“كرامات البدوي” من البيت الأبيض إلى طنطا.. والبخور الإماراتي حاضر!

منذ تقرير RAND عام 2003 بعنوان “الإسلام الديمقراطي المدني”، انطلقت حرب عقلية طويلة المدى، لا تُشَنُّ بالرصاص بل بالمناشدات والمواكب. ما بدا احتفاءً شعبياً بالمولد والذكر، يتكشف اليوم كجزء من مشروع أميركي—خليجي لنسخ الإسلام السياسي بصياغة وديعة: تصوفٍ مموّه، لا يسأل عن السلطة ولا يحتج على الظلم، يطبع الخضوع باسم الروحانية.

أبوظبي لعبت دورَ المقاول المخلص: تمويل، تنفيذ، وترويج. منظمات ومراكز بحثية، وشيوخٌ مدعومون، ومؤسسات إعلامية روجت لصورةٍ منقّحة من الدين؛ صورة تُبعد الناس عن سؤال الاحتلال والفساد وتحوّل المواكب إلى مناسبات تلهي وتجمّل وجه القمع. في واشنطن، حضر الدبلوماسيون والبحوث، وفي أبوظبي وُضعت السياسات على أرض الواقع، ثم استقبلتها عواصم عربية جاهزة لاحتضان المشروع.

في القاهرة، التقط النظام الرسالة بسرعة: تفكيك العمل الحركي، ترخيص “أولياء الدولة الجدد”، وتحويل الموالد إلى آليات رسمية تُبرّر السياسات وتُسوّق للأمن على أنه طقس ديني. النتيجة: جمهور ينام على الأناشيد بينما تُسرق الأرض، ووعي يُخدر باسم “الروحانية” بينما تُعاد تشكيل البنية السياسية للمنطقة بلا كثير من مقاومة.

الخلاصة قاسية: لم تكن الموالد بريئة، وليست الاحتفالات مجرد طقوس شعبية بلا بعد. إنها ساحة معركة عقلية جديدة—أهدأ لكنها أخطر من الدبابات—حرب تُقوّض قدرة الأمة على السؤال والمواجهة، وتبدّل الشكوى إلى تسامح، والمقاومة إلى استسلام مزين بالبخور.

‫2 تعليقات

  1. صيغة المقال القديمة كانت أفضل من الصيغة الحالية.. ، حسنا هو تحديث للمقال.. ، و المقال بحاجة لخلاصة الخلاصة…‏
    بعد ذلك قد يبغضني “عشاق النبي” المدعين لمحبته و “عشقه”! ، و هم مخالفين لسنته عليه الصلاة و السلام … ،

  2. هو كيد للإسلام من جماعة أبوجهل و أولاد البقر و غيرهم لتحويل الدين إلى “فلكلور” شعبي”… إسلام منزوع الدسم ، و المخالب ، بلا قوة ، محاصر من كل جهة.. ، منفتح على أي استعمار “بأخلاق عالية”.. اتباعه مجاذيب في عالم أخر ، في نشوة تحشيش صوفي لا تنتهي..
    هل كان “أحمد البدوي” يصلي أصلا.. و لماذا…!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى