اختفاء الشاب التهامي بناني .. قضية صدمت المغرب تعود إلى الواجهة بعد 15 عاما
وطن – عادت قضية اختفاء الشاب التهامي بناني، المختفي منذ سنة 2007، الى الواجهة بعد أن تم تسليط الضوء عليها من جديد في فيديو لمؤثرة شهيرة عبر موقع “يوتيوب” أحيت القصة لتصبح قضية رأي عام خلال أربعة أيام، ومحط اهتمام الملايين من المغاربة وكذلك الأجانب.
وبحسب صحيفة “لا راثون” الإسبانية، تم إطلاق هاشتاغ #justicepourthamibennani ونشر العديد من المشاهير المغاربة (رياضيون، مطربون، ممثلون، مؤثرون) صورته.
كيف اختفى التهامي؟
وما جعل الشعب ينتفض بحسب ترجمة “وطن”، هو الغموض الذي يلف هذه القضية وتضارب أقوال الشهود الذين غيروا أقوالهم في مناسبات عديدة. ما يطرح الكثير من التساؤلات حول طبيعة الاختفاء، ومن وراءه، ومن المسؤول عن طمس الحقائق ومنهم المجرمون الحقيقيون.
قالت الصحيفة، إن وقائع هذه القضية الغامضة تعود ليوم الأربعاء 14 مارس 2007، بالمحمدية، (كان التهامي يبلغ من العمر 17 عامًا). حيث خرج التهامي بناني رفقة أربعة من أصدقائه تحت أنظار أمه، ليركب بعدها في سيارة أصدقائه نحو المجهول. ليغيب في اليوم ذاته. وتبدأ قصة اختفائه ومعاناة الأم حياة، ويبدأ سيناريو البحث عن الحقيقة بعد هذا الاختفاء الغامض.
والدة التهامي أو كما لقبها الشعب المغربي بالأم الحديدية لم تستسلم طيلة السنوات الماضية واستمرت في البحث لفك خيوط لغز اختفاء ابنها.
وبعد بحث طويل تمكنت من الوصول إلى آخر مكالمة لابنها. وكذلك بعض التفاصيل التي كانت تبدو ثانوية ولم يأخذها رجال الأمن والقضاء على محمل الجد.
لترى هذه القضية النور بعد إحالتها على الفرقة الوطنية للبحث القضائي. حيث بدأت تتضح بعض خيوط الحقيقة، لتؤكد الفرقة مقتل الشاب “التهامي بناني”. لكن الجثة ومكانها لا يزالان مجهولان لحد الساعة.
من جانبها، تقول السيدة حياة العلمي والدة المختفي: “تمسكت ببصيص أمل طيلة 15 سنة دون أن تتضح الحقيقة. أريد فقط معرفة مكان التهامي هل هو حي أو ميت، إذا كان ميتا فما هو السبب ومن المسؤول وأين الجثة، وإذا كان حيا فأين مكانه”.
وتشدد: “لن أتاكد من أقوال الفرقة الوطنية للبحث القضائي بأن التهامي قد قتل إلى حين رؤيتي لجثة ابني”.
شائعات وتهديدات
في سياق متصل، انتشرت شائعات منذ البداية بأن التهامي مات بسبب جرعة زائدة، لكن لم يتم العثور على جثته. لا يوجد دليل يدعم هذا السيناريو.
كما ظلت القضية في المحكمة لمدة 15 عامًا وكانت والدة الضحية هي التي قامت بمعظم أعمال التحقيق.
في عام 2019، قال اثنين من الأصدقاء المشتبه بهم المزعومين، إن التهامي مات في تلك الليلة.
لكن الثلاثة الآخرين الذين رافقوه ما زالوا أحرارًا. وتؤكد الأم أن هناك أشخاصًا مؤثرين جدًا وراء هذه القضية عرقلوا التحقيق والعدالة. حتى أنها تلقت تهديدات بالقتل إذا لم تسحب التهم الموجهة ضدهم.
ومن المقرر أن يتقاعد القاضي الذي يتولى القضية في غضون أيام قليلة، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، يُخشى أن يتعرض التحقيق لمزيد من التأخير.
بدت القصة منسية، لكن بفضل مؤثرة على اليوتيوب مغربية، أصبح ملايين المواطنين مهتمين بالقضية.
سيناريوهات عديدة
وحول ما حدث في تلك الليلة، هناك العديد من السيناريوهات، حيث يُزعم أنه “تعاطى المخدرات وتوفي بجرعة زائدة”. ولكن لا يوجد جثة وهذا ما يفيد أنه سيناريو مفبرك.
ناهيك أن زملاء التهامي، طلاب المدرسة الثانوية السابقون الذين عرفوه وكذلك أفضل أصدقائه، أكدوا أنه لم يتعاطى المخدرات أو المؤثرات العقلية.
وهناك من قال أن الصبي مات ثم احترق جسده وأُلقي به في البحر حتى لا تظهر الجثة. لكن لم تصدق الشرطة أو القاضي هذه القصة.
وأوكل التحقيق إلى كتيبة الضابطة العدلية التي تعمل في هذا الشأن. لكن العديد من تقارير الخبراء التي طالب بها أقارب الضحية لم يتم النظر فيها بعد، ولا سيما تتبع المكالمات في ذلك اليوم.
من جهتها، أوضحت المحامية، أنها ستعمل في مرافعتها على التماس تكييف الجريمة من القتل العمد إلى الاختفاء والاحتجاز. مع المطالبة بغرامة مالية من تاريخ اختفاء الجثة إلى اليوم.
ولفتت إلى أن القضية المعروضة على أنظار محكمة الاستئناف صارت “قضية معروفة، وصل صداها إلى العالم والأسرة الملكية. مردفة: “لا شيء نهابه أو سيمنعنا من الوصول إلى الحقيقة”.
وعبر المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم واستيائهم وتضامنهم مع والدة الضحية والقضية برمتها. خاصة وأن العدالة المغربية تظهر وكأنها لا تريد التعاون أو كشف ملابسات هذه القضية. بدعوى أن هذه القضية منذ مدة طويلة وتعاني من المماطلة، ما يفيد بوجود نفوذ اجتماعي ومالي وراء المجرمين.
(المصدر: لا راثون – ترجمة وطن)








