“النيل الأبيض” هدف الإمارات.. ماذا يريد ابن زايد؟
ما يجري في السودان لم يعد مجرد حرب بين جيش ومليشيا، بل صراع على خريطة بلد يُعاد رسمها بالقوة. مليشيات «الدعم السريع» تمددت من دارفور إلى كردفان وتقترب من النيل الأبيض، المنطقة التي تفصل شرق السودان عن غربه، والسيطرة عليها تعني عمليًا خنق الجيش وقطع أوصال البلاد.
المعارك تشهد تحولًا نوعيًا؛ فالمليشيا تعتمد على الطائرات المسيّرة والهجمات السريعة بدل المواجهات المباشرة، فيما وصلت ضرباتها إلى الأبيض وعطبرة وحتى بورتسودان. تقارير تتحدث عن دعم إماراتي يشمل تمويلًا وصفقات سلاح ومسيّرات متطورة، هدفها إضعاف الجيش وتمكين كيان عسكري يخدم مصالحها في الذهب والنفط وممرات البحر الأحمر.
يرى محللون أن معركة النيل الأبيض تمثل منعطفًا استراتيجيًا، لأن من يسيطر عليه يتحكم بمصير الحرب وربما بمصير السودان نفسه. وإذا سقط هذا الشريان الحيوي، فإن التقسيم قد يصبح واقعًا، بين شرق وغرب، ودويلات صغيرة يسهل التحكم فيها.
وفي ظل هذا الصراع، يدفع المدنيون الثمن الأكبر: مدن تُحرق، وأبرياء يُقتلون، وملايين يُهجّرون. النيل الأبيض ليس هدفًا عسكريًا فقط، بل شريان حياة لوحدة السودان، ومن يعبث به يعبث بمستقبل وطنٍ عمره آلاف السنين.








