الرئيسية » أرشيف - تقارير » مسؤول عسكري إسرائيلي: الوضع السوري دخل مرحلة التفكّك

مسؤول عسكري إسرائيلي: الوضع السوري دخل مرحلة التفكّك

قالت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الأسد بات الآن يعتمد على حزب الله الذي يستمر في إرسال مزيد من قواته إلى سوريا رغم الثمن السياسي الذي يتكبّده.

ويضيف المراسل “يوسي يهوشوا” نقلاً عن مسؤول كبير في هيئة الأركان الإسرائيلية أن “الوضع في سوريا بدأ يتفكك” بعد هزائم الأسد الأخيرة أمام تنظيم “الدولة الإسلامية” والجماعات الثورية الأخرى.

وأضاف المسؤول العسكري أن “سوريا حالياً في أسوأ وضع منذ اندلاع الحرب الأهلية، وجيشها بات في مستوى متدنٍّ من حيث القدرة القتالية. إن الوضع كله آخذ بالانهيار ويعتمد الأسد على حزب الله إلى حد كبير جداً”.

وأضاف أن حزب الله رفع عدد قواته المقاتلة في سوريا من حوالي 5000 إلى ما بين 6000 إلى 8000 مقاتل.

ووفقاً لتقارير، فإن ما يزيد على 100 مقاتل من الحزب سقطوا خلال الأسبوعين الماضيين، وتم دفنهم سرّاً في لبنان. وتتراوح التقارير حول العدد الإجمالي لقتلى الحزب في سوريا ما بين 7000 و2000 قتيل.

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن كثرة خطابات نصرالله في الآونة الأخيرة مؤشّر على الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها الحزب، وكذا الإحراج الذي يعاني منه في لبنان بسبب الخسائر التي يتكبّدها في مهمة “الدفاع عن نظام الأسد”.

وقد أبلغت إسرائيل المجتمع الدولي أنه لا يهمها، حالياً، أن تشن هجوماً ضد جيرانها في الشمال، وهذا مع أن الوضع في الشمال بات الآن في صالح إسرائيل بعد انهيار جيش الأسد وبعد الضربات التي تلقّاها حزب الله في سوريا.

 ويُذكر زعيم جبهة النصرة كان قد أعلن في الأسبوع الماضي أن الهدف التالي لجماعته سيكون دمشق. وهذا ما دفع إيران، حسب مصدر أمني سوري، لإرسال ألوف المقاتلين الإيرانيين والعراقيين إلى سوريا بهدف الدفاع عن العاصمة وضواحيها.

وأضاف المصدر الأمني السوري أن نظام الأسد يسعى لتجنيد 10 آلاف مقاتل لدعم الجيش والميليشيات الموالية للنظام، بدءاً بدمشق ثم في “جسر الشاغور”.

ويدرك نظام طهران حجم المشكلة في سوريا، ولكن لا ينوي الحلول محل حزب الله في هذه المرحلة. لذا، فقد أرسل ضباطاً كباراً وأسلحة وأموالا لإنقاذ الأسد وحزب الله.

ويضيف مراسل “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مصدر في هيئة الأركان الإسرائيلية أن حزب الله، في هذه الأثناء، لم يغير وضع صواريخه على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وما زال يملك 100 ألف صاروخ موجهة نحو إسرائيل.

وذلك ما دفع جيش الدفاع الإسرائيلي للقيام بمناورات لم تشمل قيادة الجبهة الداخلية فحسب، بل وشارك فيه سلاح الطيران، والبحرية، وقيادة الجبهة الشمالية. فرغم التطمينات التي تنقلها جريدة “يديعوت أحرونوت” بأن إسرائيل لا تملك مصلحة في المبادرة لشن حرب “في الشمال”، أي في لبنان وسوريا، فالمؤشرات الواردة من الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة تدعو للقلق.

وفي حال نشوب حرب مع حزب الله، فلن يحاول الجيش الإسرائيلي صد كل صاروخ، بل سيعمل على تدمير قدرات الصواريخ طويلة المدى التي يملكها حزب الله، عبر القيام بهجمات منذ الأيام الأولى ضد مخازن الصواريخ، وعبر ضرب ألوف الأهداف خلال مدة تقل عن أسبوع واحد. وأضاف: “ينبغي لنا أن نردعهم عن استخدام قوتهم النارية، وأن نفعل ذلك بأسرع وقت ممكن”. وقال: “إن قدرتهم على إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل انطلاقاً من قرى جنوب لبنان لم تعد موجودة.

وهنا تساءل بعض المراقبين: هل تشنّ إسرائيل “حرباً خاطفة” تشمل تهجير سكان جنوب لبنان، وسياسة “أرض محروقة كما فعلت في حرب غزة الأخيرة في 200 قرية” بغية التخلص من مخزون الصواريخ الإيرانية لحزب الله، خصوصا وأن الرأي العام الغربي لن يتحرّك ضدها إذا تذرّعت بالوضع المتفجر في سوريا، وأن أي تدخّل إيراني في حرب إسرائيلية ضد حزب الله قد يؤذن بنهاية مشروع الاتفاق النووي الإيراني-الأميركي؟

أم تنتظر مزيدا من استنزاف حزب الله وإيران في سوريا وتتحرّك في لحظة انهيار النظام في دمشق، الذي لاحت بوادره رغم أنباء إرسال 10 آلاف مقاتل عراقي للدفاع عن العاصمة السورية؟ 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.