الرئيسية » تقارير » “كريستيان مونيتور”: كيف صنع المال من عامل بناء قائدا عسكريا لثوار سوريا

“كريستيان مونيتور”: كيف صنع المال من عامل بناء قائدا عسكريا لثوار سوريا

في تقرير نشرته صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية بعنوان: “كيف صنع الدعم السعودي قائدا من عامل بناء”، في إشارة لزعيم “جبهة ثوار سوريا”، جمال معروف، قالت الصحيفة إن السعوديين على ما يبدو اختاروه وزودوه بالمال والدعم. لكن الصحيفة تقول إن المال لا يمكنه شراء الولاء وللأبد

 

وجاء في التقرير الذي كتبه “دومنيك سوغيل” من منطقة هاتاي في جنوب تركيا أن الأمريكيين “يحاولون جاهدين البحث عن فصيل سوري مسلح يمكنهم دعمه ويرتاحون لتقديم المال والسلاح له، إلا أن السعوديين على ما يبدو اختاروا رجلهم، وخلال أقل من ثلاثة أعوام دفعت جيوبهم العميقة المليئة بالنقود جمال معروف عامل البناء السابق ليصبح واحدا من أقوى القادة العسكريين في الحرب السورية”.

 

وكان أول ظهور لمعروف بحسب التقرير في عام 2011 كقائد “كتيبة جبل الزاوية”، ولم تكن أكثر من مجموعة مسلحة بعدد قليل من المقاتلين لا يتجاوز الأربعين رجلا. وفي عام 2012 استطاع معروف تأمين الدعم السعودي له، حيث حصل منهم على المال والسلاح والعلاقات الخارجية والولاءات من الجماعات الأخرى التي تدعمها السعودية

 

فقد قامت الأخيرة مع دول الخليج الأخرى بتقديم المال والمدربين والمتطوعين لجماعات المقاتلين.

 

وعندما اندمجت مجموعته في ديسمبر 2013 مع كتائب أخرى لتشكيل “جبهة ثوار سوريا”، كان الاختيار المناسب لقيادة تحالف القوى هذه، حيث شاركت الجبهة في المعارك ضد بعض الجماعات الجهادية في شمال سوريا. وفي الآونة الأخيرة “برزت علامات استفهام حول قيادة معروف وإن كان فعلا يقود أو يحظى بولاء الكتائب التي يريد دعمها”.

 

وتضيف الصحيفة أن “جبهة ثوار سوريا” حاولت جذب انتباه أمريكا والحصول على دعم منها، لكن واشنطن على ما يبدو اختارت الكتيبة التي تريدها، وهي مجموعة منشقة عن جبهة معروف واسمها “حركة حزم” التي ستحصل على الدعم العسكري الأمريكي أو معظمه.

 

ويقول معروف إن الولايات المتحدة تقدم له دعما من معدات غير فتاكة منذ آذار/مارس الماضي.

 

وتشير الصحيفة إلى علاقة “جبهة ثوار سوريا” مع الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة حيث قام زعيم الائتلاف أحمد الجربا بزيارة شمال سوريا والتقى مع معروف.

 

ويقوم الجربا الآن بزيارة رسمية لواشنطن، والتي تزامنت مع إعلان الحكومة الأمريكية عن رفع التمثيل الدبلوماسي للائتلاف وفتح بعثة دبلوماسية له في واشنطن ونيويورك.

 

وينقل التقرير عن الباحث المتخصص في سوريا “آرون لوند”، قوله إن السعودية والحكومات الأخرى ترى في معروف “الوجه الجديد للثورة”.

 

ويضيف “لوند” الذي يدير موقع “سوريا في أزمة” بمركز كارنيغي للسلام الدولي: “يعتبر جمال معروف واحدا من أقوى القادة العسكريين في سوريا”.

 

وأفاد التقرير أن معروف عادة ما يقوم بإدارة المعارك على الجبهات في شمال سوريا، لكنه يقيم أحيانا في هاتاي، المكان الذي يتوقف فيه المقاتلون السوريون بشكل منتظم للراحة والعلاج

 

وكان معروف قد عمل مدة 20 عاما في قطاع البناء في لبنان، وبدأ بالمشاركة في التظاهرات المعارضة لبشار الأسد في بلده جبل الزاوية عام 2011 وهي التظاهرات التي استلهمت التجربتين التونسية والمصرية

 

ولكنه قرر في يونيو تشكيل مجموعة عسكرية بعد اقتناعه أن لا بديل عن الحل العسكري. وحقق انتصاره العسكري الأول بعد اجباره القوات السورية على الخروج من بلدة معرة النعمان، وبعدها حقق مجموعة من الانتصارات العسكرية الصغيرة ويزعم أنه أول من أسقط طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو السوري.

 

وبعدها جاء الجهاديون الأجانب الذين لقوا في البداية ترحيبا من المقاتلين السوريين نظرا لكفاءتهم وشجاعتهم في مواجهة قوات النظام. ولكنَ المقاتلين السوريين بدأوا لاحقا يضيقون ذرعا بممارسات بعضهم‘بدأوا بإقامة إمارات وقرروا حكمنا باسم الدين”، كما نقل التقرير عن معروف الذي أضاف “كانوا يريدون تعليمنا كيف نكون مسلمين”.

 

وأدت مظاهر التذمر والسخط على الجماعات الإسلامية المتشددة لبروز تيار معارض لهم، ففي يناير شارك معروف بطرد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من محافظة إدلب، ويقول في هذا إنه مقاتل معتدل يقف مع المصالح الأمريكية في سوريا.

 

والذي يميز جبهة ثوار سوريا عن بقية الفصائل المقاتلة خاصة تلك المرتبطة بالقاعدة هو غياب المقاتلين الأجانب، فمعظم المقاتلين سوريون يقاتلون من أجل سوريا

 

ويقول معروف إن القاعدة تقاتل في العراق ولبنان وأفغانستان وفي سوريا، “أما نحن فواضح من نقاتل وما نقاتل من أجله، نحن نقاتل النظام”.

 

وفي المقابل لم ينج معروف من النقد، حيث اتُهم بالانتهازية، وأنه يتربح من الحرب وأنه لا يقاتل دفاعا عن أيديولوجية ولكن من أجل من يمولونه خاصة السعوديين.

 

وطرح آخرون أسئلة حول قدراته في المعارك. ويقول الباحث “لوند” إن سياسات معروف على ما يبدو متساوقة مع تلك التي تروج لها الحكومة السعودية

 

مشيرا إلى أن جبهة معروف هي الفصيل الكبير الذي دعم محادثات جنيف هذا الربيع وأرسل للمؤتمر ممثلين عن الجبهة. ويرى “لوند” أن قدرة معروف وتأثيره تأتي من “جيبه” أو المال الذي يأتيه ولو ‘قطع الدعم الخارجي عن الجبهة فلربما انهارت بشكل سريع”.

 

وحتى بوجود الدعم لم تكن الجبهة قادرة على مواصلة النجاحات، مما أدى لانهيار التحالف وفقا لمحمود حمد، الذي كان في وزارة الدفاع السورية قبل انشقاقه في ديسمبر 2011، والذي قال إن معروف لم يكن قادرا على الاحتفاظ أو الانتصار في حملتين ضد النظام، وحمَل معروف مسؤولية خسارة مناطق وحقول نفط، حيث قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام بالسيطرة على حقل نفط في جبل الشعير كان تحت سيطرة معروف.

 

ويقول حمد إن مشكلة معروف أن من يعمل معه هم الشباب العاطلون عن العمل الذين انضموا إليه للحصول على المال ولا هدف لديهم في القتال. ويشكك حمد في ما تقوله السعودية والولايات المتحدة اللتان تقدمان معروف كقائد بارز قادر على مواجهة النظام والجهاديين مع أنه عاجز من هزيمة الطرفين.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.