الرئيسية » تقارير » التسكع مع مقاتلي حزب الله

التسكع مع مقاتلي حزب الله

 قال مراسل صحيفة ديلي بيست جايمي ديتمر في ما ننقله لكم في العالمية، إنّه أمضى يوماً كاملاً مع مقاتلين تابعين لحزب الله بعد فترة قصيرة من مساعدتهم النظام السوري في استعادة مدينة القصير الإستراتيجية، وذلك في البقاع بشرق لبنان.
 
ويقول إنّ قائد المجموعة التي كان معها، لا يرى أنّ معركة القصير شكلت للحزب الذي غرق في سوريا بعد مقاتلته إسرائيل لسنوات، أرض غدر قتل فيها مقاتلوه، بل على العكس هي فرصة أرض للتدريب، ويقول القائد: "ما نفعله في سوريا ببعض الطرق يشكل بروفا للمعركة ضد إسرائيل".
 
ورغم الأسلحة المتطورة التي بدأت قطر والسعودية بتسليمها للمعارضة، والدعم الروسي لدمشق بدفاعات جوية حديثة فإنّ الحرب تتجه إلى مزيد من التأزم في سوريا، خاصة كونها محورية ما بين سنة الخليج وشيعة إيران.
 
ويتابع المراسل أنّ مقابلات قليلة مع مقاتلي الحزب الأكثر سرية تكشف بعض جوانب عقلية هذه النخبة التي حققت للأسد أعظم انتصاراته الميدانية حتى الآن في 28 شهراً من القتال. فبعد الحرب في القصير بدا مقاتلو حزب الله مزهوين ومستعدين لمتابعة القتال من أجل الأسد، خاصة أنّهم تمكنوا من كسر جبهة النصرة في المدينة الإستراتيجية بحسب مصدر داخلي. ويقول أحد أفراد حزب الله للمراسل: "يراد للنصرة أن تكون قوة قتالية ضاربة، لكنّ مقاتليها ليسوا بهذه القوة التي يدعون". ويتابع: "نسمع في الجهاز جهادياً يقول إنّ الله ليس معهم، بينما يهرب".
 
ومع اعترافه بخسارة بعض الرجال في المعارك يقرّ القائد إنّ الجهاديين كانوا أقوياء عاقدي العزم في القتال. يطرق في الطاولة حيث هاتفان ذكيان له ومفاتيح سيارته الجيب، عندما يسأله المراسل إن كان من بين من خسرهم أصدقاء له. يأخذ نفساً طويلاً من سيجارته ويقول: "كلنا خسرنا أشخاصاً".
 
يرتدي القائد حلة باللون البيج تحتها قميص صيفي أصفر، وبذقنه الحليقة النظيفة وشعره الأسود القصير، لا يبدو أبداً كالصورة المتخيلة (في الغرب) عن المقاتل المسلم. كما أنّ ما يقرب من 10 من رجاله الذين يجلسون على الطاولة في أحد مطاعم البقاع، يماثلونه شكلاً؛ فكلّهم نظيفون حليقو اللحى ومتأنقون. ومع ذلك فإنّهم كقائدهم حذرون على مستوى عال جداً لما حولهم، كما أنّ من الواضح أنّهم يملكون لياقة بدنية عالية، فهم في النهاية من مقاتلي وحدات النخبة في حزب الله.
 
ويتابع المراسل أنّ القائد الذي التقى معه يؤمن أنّ الدفاع عن الأسد هو نفسه الدفاع عن اللبنانيين الشيعة. ويقرّ العلاقات بين حزب الله والأسد التي لولاها لما كان الحزب بهذا الحجم والقوة، ويقول إنّ الدفاع عن الأسد مسألة ولاء.
 
كما يرى القائد أنّ الحرب في سوريا حرب دينية بين المسلمين الحقيقيين والتكفيريين. وبعد أن يورد لائحة من انتهاكات الجهاديين كتدمير طالبان تماثيل بوذا، وإجبار النساء على التنقب، يقول: "في أفغانستان لم يشفقوا على الصخور حتى. هم لا يطيعون ما أمر به القرآن، فهم يقتلون من يخالفهم".
 
ورغم الغرق في سوريا لا تغيب إسرائيل عن تفكير القائد في حزب الله فيقول: "المعركة في سوريا ليست فقط لحماية الأسد، بل لحماية من يدعمون المقاومة ضد إسرائيل".
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.