد تحديد موت إنسان ما من عدمه كما يرى (الدكتور سمير حداد- جراح عصبية) على العديد من المظاهر الملموسة، كتوقف القلب وتوقف التنفس وفقدان مرونة الجلد والحس ( التيبس) واتساع حدقتي العينين وعدم استجابتهما للضوء وغيرها من العلامات، ولكن قد يحدث أحياناً أن يخطئ الطبيب في تشخيص حالة شخص ما. فتلتبس عليه الأمور ويظن خطأ أن هذا الشخص قد توفي نتيجة توافر بعض علامات الموت فيه كأن تنخفض درجة حرارته, وبالتالي يقل نبضه أو يصبح التنفس لديه شبه معدوم ويؤدي هذا الالتباس وعدم التدقيق جيداً، سواء بالمعاينة المباشرة أومن خلال الأجهزة العلمية إلى الجزم بأنه ميت لا محالة .

 

كادر إضافي: دفن بالخطأ !

تشير الإحصائيات العالمية التي تنشر بين الفينة والأخرى إلى أن حالات الموت المؤقت ممكنة الحدوث وليست ضرباً من الخيال ففي بلد متطور طبياً مثل الولايات المتحدة الأميركية مثلاً يدفن شخص واحد حي خطأ في كل أربع وعشرين ساعة ، ولا تقل النسبة كثيراً عنها في بريطانيا حيث أكدت الجمعية الخيرية بلندن أنها أعادت للحياة خلال 22 ساعة 2175 شخصاً دُفنوا بالخطأ أي أن موتهم كان ظاهرياً ، وفي هامبورغ أنقذت جمعية مماثله 107 أشخاص في أقل من خمس سنوات !!

 

و السؤال الذي يفرض نفسه هنا: إذا كانت هذه الإحصائيات خاصة بمن أمكن إنقاذهم في اللحظات الأخيرة في تلك الدول المتقدمة فماذا عن الذين لم تُكتشف حالاتهم ودفعوا حياتهم ثمناً قبل أن ينتهي أجلهم فعلياً ؟!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.