الرئيسية » تقارير » ما الخطوات التالية لأصغر قائد في العالم العربي؟

ما الخطوات التالية لأصغر قائد في العالم العربي؟

قالت الكاتبة كريستين سميث ديوان في تقرير له بصحيفة أتلانتيك ننقله إليكم في العالمية إنّ سقوط الرئيس المصري محمد مرسي سيكون له ارتدادات على احتمالات الديموقراطية في مصر فقط، بل أيضاً على مستوى الأجندة السياسية الخارجية لأبرز داعمي جماعة الإخوان المسلمين، البلد الخليجي الصغير لكن المؤثر قطر.
 
وتشير الكاتبة إلى أنّ مشروع الإسلام السياسي الذي روجت له قطر فشل وتحول إلى حرب دموية واستعار طائفي وشق صفوف الحركات الثورية، كما فشلت قطر في التكيف مع أوقات التغيير. فقد أثار ارتباط الدوحة الضيق بالإخوان المسلمين في مصر وبالمقاتلين الإسلاميين في ليبيا وسوريا استياء الكثير من أبناء تلك البلدان وكذلك قسم كبير من المجتمع الدولي.
 
واليوم وبعد حلول تميم بن حمد مكان أبيه كأمير للبلاد تبدو قطر أقل قيادة للشعبوية العربية، وأكثر تحزباً في صراعات ما بعد الربيع العربي السياسية. فالبلاد تتعامل اليوم مع عمليتها الإنتقالية التي بدأت في 25 حزيران (يونيو) الماضي بتخلي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن منصبه كأمير للبلاد لصالح نجله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (33 عاماً)، الذي أجرى تبديلات رئيسية بدوره، حيث أقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر من منصبه كرئيس للوزراء ووزير للخارجية ورئيس لجهاز قطر للإستثمار، ما فتح الباب أمام قيادة شابة جديدة في البلاد. ويرمي هذا التبديل المفاجئ والتحول الصادم في الوضع الإقليمي بالمسار المستقبلي لقطر إلى دائرة الشك.
 
وتذكر الكاتبة أنّ قطر جلبت التغيير للعالم العربي ككل من خلال تأسيس قناة الجزيرة، التي فتحت المجال أمام الحوارات التي جعلت الجماهير العربية مشاركة أيضاً. وهو ما ظهر في انتفاضات العام 2011 التي روجت لها الجزيرة وقادتها إعلامياً في تونس ومصر وغيرها (ولو أنّها لم تركز على الجارة البحرين). كما دعمت قطر بالعتاد والمال والسلاح المسلحين في ليبيا وسوريا ما أظهر استعدادها للإستمرار في قيادة الربيع العربي، خاصة مع دعمها للإسلاميين وما في لك من سعي منها لبسط نفوذها عبرهم وتحقيق طموحاتها في النفوذ الإقليمي. حتى أنّ فوز مرسي بالرئاسة قبل عام دفع بصحيفة مصرية إلى عنونة صفحتها الرئيسية "تهانينا لقطر".
 
وتتابع الكاتبة: قد تكون قطر أخطأت في دعمها الإخوان المسلمين في مصر وسوريا وليبيا وهو ما يكشفه الإنخفاض الحاد في متابعة قناتها الجزيرة. فمنذ إقالة مديرها العام وضاح خنفر في أيلول (سبتمبر) 2011 واستبداله بالقطري من العائلة الحاكمة أحمد بن جاسم آل ثاني، تتجه الانتقادات إليها على أنّ القناة باتت مجرد أداة في السياسة الخارجية القطرية.
 
الخيارات المستقبلية
 
وتتساءل الكاتبة: كيف سيتعامل الأمير الشاب تميم بن حمد مع هذه الإخفاقات؟ وتقول: ثمن الإستمرار في السياسات الراهتة والتحالفات سيرتفع، بالنظر للحكومة الجديدة في مصر، والضغوطات المتصاعدة لتبديل في السياسة من جانب حلفاء قطر دول مجلس التعاون الخليجي، الذي اصطدموا مع قطر حول دعم الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الإسلامية. مع العلم أنّ السعودية والكويت والإمارات كانت أول الدول التي قدمت ما وصل إلى 12 مليار دولار كمساعدات مالية لمصر بعد سقوط مرسي، رغم أنّ مصر ما زالت تنعم بـ5.5 ملايين دولار قدمتها قطر لحكومة مرسي، ما يشير إلى أنّها ما زات أكبر المانحين لمصر.
 
ويشكل اعتراف قطر بالحكومة الجديدة في مصر أول إشارة على تغيير اتجاهها. وهو ما يستشف كذلك من لهجة الأمير تميم في خطابه الإفتتاحي حين عبر عن احترامه لكل الحركات الفعالة والأصيلة في المنطقة، لكنّه تعهد بأنّ قطر لن تنحاز إلى طرف دون آخر، ولن تقبل بتقسيم المجتمعات العربية طائفياً وعقائدياً. كما ينتظر التحول في لهجة قناة الجزيرة بعد تنحي الشيخ أحمد بن جاسم في سبيل تولي منصبه كوزير للإقتصاد والتجارة في الحكومة القطرية الجديدة.
 
ومع ذلك تشير الكاتبة إلى أنّ هنالك حدوداً لما يمكن أن يقوم به الامير الشاب، فقبل تخليه عن الحكم أصدر الشيخ حمد قانوناً يمدد فيه صلاحيات مجلس الشورى المعين حتى عام 2016، ناكثاً بعهد سابق بإقامة انتخابات برلمانية عام 2013. وسجل العديد من النشطاء الشباب الخليجيين خيبة أملهم من ذلك عبر تويتر. ومع ذلك يبدو أن آخرين معجبون بتسليم السلطات إلى جيل أصغر بعكس الحاصل في دول الخليج الأخرى. وإذا تمكن الأمير تميم من الربط ما بين هذا الجيل الجديد بطرق موضوعية ستعزز أبناءه لاحقاً، فإنّ بإمكان قطر ستؤسس لتوريث ثوري حقيقي في منطقة كالخليج، وستستعيد هيبتها ومكانتها في المنطقة.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.