الرئيسية » تحرر الكلام » “من سيهدي اللاجئين الى اليقين”؟

“من سيهدي اللاجئين الى اليقين”؟

وطن – أوصتها أمها ان تصرخ وهي تنام فوق بطنها لتبدو ميتة ، اطاعتها لكن كل ذلك لم ينفع مع الجنود الروس والبولنديين الذين كانوا يسطون على الالمانيات في المعسكرات التي كانت معدة لترحيلهم الى بلادهم بطلب من هتلر، امها خلعت اسنانها الامامية لتبدو اكبر سنا وكانت تخبر ابنتها رايكه ان تنام على بطنها لتبدو ميته ، لكن الدور جاء على ابنتها ، فتم اغتصابها وهي في السابعة من عمرها .
رايكه،، تزور اليوم بانتظام مخيم اللاجئين في فريد لاند بعد 70 عاما على اغتصابها واغتصاب مئات الالمانيات الذين بقي منهم القليل هن وثلة من جنود ، قامت المانيا بحمايتهم قبيل الحرب العالمية الثانية ، لتقدم الدعم للاجئين السوريين والفلسطينيين والأفغانيين وكل الفارين من الموت الى الحياة الجديدة ، ولتقول ايضا لبلادها المانيا ، هذا لا يكفي ، نريد أكثر!
حسنا هي وكثر يريدون ان يقدمون للاجئين ما هو أكثر ، وفي الاردن ولبنان اللذان يفتخران بإيواء الاف الاسر السورية يتم اللمز لكثير منهم بانهم قد سرقوا المؤنات التي يصل للاجئي سوريا ما يعادل 10% منها حسب ادعاء اكثر من ناشطة سياسية واجتماعية سورية .

” كيف تقع في الحب”.. السيد المغازل يُعطي اللاجئين السوريين دروساً للفوز بقلوب الألمانيات

وزيد لم يكن يحلم ان يكن بطلا ويمسك بيد رونالدو قبل لقاء ريال مدريد وغرناطه وابوه اسامه عبدالمحسن قبل ان تركله المصورة المجرية بأجزاء من الثانية كان مجرد نكره ، لم تنفعه مقالاته الصحفية في بلد لا يسمع الا صوت القنابل والمتفجرات ، لكن قفزة ليست عملاقة كقفزة فيليبس جعلت منه شخصا شهيرا ، تستقبله كبار اندية مدريد ..هل للجوء وجه براق !!
حتى ايلان كردي كانت تداعبه الملائكة وهذا حسبه ، ومؤكد انه لو عاش مليون سنة لم يحض بتلك الشهرة التي حصل عليها حين قذفته الأمواج لمحيط من العز والمجد والشهرة ..فبات لوحة وبقعة ضوء وسط ظلام الامة العربية.
ذات يوم كتب سلمان طلال رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية ان الفلسطينيين تكتب شهادة ميلادهم عند وفاتهم ، واليوم اظنه يجهز نفسه ليكتب ، السوريون تكتب شهادة ميلادهم بعد لجوؤهم؟
أي منفى واي لجوء واي خيار هذا الذي يدفع أم لحمل اطفالها والذهاب في رحلة، الشيء الوحيد المعروف فيها بدايتها ، اما باقي تفاصيلها فعرفه المهربين في الأرض والله في السماء ؟
..ينجو من ينجو ويعيش من يعيش ليحدث ويسرد القصص ، وتبقى سوريا وفلسطين والعراق وافغانستان ولبنان جراحا مفتوحة ..لم تنكأ.
رايكه تظن ان مخيم فريد لاند عبارة عن مخيم انتقالي ، منطقة عازلة لاستجماع الافكار ،،المسكينة تظن ان الانسان العربي بامكانه ان يفكر بحرية ، وانه حتى لو حصل على تلك الرفاهية فلن تتحول افكاره الى واقع طالما هناك سجن وسجان ؟
تركت فلسطينية ورائها الموت وبيتها الجميل في مخيم اليرموك وحمل افغاني يصبغ شعره باللونين الأشقر والبني احزانه معه للمخيم الألماني ، وترك اشوري أحزان حلب واوجاعها ، وظل ذهن شاب عشريني في البصرة ..وستظل لكل ناج ارتحل الى فريد لاند حيث يقضي اللاجئين 15 يوما قبل ترحيلهم لاماكن ايواء اخرى حكايته وآلامه ورؤيته للعالم .
لكن المانيا فتحت نافذة الأمل التي اغلقتها دول عديدة في اوروبا ، والتي لم تفتحها اصلا دول عربية قبلها وربما بأكثر من 63 عاما ، ولم تفتحها لليوم بعض الجهات للفلسطيني الذي وصل الى فريد لاند واستمع لرايكه وهي تحدثه عن المها قبل الوصول لبلادها المانيا ، وبعدما سمع القصة قال لها “المؤلم اننا لجئنا ، نحن وانتم بنفس التوقيت تقريبا ، لكن انتم تقدمتم كثيرا للأمام ، ونحن واصلنا المسير الى الخلف ” ، انزعجت وردت عليه ” لهذا كله علينا ان نساعدكم بعدما اجتزنا التجربة بنجاح ..لتصلون للأمام ؟
هل بقي اي أمام ..؟
..وهل بقيت جهات اصلا في حياة العربي المشرد؟
أم ان كل الطرق تؤدي الى الموت أو المخيمات ؟.
العنوان مقطع من قصدة شعرية للدكتورمحمدعبيدالله

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.