الرئيسية » حياتنا » السلطات المصرية قلقة بشأن برنامج (فايبر) الإسرائيلي للإتصالات

السلطات المصرية قلقة بشأن برنامج (فايبر) الإسرائيلي للإتصالات

 

قال مسؤول حكومي مصري إن حالة من القلق تسود وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في بلاده بسبب برنامج الاتصالات الإسرائيلي "فايبر" مع تزايد عدد مستخدميه من المصريين.
 
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن المسؤول تأكيده أن الوزارة تدرس الطريقة المناسبة للتعامل معه، في ظل التأكد من هوية مؤسس الشركة وأنه خدم في الجيش الإسرائيلي.
 
وتقول شركة "فايبر ميديا" الإسرائيلية المالكة لنظام "فايبر" والتي تحتفظ بأحد خوادمها (السيرفر)، في تل أبيب في باب سياسة الخصوصية المنشور على موقعها تحت عنوان "جمع واستخدام المعلومات"، والذي عادة ما يوافق عليه المستخدم دون قراءته بسبب تفاصيله الكثيرة، "يحصل فايبر على سجل صوتي مفصل، من المكالمة لكل اتصال، من كل الهواتف والشبكات ونحصل نحن على تلك المعلومات، لفهم أفضل لأداء الشبكة وتفاصيلها، من حيث عدد المكالمات التي يجريها المستخدمون، وجهات الاتصال المعتادة وأماكنها، وطول مدة المكالمات، ونوع الشبكة المستخدمة".
 
وتبرر الشركة ذلك بأنه "للتوصل إلى أي مشاكل تقنية تحدث، ولتحسين أداء الخدمة على الهاتف أو لأسباب أمنية عامة.. ونحتفظ بسجل تفاصيل المكالمات المسجلة لمدة 30 شهرا، ونتيح لمن يطلب من العملاء، سجلات مكالمات بعينها".
 
ويقول تالمون ماركو صاحب الشركة المالكة للبرنامج، في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "لينكد إن"، إنه يعيش متنقلا بين مدينة هرتزيليا بإسرائيل، وبين العاصمة البريطانية لندن، وأنه حاصل على بكالوريوس علوم حاسب آلي وإدارة من جامعة تل أبيب عام 1999.
 
وقبل تخرجه من الجامعة بسنتين، عام 1997، أسس شركة "إكسباند" المتخصصة في الشبكات، لمساعدة مهندسي الاتصالات لبناء شبكات للشركات التجارية والهيئات المختلفة. وواصلت الشركة نشاطها لمدة 7 سنوات حتى عام 2004.
 
وفي الفترة من يناير/كانون الثاني 2005 حتى يناير/كانون الثاني 2010، امتلك شركة خاصة بإتاحة مشاركة الملفات والبيانات بشكل مجانى على الإنترنت، باسم "آي ميش".
 
وفى نوفمبر/تشرين الثاني 2010، احتفل ماركو بتأسيس "فايبر ميديا"، طارحا برنامجا يعمل على الأجهزة الذكية يتيح خدمة الاتصال والرسائل بشكل مجاني، لا يهدف إلى الربح، لا من خلال اشتراك شهري للمستخدمين، أو من خلال إعلانات داخل البرنامج نفسه.
 
ويقع المقر الرئيسي لـ"فايبر" في قبرص اليونانية، وتمتلك مصنعين للتطوير والبرمجة، المركز الرئيسي للتطوير والمخزن الرئيسي للبيانات، ولها فرع في إسرائيل، وفرع ثان بمدينة "مينسك" في دولة بيلاروسيا.
 
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2012، أقر الموقع الرسمي لوزارة الصناعة الإسرائيلية، متفاخرا بأن برنامج "فايبر" المستخدم على أجهزة الهواتف المحمولة الحديثة (سمارت فون)، تملكه شركة إسرائيلية.
 
وقال موقع "نيوز جيك" الإسرائيلي، المتخصص في التكنولوجيا، إن الشركة احتفلت في 26 فبراير/شباط 2013 ببلوغ عدد مستخدميها 175 مليون.
 
ونشر الموقع بيانا لماركو، قال فيه إن عدد المستخدمين وصل 100 مليون في سبتمبر/أيلول 2012، وفي ديسمبر/كانون الأول 2012 إلى 140 مليونا، وإن المستخدمين يجرون حوالي 10 ملايين مكالمة في اليوم من خلاله، بمعدل يتجاوز 2 مليار دقيقة، وأكثر من 6 مليارات رسالة في الشهر.
 
ويقول المهندس المصري محمود توفيق، خبير الأمن الإلكتروني رئيس شركة "فيكس سيكوريتي" معلقا عن المقدرة التقنية لبرنامج "فايبر"، إن "فايبر" مخصص للاتصال المجاني وإرسال الرسائل النصية بين مشتركيه، مقابل الوصول إلى أسماء وأرقام المسجلين على دليل الهاتف والسماح له بنقلهم إلى ملفاته.
 
وأضاف "خطورة البرنامج لا تكمن في اطلاعه على دليل الهاتف ونسخها، بل لقدرته، على التجسس على موقع المتصل وتحديد مكانه باستخدام "جي بي أس"، والتحكم في الجهاز وتغيير بياناته، والقيام بمكالمات مباشرة دون أي تدخل من المستخدم، وفتح المايك الخاص بالتليفون والتحكم في الصوت، والحصول على الصور والفيديوهات من على الهاتف وقراءة الرسائل القصيرة، وسحب معلومات الجهات التي يتصل بها المستخدم حتى ولو لم يكونوا مسجلين على دليل الهاتف، وقائمة الأسماء ورفعها إلى خوادم "سيرفرات".
 
وحذر من أن هذا القدر المتاح للبرنامج من المعلومات في غاية الخطورة
 
ونبه محمد رمضان، أحد الباحثين الأمنيين المصريين والذى تصنفه شركتا "فيس بوك" و"تويتر" ضمن قائمة المُكرّمين كـ"هاكر أخلاقي"، لمجهوداته الأمنية في اكتشاف الثغرات لعام 2013، إلى أن برنامج "فايبر" قادر على اختراق الأجهزة الذكية التي تعمل بنظامىِ "أندرويد" و"أي أو إس" لشركة أبل، كغيره من البرامج، موضحا أن أغلبية مهندسي تطوير البرنامج إسرائيليو الجنسية.
 
ويرى الدكتور حازم عبدالعظيم، رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر السابق، إن مصر قادرة على حجب جميع برامج الاتصالات المجانية، لكن بصعوبة شديدة، لأن أجهزة الاتصالات متعددة وبرامج الاتصالات المجانية عليها متعددة أيضا، وموجودة بالفعل على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والحواسب اللوحية.
 
وتوقع المهندس حسام صالح، رئيس جمعية إنترنت مصر، نائب رئيس شركة "تريد فيرز إنترناشيونال"، المنظمة لمؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات، أن يواجه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات صعوبة شديدة في إغلاق وتعقب برامج الاتصالات المجانية على الأجهزة الذكية التي تتصل بالإنترنت اللاسلكي، مقابل إمكانية التحكم في هذه البرامج مع الإنترنت المحمل على الكابلات الأرضية فقط، مضيفا أن برامج الاتصالات المجانية عامة، تفيد في سهولة الحصول على المعلومات وتنقلها بين المستخدمين في مصر، مما يساهم فى تعزيز المحتوى.
 
وقال الدكتور عمرو بدوي، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، في آخر مؤتمر صحفي له عن برامج الاتصالات المجانية، إن اللجنة الفنية بالجهاز تدرس بشكل مستمر مع الشركات منتجة الهواتف الذكية هذه البرامج لتحديد قرارات التعامل معها.
 
وأضاف أن جهازه لديه لجنة فنية قادرة على إيقاف تلك البرامج، لكن في حالة انتشارها بشكل كبير، ستصعب مهمة إيقافها.
 
وتؤكد مصادر مطلعة في القاهرة أن القوات المصرية المسلحة، أصدرت تعليمات منتصف مارس، لجميع ضباط وجنود الجيش المصرى، بحظر استخدام "فايبر" تحديدا على الأجهزة الخاصة بهم وبعائلاتهم وإزالته فورا.
 
وكشف أخر إحصاء لوزارة الاتصالات المصرية عن أن هناك 31 مليون مستخدم للأنترنت فى مصر، من بينهم هواتف ذكية تمثل 30% من حجم المستخدمين الكلي، بما يوازي 10 ملايين هاتف ذكي في مصر.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.