تحت إمرة بن سلمان.. مفتي البلاط الجديد

صدر الأمر الملكي، وتمّ التعيين: الشيخ صالح الفوزان مفتيًا عامًا للمملكة، في منصبٍ هو الأعلى في المؤسسة الدينية. لكنّ السؤال الذي يفرض نفسه: من يملك الفتوى حقًا؟ الشيخ… أم القصر؟
الفوزان الذي حرّم يومًا الصلاة في مدائن صالح لأنها ديار معذّبين، يجد نفسه اليوم أمام اختبارٍ جديد: هل سيجرؤ على تحريم حفلات الفسق التي تُقام فوق نفس الأرض؟ هل سيقول كلمة في وجه وليّ العهد الذي يحوّل “أرض الحرمين” إلى مهرجان للغناء والعري؟
قال الشيخ ذات يوم إن “الانحلال أشد خطرًا من الغلو”، كلام جميل، لكن من أين يأتي هذا الانحلال؟ من مغنٍّ في جدة أم من سلطةٍ تستورد العري باسم الترفيه؟ وحين يصبح الجهاد في فلسطين “فتنة”، بينما طاعة ابن سلمان “جنة”، نفهم أن الفتوى لم تعد منبرًا للدين، بل أداةً للطاعة.
تغيّر المفتي، لكن الخطاب لم يتغيّر: فتاوى تُسبّح بحمد السلطة، وتُجمّل وجه الانحراف باسم الشريعة. بهذا التعيين، يكتمل المشهد: دينٌ تحت إدارة الترفيه، ومفتيٌ بعمامة من حرير… وولاء من حديد.








