الرئيسية » أرشيف - تقارير » تقرير: الكشف عن مصير (الأكراد السوريين) ضمن المنطقة المقترحة لطرد (داعش)

تقرير: الكشف عن مصير (الأكراد السوريين) ضمن المنطقة المقترحة لطرد (داعش)

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرها اليوم أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على إبقاء الأكراد السوريين خارج منطقة الحدود المقترحة.

ورأت الصحيفة أن هذا الاتفاق موجه نحو طمأنة حكومة أنقرة بأن مخطط طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة الآمنة المقترحة في شمال سوريا لن يمهد الطريق للمقاتلين الأكراد للتحرك باتجاهها سدا للفراغ.

وكشف مسؤولون من البلدين تفاصيل المناقشات التي انبثقت من قرار تركيا في الآونة الأخيرة بتكثيف تعاونها مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

فقد شنت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العديد من الغارات الجوية على مدى العام الماضي لدعم ميليشيات YPG الكردية في شمال سوريا، والتي أثبتت أنها القوات البرية الأكثر فعالية في محاربة الدولة الإسلامية، وفقا لما أورده التقرير.

ولكنَ الحكومة التركية المتحالفة مع الولايات المتحدة تخوض صراعا مستمرا منذ عشرات السنين ضد متمردي الأكراد. ورفضت تركيا العمل مع وحدات YPG خوفا من أن هذه الميلشيات ترتب لإنشاء دولة كردية جديدة على طول الحدود الشمالية السورية مع تركيا.

 وقبل أسبوعين، وافقت تركيا على شن ضربات جوية تستهدف مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا والسماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها بعد طول تمنع. وبناء على إلحاح من تركيا، وافقت الولايات المتحدة على استخدام الضربات الجوية لحماية المنطقة الحدودية وإخلائها من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وتمكين الثوار المعتدلين من السيطرة عليها.

قبل اندلاع الحرب في سوريا، تركز الأكراد في سوريا في ثلاثة جيوب على طول الحدود الشمالية. خلال العام الماضي، تعزز حضورهم بعد صدَهم لتقدم مقاتلي الدولة الإسلامية، وعلى الأخص في بلدة كوباني/ عين العرب الحدودية.

وقد مكَن تقدم وحدات YPG من سيطرة القوات الكردية على مزيد من الأراضي السورية أكثر من المساحة التي سكنوها قبل الحرب، وهذا وفقا لمعهد دراسات الحرب. وفي الأشهر الأخيرة، استطاعت وحدات YPG، المدعومة بالغارات الجوية الأمريكية، إبعاد مقاتلي الدولة الإسلامية من مساحة تقدر بحوالي 2000 ميل مربع من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في شمال سوريا، وهي منطقة بحجم ولاية ديلاوير وفقا للجيش الأمريكي.

ومنذ انسحاب قوات الأسد من المناطق الكردية، أمَن الأكراد السوريون قدرا من الحكم الذاتي، الذي حفز التطلعات من أجل الاستقلال على امتداد وجودهم في المنطقة. وقد أقاموا جهازهم الإداري وأنشأوا قواتهم الدفاعية، والتي بدأت تتحمل مسؤولية الأمن في “الكانتونات” الكردية الثلاث.

وقد أتاح لهم الانتصار في معركة بلدة “تل أبيض” ضد مسلحي الدولة الإسلامية هذا الصيف الربط بين اثنين من الكانتونات الكردية الثلاث في شمال سوريا للمرة الأولى في تاريخهم.

واندفعت، بهذا، الميليشيات الكردية السورية تجاه الفروع الشرقية من نهر الفرات على حافة المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية من الجانب الآخر. والمنطقة الحدودية التي تريد أمريكا وتركيا إنشاءها تقع على الجانب الغربي من النهر.

وأوضح زعماء ميلشيات YPG أنهم سيعملون بشكل وثيق مع الحلفاء، بما في ذلك قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ومقاتلو الجيش السوري الحر في الحرب ضد تنظيم داعش. ومع ذلك، قالوا إنهم لم يقدموا أي تعهد بعدم عبور نهر الفرات.

 وهنا تنقل الصحيفة عن “ادريس نعسان”، وهو سؤول كردي رفيع المستوى في مدينة كوباني، قوله إن “الخطة الأولية هو الانتقال إلى تحرير الجانب الغربي من نهر الفرات ما إن يتم تطهير المناطق الشرق من مسلحي تنظيم الدولة”، وأضاف مستدركا: “لكن وحدات YPG تتصرف بالتنسيق مع المجموعات المحلية، مثل الجيش الحر والكتائب الأخرى التي تقاتل تنظيم الدولة وكذلك أعضاء التحالف”.

وقال مسؤول تركي إن منع القوات الكردية من الاستفادة من الغارات الجوية الأمريكية والتركية في المنطقة هو “خط أحمر” بالنسبة لأنقرة التي تعتزم لعب دور أكبر في محاربة الدولة الإسلامية.

وقال التقرير إن منع المقاتلين الأكراد من التحرك أبعد في اتجاه الغرب يقيد قدرة أميركا على العمل في شمال غرب سوريا مع الميليشيات الكردية التي أثبتت قوة قتالية فعالة. كما إنه يضع المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة وتركيا لإيجاد بديل قادر على سد الفراغ.

وقد برزت التحديات أمام الائتلاف المحارب لتنظيم الدولة في تطوير تلك القوة القتال بشكل واضح خلال الأسبوع الماضي عندما هاجم مقاتلون من جبهة النصرة مسلحين مدعومين من الولايات المتحدة في سوريا، واختطفوا بعض كبار قادة هذه المجموعة وتعهدوا بمنع انتشارها.

وردا على هذا الهجوم، قامت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بشن غارات جوية لمنع الإطاحة بالثوار الذين دربتهم أمريكا. وتمثل هذه المعارك انتكاسة مبكرة لجهود وزارة الدفاع الوليدة لتشكيل حليف جديد موثوق به في سوريا تتناسب مع فعالية القوات الكردية.

وبالتوازي مع الضربات العسكرية الجديدة ضد الدولة الإسلامية، استهدفت تركيا قواعد في شمال العراق تستخدمها الجماعة الانفصالية الكردية المحظورة حزب العمال الكردستاني.

وجاءت هذه الغارات الجوية المميتة ردا على تزايد هجمات حزب العمال الكردستاني ضد قوات الأمن التركية، بما يهدد عملية السلام الهشة.

ومع اصطفاف حزب العمال الكردستاني بشكل وثيق مع ميلشيات YPG في سوريا، صنفت تركيا والولايات المتحدة الأول على أنه جماعة إرهابية، في حين اعتبرت الأخير حليفا رئيسا في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وقالت الصحيفة إن المنطقة ة الحدوديالتي تأمل تركيا في إنشائها يسكنها خليط من التركمان والعرب، ويخشى القادة الأتراك من أن المقاتلين الأكراد سيحاولون إخراجهم.

“هذا خط أحمر”، كما أفاد مسؤول تركي، مضيفا: “ليس هناك أي أكراد تقريبا في المنطقة التي ستُخلى من مسلحي تنظيم الدولة. وفرض وجودهم سيشعل موجة جديدة من التطهير العرقي، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا”.

وقد طمأن مسؤولون أمريكيون تركيا بأنهم لن تعتمدوا على ميلشيات YPG في هذا المجال، ولكنهم سعوا إلى إعطاء أنفسهم مساحة كبيرة للمناورة للعمل مع المقاتلين الأكراد في تلك المنطقة إذا اقتضت الحاجة.

“لدينا اتفاق على حدود مناطق العمليات”، كما قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، وأضاف: “لكن الأتراك ليسوا سعداء لأن وحدات YPG قد سيطرت على الكثير من الحدود”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.