الرئيسية » أرشيف - تقارير » “واشنطن بوست”: تململ وإجهاد وهروب داخل الطائفة العلوية رفضا لحرب الأسد

“واشنطن بوست”: تململ وإجهاد وهروب داخل الطائفة العلوية رفضا لحرب الأسد

كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، نشرته أمس، أن العلويين الذين يعتبرون قاعدة نظام الأسد يظهرون إشارات عدم رضا فيما بدأت آثار الحرب الأهلية تترك علاماتها عليهم. ويبدو هذا واضحا في النقد الذي يوجهه أبناء الطائفة العلوية للنظام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول محللون إن العلويين الذين يشكلون عصب أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية بدأوا يتجنبون الخدمة العسكرية الإجبارية.

وردت الأجهزة الأمنية بزيادة حملات الاعتقال مما عمق من الخلاف بين الطائفة والنظام. وفي الوقت الذي يرى البعض في تصاعد عملية النقد للنظام تهديدا له، يرى آخرون فيها تعبيرا عن حالة من التعب والإجهاد للطائفة التي تظل حيوية لبقاء النظام في السلطة.

وتنقل الصحيفة عن لؤي حسين، الناشط العلوي المقيم في دمشق: “هناك علامات نفاد صبر بين العلويين لعدم قدرة النظام على وقف الحرب”.

واعتقلت السلطات السورية حسين يوم الأربعاء وهو يحاول عبور الحدود السورية إلى لبنان. ويرد أندرو تابلر، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الحساسيات الزائدة للبعد الديمغرافي، فالسنة في سوريا يتفوقون في العدد على العلويين، وهو يقول إن “الناس بدأوا يكتشفون أن الحرب لن تنتهي قريبا ولا يمكن الخروج منها، وليس من خلال البعد الديمغرافي”، وأضاف: “هناك سنة كثر”.

ولم يعلن العلويون عن دعم واضح للنظام، لكنهم يخافون من زيادة النزعات الراديكالية داخل المعارضة، والتي قد تمنعهم من التخلي عن النظام.

ورغم هذا فأعضاء الطائفة العلوية بدأوا ينفثون غضبهم وإحباطهم من النظام عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال التظاهرات. فقد خرجوا في تظاهرات احتجاجا على التفجير المزدوج الذي ضرب مدينة حمص وقتل فيهما 50 شخصا الشهر الماضي، وطالب المتظاهرون بعزل المحافظ لفشله بوقف الهجمات.

وفي مدينة طرطوس، نظم السكان تجمعات احتجاجية ووزعوا ملصقات حثوا فيها الناس على الحديث عن تزايد أعداد القتلى من الجنود، واتهموا النظام بالتخلي عن الجنود في قاعدة الطبقة الجوية، حيث قبض تنظيم داعش عليهم وأعدمهم.

وبحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فعدد القتلى في صفوف القوات المسلحة يصل إلى 110.000 جندي. ويقول ناصر النكاري، وهو ناشط علوي يقوم بالتنسيق مع الناشطين داخل سوريا إن تظاهرات طرطوس جاءت أيضا احتجاجا على اعتقال الرافضين للخدمة العسكرية الإلزامية. وشملت العمليات احتجاز عدد من العاملين في مستشفى باسل بطرطوس.

وتم اعتقال البعض عندما حضروا للمقابلات في شركة الكهرباء التي أعلنت عن وظائف شاغرة. وكانت خدعة من الشركة لأن معظم المتقدمين هم من الرافضين للخدمة العسكرية.

ويقول محللون وناشطون إن النظام كثف من عمليات الاعتقال في المناطق الخاضعة لسيطرته للرافضين للخدمة العسكرية أو الانضمام للميليشيات المساعدة وهي قوات الدفاع الشعبي. وتقول تقارير إن هناك 5.000 رجل فشل في التسجيل لأداء الخدمة الإلزامية منذ يناير هذا العام.

ويقول صايغ، الباحث في مركز كارنيغي الشرق الأوسط، إن المصادر المتعددة والأدلة المتوفرة من جانب النظام تشير إلى أن داعميه “يبحثون عن ملجأ، الخروج من سوريا والسفر للخارج”. وأفاد لؤي حسين أن العديد من أصدقائه العلويين بدأوا منذ العام الماضي بالرحيل إلى الدول العربية والأوروبية.

ويقول: “يشعر العلويون أن عليهم اختيار جانب النظام مهما كانوا يمقتونه، وهو ما يدفعهم للرحيل”. ومن يتحدى النظام من العلويين يواجه الاعتقال، ويقول ناشط إن عددا من العلويين اعتقلوا لأنهم فتحوا حوارا مع قادة قرية سنية، قرب مدينة اللاذقية.

ويرى جوشوا لانديز، الباحث في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما، إن النقد المتزايد للنظام داخل الطائفة العلوية يؤشر لتحول في التفكير وحول كيفية إنهاء الحرب، وتضم الخيارات التخلي عن القومية العربية التي يتبناها نظام الأسد وتقسيم سوريا لإنشاء كيان خاص بهم. فالعلويون يعرفون أنه ليس باستطاعتهم هزيمة المعارضة وفي نفس الوقت لا يريدون الموت بأعداد متزايدة.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.