الرئيسية » أرشيف - تقارير » واشنطن تايمز: أمريكا تتجاهل الانتهاكات بمصر.. و”الحجة” داعش

واشنطن تايمز: أمريكا تتجاهل الانتهاكات بمصر.. و”الحجة” داعش

وطن- في ظل انتشار عنف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا سريعًا، تجد الإدارة الأمريكية نفسها تحت ضغوط متزايدة للتقليل من أهمية انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الحكومة المصرية لصالح إعلان القاهرة بأنها شريك عربي مسلم جديد مستعد لاتخاذ موقف عسكري عدواني ضد المتطرفين.

هكذا استهلّت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية مقالها تحت عنوان “إدارة أوباما تتعرض لضغوط لتجاهل انتهاكات مصر لحقوق الإنسان في ظلّ تزايد التهديد الإرهابي”، للكاتب الصحفي جاي تايلور، معتبرة أنّ الوضع الراهن “خادع”؛ إذ يتعيّن على الولايات المتحدة التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان، بعد أن أبدت مصر استعدادها للقتال ضد داعش.

ومع ذلك، ترددت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي حيال دعم الغارات الجوية المصرية التي استهدفت معاقل تنظيم داعش في ليبيا، انتقامًا لمقتل 21 مسيحيًا مصريًا نحرًا، ففي حين حاول بعض مسؤولي البيت الأبيض تجنب الحديث عن الواقعة، لكن ظهرت دلائل على أن بعض المسؤولين رفيعي المستوى بدأوا في اعتبار القاهرة أفضل حليف إقليمي لواشنطن في خضمّ تزايد انتشار داعش في شمال إفريقيا. بحسب الصحيفة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: “تعد مصر شريكًا حاسمًا في جهود مكافحة داعش”، لكنه لم يصل إلى حد الإشادة بمصر علنًا لشنها غارات جوية على معاقل التنظيم في ليبيا، لاسيما أن مسؤولين آخرين بالإدارة أشاروا إلى أنّ المصريين تغاضوا عن أخذ النصيحة من واشنطن قبل شنّ الغارات الجوية شرق ليبيا يوم الاثنين الماضي.

رغم الانتهاكات الجسيمة.. الرئيس الفرنسي ينصر “السيسي” ويخيب آمال منظمات حقوق الإنسان

وصرّح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن بلاده ستشن غارات جوية مستقبلية إذا شعرت بالتهديد من قبل صعود داعش في ليبيا، التي تتشارك حدودًا طويلة يسهل اختراقها مع مصر من ناحية الغرب.

لكن دور مصر في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش لا يزال موضع نقاش في واشنطن، وهو وضع يعتبر أفضل تفسير له هو خوف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن تظهر كداعمة للنظام الاستبدادي الجديد في القاهرة، الذي صعد للسلطة بعد مرور أربع سنوات فقط من مظاهرات الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية التي أطاحت بالرئيس القوي السابق حسني مبارك عام 2011. على حد قول الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن التطورات الحالية من تزايد التهديد الإرهابي في المنطقة تضغط على إدارة أوباما للاستفادة من القاهرة كشريك رائد في مكافحة انتشار تنظيم داعش؛ حيث قال ديفيد شينكر، خبير في السياسة العربية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “لا ينبغي علينا استخدام مشاكل سجل حقوق الإنسان في مصر كمبرر لتعليق مساعدتنا الاقتصادية والعسكرية لها، هذا ليس هدف السياسة التي من شأنها حماية مصلحتنا في رؤية مصر مستقرة”.

وأضاف شينكر: “تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق من أن مصر تواصل سياسة الأرض المحروقة ضد المتطرفين، لكن إذا نظرنا إلى المنطقة، نجد أننا لا نمتلك سوى عدد قليل من الأصدقاء والحلفاء في الحرب ضد داعش، وعدد أقل من الشركاء العرب السُّنّيين”.

وتابع شينكر: “مصر شريك حاسم من بين شركائنا، وينبغي علينا مساعدتها، ويجب أن نكون سعداء من الغارات الجوية التي يشنها سلاح الجو المصري داخل ليبيا، فكيف لنا أن نصفق للأردنيين لقصفهم أهداف داعش داخل سوريا، ونرسل رسالة للسيسي بعدم القيام بأي شيء؟ أعتقد أنه يجب علينا العمل مع حلفائنا ومساعدة المصريين في تشكيل سياسة مكافحة الإرهاب الخاصة بهم حتى تصبح أكثر فعالية وتقل أضرارها الجانبية”.

اليوم العالمي لحقوق الإنسان بمصر.. السجون أداة لتصفية المعارضين بالقتل والتعذيب

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.