الرئيسية » أرشيف - حياتنا » أثر فقدان الزوج لعمله على حالة الشريكين النفسية

أثر فقدان الزوج لعمله على حالة الشريكين النفسية

وطنوطن (خاص) – إن لفقدان العمل آثار عديدة على المجتمع بشكل عام، لكن نادراً ما يتم مناقشة آثار فقدان العمل على العائلة بشكل خاص، وهنا سنناقش أهم آثار فقدان العمل على العائلة ألا وهو الأثر السلبي الذي ينعكس على الحالة النفسية لأفراد العائلة جميعاً، كما أنه يؤثر على المزاج والحالة النفسية للشريك الآخر خاصة، كما يؤثر فقدان العمل أيضاً بشكل واضح على رضا أفراد العائلة عن حياتهم، وعلى احترام وتقدير الذات عند الأفراد، كما يؤثر على دور الأفراد في المجتمع. ويترتب على فقدان العمل أيضاً نتائج سلبية أخرى تتجلى على هيئة صعوبات أثناء عودة الشخص الذي فقد عمله مجدداً إلى سوق العمل.
كما أن هناك آثار أخرى تنعكس على الأطفال وتؤثر على عملية تعلمهم وذلك بسبب انخفاض الدخل وبالتالي انخفاض إنفاق الأسرة على تعليم أطفالها. ونرى أن أثر فقدان العمل على الأطفال يسترعي انتباه الباحثين أكثر من أثره على حياة الشريكين، لذلك فإننا سنتناول هذا الأثر بشيء من التفصيل هنا.

إن فقدان العمل يعني فقدان الشخص لدخله، وبالتالي عدم قدرته على تلبية احتياجاته ولا حتى الأساسية منها، ولكن الأثر الأهم هو الأثر النفسي الذي عادة ما يكون ذو أبعاد عميقة أكثر من الأثر المادي، ويكون حينها معالجة هذا الأثر أصعب من معالجة الأثر المادي. وسنذكر بعضاً من هذه الأبعاد:
– يترتب على فقدان العمل آثار اقتصادية سلبية على سوق العمل، أي على الأشخاص الذين يطلبون فرص العمل، حيث سيضم سوق العمل في هذه الحالة أشخاصاً محبطين وذلك على عكس البطالة بشكل عام والتي يمكن أن تضم أشخاصاً ذوو كفاءات عالية ومتحمسين للعمل لكنهم لا يجدون الفرصة لذلك، بينما نرى أن الأشخاص الذين فقدوا عملهم من الممكن أن يحتاجوا لإعادة تأهيل أو حتى علاج نفسي في بعض الحالات النادرة.
– إن تدهور حالة الشريكين النفسية سيؤدي إلى زيادة الخصومات والخلافات العائلية، وبالتالي انعدام الاستقرار العائلي.

هل تبخرت أموال المودعين اللبنانيين والعرب بمصارف لبنان؟.. تصريحات صادمة لوزير المالية

– ومن المؤكد أن سوء حالة الشريكين النفسية ومزاجهما السيئ سينعكس حتى على حالة الأطفال النفسية، حيث يعيش الأطفال في هذه الحالة في بيئة غير مستقرة نفسياً.
– سينجم عن فقدان العمل أيضاً آثار مماثلة لتلك الآثار الناجمة عن البطالة مثل الاكتئاب، عدم الرضا عن الحياة، عدم احترام أو تقدير الذات، ومن الممكن أن يؤدي فقدان العمل في بعض الحالات إلى الانتحار أيضاً.

هناك العديد من السياسات التي تسعى لتخفيف الصدمة الناجمة عن فقدان العمل، وستكون هذه السياسات ذات جدوى في حال كان سبب هذه الصدمة مادياً فقط، لكنها لن تكون ذات جدوى إذا كانت هذه الصدمة ناجمة عن الآثار النفسية لفقدان العمل مثل الاكتئاب وعدم احترام الذات كما ذكرنا سابقاً.
وستتأثر الحالة النفسية للشريكين بعدة طرق نذكر منها:

أولاً: إن فقدان الدخل يؤثر بشكل ملحوظ على الحالة النفسية لكل أفراد العائلة وخاصة إذا كان الزوج الذي فقد عمله هو المعيل الوحيد لهذه العائلة.
ثانياً: غالباً ما تكون الزوجات أكثر حساسية بالنسبة لفقدان العمل وبالتالي أكثر عرضة لتدهور الحالة النفسية، فكما ذكرنا إن العمل هو أحد أهم أسباب رضا الأفراد عن ذاتهم، وغالباً ما تشعر النساء بشيء من الرضا الناجم عن عمل أزواجهن وذلك بدرجات مختلفة وفقاً لطبيعة عملهم. وبالتالي فإن فقدان الزوج لعمله سيؤدي إلى إعادة التفكير بدوره كزوج ومعيل في العائلة، ومن الممكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن بين الشريكين في العائلة.
ثالثاً: إن الخلافات والنزاعات العائلية ستزداد نتيجة للضغط والتوتر الناجم عن تدهور الوضع المالي للعائلة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.