الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » سيول السعودية تجرف مواطنين مخلفة قتلى ومفقودين والرياض والطائف أكثر المتضررين

سيول السعودية تجرف مواطنين مخلفة قتلى ومفقودين والرياض والطائف أكثر المتضررين

 

أصدر خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز، أمرًا لجميع الجهات الأعضاء في مجلس الدفاع المدني "بتسخير إمكاناتها للحفاظ على سلامة السعوديين والمقيمين في المملكة جراء الأمطار التي تشهدها السعودية، وتقديم جميع المساعدات المالية والعينية للمتضررين".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس عن وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف تأكيده "أن خادم الحرمين يتابع لحظة بلحظة ما تتعرّض له جميع مناطق المملكة منذ بدء هطول الأمطار وجهود الوزارات والأجهزة المعنية في توفير متطلبات السلامة وأعمال الإنقاذ في المواقع الخطرة".
الاقتراب من الأودية خطر
وأوضح وزير الداخلية السعودي: "التوجيهات تضمنت تكليفات صريحة وواضحة لجميع الجهات الأعضاء في مجلس الدفاع المدني – بأداء دورها في تنفيذ خطط الطوارئ في حالات الأمطار والسيول لتجنب ما قد ينجم منها من مخاطر واتخاذ كل الإجراءات والاستعدادات للتخفيف من آثارها، وتوفير أماكن الإيواء العاجل المناسبة، وجميع مستلزمات الإعاشة والرعاية الصحية".
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي عن وفاة 20 شخصًا، وفقدان أربعة آخرين في عدد من المناطق، جرّاء نزول الأمطار وجريان السيول منذ مطلع هذا الأسبوع.
وقال الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني العقيد عبدالله بن ثابت الحارثي في بيان، إنه حتى حينه توفي اثنان في الخرج (جنوب شرق الرياض)، وثلاثة في الأفلاج (جنوب الرياض)، وواحد في الحريق (جنوب غرب الرياض) وأربعة في الطائف (غرب المملكة) وثلاثة في الباحة (جنوب غرب المملكة).
وأهاب الحارثي بالمواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر واتباع التعليمات والإرشادات وعدم التقليل من المخاطر التي قد يتعرّضون لها نتيجة لهطول الأمطار والتقلبات المناخية، مشدداً على ضرورة عدم الاقتراب من الأودية أثناء جريان السيول المنقولة خلال هذه الفترة.
أمطار قياسية
وهطلت أمطار غزيرة على مختلف مناطق السعودية، لم تشهدها منذ 25 عامًا، واستمرت طول الأسبوع الحالي، فيما أعلنت أجهزة الأرصاد والدفاع المدني والأجهزة المعنية حالة التأهب القصوى. ونشر الدفاع المدني السعودي أكثر من 700 فرقة ميدانية للدفاع المدني مجهزة بقوارب إنقاذ وغواصين ومعدات بحث في جميع المواقع المعرّضة لتجمعات المياه أو جريان السيول تحسباً لأي تطورات.
وقامت السلطات السعودية خلال الأسبوع الحالي بتعطيل الدراسة في عدد من المناطق تجنبًا لحدوث حوادث للسيارات، خاصة وأن العاصمة الرياض تشهد زحاماً كبيراً خلال الفترة الصباحية.
 
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعمليات إغاثة ولأشخاص حاصرتهم السيول، وذكرت صحف محلية أن فرق الإنقاذ استعانت بفرق الحرس الوطني ومعدات ثقيلة من الجيش للمساعدة على عمليات الإنقاذ في محافظة الطائف في غرب المملكة.
كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لشباب غامروا بقطع مصارف السيول بالسيارات والسباحة في مياه الأودية. وعادة ما تشهد المملكة ذات المناخ الصحراوي أمطاراً غزيرة خلال أبريل/نيسان من كل عام، وتسببت كارثة سيول في عام 2009 في وفاة 120 شخصاً. كما شهدت مدينة جدة، ثاني أكبر المدن السعودية، التي يقطنها أربعة ملايين نسمة، كارثة سيول في 2011 حولت الشوارع إلى أنهار من المياه، وتسببت بانقطاع الكهرباء بأجزاء من المدينة.
الباجة مستنفرة
هذا وتواصل مديرية الدفاع المدني في منطقة الباحة استنفار جميع قواتها البشرية والآلية في سبيل مواجهة أخطار الأمطار الغزيرة، التي أدت إلى سيلان 28 وادياً على مستوى المنطقة ومحافظاتها، وإلى ارتفاع منسوب المياه في بعض السدود.
وأوضح الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في المنطقة المقدم جمعان بن دايس الغامدي، أن إجمالي البلاغات التي استقبلها مركز القيادة والسيطرة في عموم المحافظات من بعد ظهيرة الأربعاء وحتى الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه بلغ 721 بلاغاً، تتمثل في بلاغات عن احتجازات وانهيارات صخرية وانقطاع طرق ومداهمة سيول لمنازل، وبلاغات عن هطول أمطار على مواقع مختلفة باشرتها فرق الإنقاذ ودوريات السلامة، حيث تم إخراج 12 مركبة عالقة في المياه وإنقاذ 41 شخصاً، إضافة إلى مباشرة حادث مروري واحد نتج منه إصابتان.
وبين أنه لا يزال البحث جارياً عن ثلاثة أشخاص مفقودين من جنسية عربية في وادي عشب في محافظة العقيق، وشخص من جنسية آسيوية في وادي المزرع، مشيراً إلى أنه تم تحريك أكثر من 35 دورية سلامة للإنقاذ السريع لمراقبة ومسح الأودية في عموم المنطقة، إلى جانب دعم إدارة الدفاع المدني في محافظة العقيق بأكثر من 250 ضابطاً وفرداً للبحث عن المفقودين.
 
وجدد المقدم الغامدي تحذيرات مديرية الدفاع المدني في منطقة الباحة لجميع المواطنين والمقيمين من مخاطرة الخروج للتنزه أثناء هطول الأمطار والسير في الأودية والسباحة في المستنقعات ومجاري السيول والسدود، مشيراً إلى أن الكثير من حوادث الغرق والاحتجاز يقع هذه الأيام نتيجة عدم الالتزام بتعليمات وإرشادات الدفاع المدني التي تقي وتحقق الأمن والسلامة. 
 
 
الدفاع المدني يواصل الإغاثة
إلى ذلك، انقذت وحدات الدفاع المدني السعودي أكثر من 600 شخص، فيما تم ايواء أكثر من 800 فرد، ووصلت الوفيات إلى 20 شخصًا.
وكثفت وحدات وفرق الدفاع المدني خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من وجودها في المواقع المتضررة من الأمطار والسيول في جميع مناطق المملكة لسرعة مباشرة أي بلاغات عن المفقودين أو المحتجزين في هذه المواقع وتنفيذ عمليات الإخلاء والإيواء للمتضررين.
وباشرت وحدات الدفاع المدني منذ منتصف نهار أمس الأربعاء وحتى عصر اليوم الخميس أكثر من 3823 بلاغاً وإنقاذ (641) شخصا، وتم إيواء (894) فردا، فيما بلغ عدد الوفيات (20) شخصاً في كل من الخرج (3) والأفلاج (3) والحريق (1) والمجمعة (1) والعقيق (5) والحوية (2) وكلاخ (2) والمدينة المنورة (1) والقويعية (1) ووادي ترج في محافظة بيشة (1) في ما لايزال البحث جاريًا عن مفقود واحد في منطقة حائل ومفقود واحد في خميس مشيط وثلاثة مفقودين في منطقة العقيق.
وأشرفت فرق الإنقاذ في منطقة عسير على إخلاء أكثر من 6 قرى وهجر في محيط وادي تبالة في محافظة بيشة هي "تبالة والموردة والمضاويح ومسكة والواسط وأرناح وشديق والثنية والصبيحي"، وتم نقلهم إلى ست مدارس، وتم تأمين الإعاشة اللازمة لهم من قبل اللجنة الفورية في فرع وزارة المالية في محافظة بيشة، بعد انهيار جزء من السد الترابي للوادي، كما تمكنت وحدات الدفاع المدني في محافظة المجاردة في منطقة عسير من إنقاذ شخصين جرفتهما السيول المنقولة في وادي يبه، إضافة إلى إنقاذ عدد من المواطنين احتجزتهم مياه الأمطار داخل سيارتين غرب هجرة بن عجلب المجاردة.
خطط بديلة مع انقطاع الاتصالات
وتعاملت فرق الدفاع المدني في منطقة نجران مع مشكلة انقطاع الاتصالات في عدد من أحياء مدينة نجران، باعتماد خطة بديلة لتلقي البلاغات، وتوجيه الوحدات الميدانية عبر الخطوط الساخنة والأجهزة اللاسلكية بعد تقسيم المدينة إلى مربعات ونشر الدوريات الثابتة والمتنقلة بها لتلقي البلاغات وطلب الاستغاثة ونقلها غرف العمليات.
وباشرت أكثر من 10 فرق ووحدات ميدانية للدفاع المدني في محافظة الطائف انقاد وإخلاء 82 أسرة يبلغ عدد أفرادها 496 شخصًا من المواقع المتضررة في مركز السر وعدد من المراكز الأخرى باستخدام الطائرات العمودية التابعة للطيران الأمني بعدما غمرت مياه الأمطار منازلهم، وتم تسكينهم في عدد من الشقق والوحدات المفروشة وتأمين كل ما يلزمهم من خدمات الإعاشة والرعاية الصحية، كما واصلت لجان الدفاع المدني الفورية أعمالها في حصر الأضرار وإعادة الأوضاع.
وتلقت عمليات الدفاع المدني في منطقة الباحة حتى منتصف نهار الخميس ما يقرب من 800 بلاغ شملت 53 بلاغاً عن احتجازات داخل المركبات وتغريز سيارات، إضافة إلى الحوادث المرورية.
وعقدت اللجنة الفورية اجتماعاً لمتابعة آثار الأمطار على مدينة الباحة ومحافظة بلجرشي وقرى المندق والعقيق وقلوة بعدما تسببت الأمطار بسيول في 28 واديا وما نتج من ذلك من احتجاز عدد من العائلات في وادي " المرية".
وتمكن رجال الدفاع المدني في المدينة المنورة طوال الساعات الأربع والعشرين ساعة الماضية من مباشرة أكثر من 234 بلاغاً، منها 20 عن حالات الاحتجاز للمركبات في محافظة "الحناكية"، وتمكنت إحدى فرق الدفاع المدني في الحناكية من إنقاذ أحد المختلين عقلياً بعدما جرفه السيل ضمن أكثر من 43 شخصاً، تم إنقاذهم.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.