الرئيسية » أرشيف - تقارير » أمريكا تطمئن (الثوار) الذين دربتهم .. لكنها تتساءل: من يقاتل بالنيابة عنا؟

أمريكا تطمئن (الثوار) الذين دربتهم .. لكنها تتساءل: من يقاتل بالنيابة عنا؟

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة قضى شهورا في مناقشات تفصيلية مع شخصيات من المعارضة السورية حول كيفية إدارة المناطق التي يخطط لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، فيما لا يزال التحالف إلى اليوم يناقش القضية الأساسية: من يقاتل بالنيابة عنا؟

مع إبرامها صفقة النووي الإيراني، فإن إدارة أوباما وسعت مشاركتها في الحرب السورية. ففي الأسبوع الماضي توصلت إلى اتفاق مع تركيا لاستخدام قواعدها الجوية، كما يخطط المسؤولون الأمريكيون والأتراك، جنبا إلى جنب مع مقاتلي المعارضة السورية، لتطارد مقاتلي “داعش” على طول الحدود بين تركيا وسوريا غرب الفرات.

لكن مجموعات الثوار المتعاطفة مع الائتلاف تقول إنها ما زالت تنتظر في وقت لازالت أمريكا تتخبط في تحديد من المؤهل من الثوار للانضمام إلى القتال على الأرض. فقد نقل النقاش الطويل لأشهر إلى الواجهة مخاوف الولايات المتحدة من دعم الجماعات المتطرفة والتناقضات الداخلية التي يتعرض لها التحالف الذي يضم معظم الخليج العربي والدول الغربية مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وكذلك الولايات المتحدة وتركيا .

في هذه الأثناء، يتخذ خصومهم إجراءات حاسمة. في نهاية الأسبوع الماضي، أفادت عدة جماعات المعارضة أن جبهة النصرة ألقت القبض على ثلث الدفعة الأولى من المقاتلين الستين الذين دربتهم أمريكا المدربين لإرسالهم إلى جبهات قتال داعش. وجاءت عملية الاختطاف بعد وقت قصير من إعلان تركيا، الذي طال انتظاره، الانضمام إلى الحرب ضد “داعش” في سوريا، وكان هذا بمثابة ضربة للائتلاف.

ونقل التقرير عن منذر السلال، نائب رئيس مجلس المعارضة المسؤولة عن مناطق الثوار في محافظة حلب تعليقه على عملية الاختطاف على يد مقاتلي جبهة النصرة، قائلا: “لقد حذرنا التحالف أنهم يحتاجون إلى خطط أفضل للعمل مع جماعات معتدلة أخرى لحماية المجندين”.

وهذا ما دفع البيت الأبيض إلى طمأنة الثوار الذين دربتهم ووعدتهم بتوفير غطاء جوي حال تعرضهم لهجوم من قبل قوات بشار الأسد، مع أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن الاشتباك مع قوات الأسد بعيد الاحتمال، وقال التقرير إن التردد في تقديم الدعم للثوار “المعتدلين” قوض ثقتهم في الإدارة الأمريكية.

وقال التقرير إن خطط واشنطن الموسعة في سوريا لا تزال غير واضحة. وبينما تستمر تركيا في الحديث عن إنشاء “منطقة عازلة”، يقول مسؤولون أمريكيون إن هدفهم هو “مسح حدود” طرق الإمداد إلى تركيا. في حين تجنب البيت الأبيض الحديث عن إنشاء “مناطق” في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الإدارة الأمريكية لم تتفق حتى الآن مع تركيا حول المقاتلين الذين ستتعاون معهم لمواجهة تنظيم الدولة، مضيفا: “أعتقد أن الجواب هو: سوف نرى..فمن الواضح أن هناك جماعات أننا قطعا لن تعمل معها”.

ويقول كثير من ناشطي المعارضة السورية إنهم يجرون محادثات مع الولايات المتحدة منذ أشهر حول ذلك. وأفاد ناشط من مدينة دير الزور: “في مارس طلبوا منا أن نعطيهم القوائم حتى يتمكنوا من دراسة ملفات المقاتلين، عددا وتدريبا”، وأضاف: “لقد أرسلنا عن طريق البريد الإلكتروني قائمة بحوالي 200 مقاتل كبداية. وحتى الآن لن نتلق ردا”.

ورأت الصحيفة أن حالة عدم اليقين بشأن خطط الولايات المتحدة هو أحد الأسباب الذي جعل العديد من قادة الثوار المعتدلين يصرحون علنا أنهم لن ينضموا إلى برنامج “تدريب وتجهيز” للتحالف. وقد أعرب الكثيرون عن شكوكهم إزاء تحقيق الولايات المتحدة لهدفها المتمثل في تدريب وتجهيز 5000 مقاتل.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.