ألف قتيل وناجٍ واحد: كارثة أرضية جديدة تضرب دارفور

في مشهد مأساوي جديد، اختفت قرية كاملة في جبال دارفور تحت الأرض، بعد انهيار أرضي ضخم أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص، فيما لم ينجُ سوى شخص واحد كتب له أن يكون شاهداً على ما تبقى من الحياة في المكان.
الضحايا، وهم رجال ونساء وأطفال، طمرتهم الكارثة في لحظات، ليبقى المشهد أشبه بمقبرة جماعية، تحت صمت الطبيعة وصراخ لا يُسمع.
الكارثة تأتي في وقت يعيش فيه السودان واحدة من أسوأ أزماته، وسط حرب أهلية طاحنة، ومجاعة تهدد نصف السكان، ونزوح تجاوز الملايين. وبينما كان الموت يأتي من السلاح، جاءت الطبيعة لتضيف فصلاً جديداً إلى سلسلة المآسي.
قرية كانت تضج بالحياة حتى الأمس، أصبحت اليوم اسماً بلا ملامح على خارطة من الرماد. ومع تكرار الكوارث وتراكم الأزمات، يبدو السودان وكأنه صار “بلداً بلا رحمة”.









أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول ربنا تعالى:
{ أأمنتم من في السمآء أن يخسف بكم الأرض فأذا هي تمور }… 16 الملك
أي: هل أمنتم يا كفار “مكة” الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي ترتج و تضطرب و تغور بكم حتى تهلكوا ؟ ،
هذا “الإنهيار الأرضي” اسمه خسف ، و هو : ذهاب الشيئ في الأرض و الغور به فيها.
كما جاء في حديث رسول الله ‘صلى الله عليه و سلم’ :
[ يكون في هذه الأمة خسف، و قذف، و مسخ، قالوا : يا رسول الله ، و متى ذاك ؟ قال : إذا ظهرت المعازف و كثرت القيان و شرب الخمور] .
– الخسف: ذهاب الشيئ في الأرض و الغور به فيها.
– القذف: حجارة أو مقذوفات من السماء كالنيازك.
– المسخ: تحويل الصورة إلى أخرى قبيحة.، أو قلب الخلقة من شيئ إلى شيئ أقبح.
– القيان: جمع قينة، و هي الجارية المغنية. ، “المطربات”..
– المعازف: آلات الطرب..،
الأمر الأشد خطورة المسبب لهكذا نوازل : هو وقوع الناس بالشرك بالله، و هو أعظم الذنوب..، من ثم التكذيب لما قاله ربنا سبحانه و تعالى،.. كالتكذيب بالقدر أو بيوم القيامة… ،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
{ و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ‘ فمنهم من هدى الله و منهم من حقت عليه الضلالة ‘ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ٠ إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل و ما لهم من ناصرين } النحل 36 – 37..
_أي: لقد بعثنا في كل أمة سبقت رسولا أمرا لهم بعبادة الله و طاعته وحده لا شريك له، و ترك عبادة غيره، من الشياطين و الأوثان و الأموات و غير ذلك مما يتخذ من دون الله أو مع الله معبودا ..،
فمنهم من هدى الله و اتبع المرسلين، و منهم المعاند الذي اتبع سبيل الغي : فوجبت عليه الضلالة من الله، و لم يوفقه للإيمان…،
فامشوا في الأرض و أبصروا بأعينكم كيف كان مآل هؤلاء المكذبين ، و ماذا حل بهم من عذاب و دمار أهلكم..،
أعوذ بالله من غضبه و عقابه و من شر عباده و من همزات الشياطين و أن يحضرون..،
سبحان الله، ! انظر إلى هذا التوقيت الذي يسعى فيه بعض الإعلام للترويج و التذكير ببدعة بعض طوائف المسلمين “لإحياء” ما يسمونه “بالمولد النبوي! ” في مثل هذه الأيام .. ، فيضرب زلزالا قويا في أفغانستان يقتل المئات.. ثم يتبعه خسفا عظيما في السودان بعد أقل من اسبوع، يدمر و يطمر قرية بمن فيها، و الله أعلم أين و متى القادم ..، سبحان الله العظيم و بحمده ،
و أتى الخسف على بلد فيه “مسلمين” قد نزع الله الرحمة من قلوب بعضهم، لإعراضهم عن الحق في تحري و إقامة شرع الله فأصبحت قلوبهم قاسية يقتلون بعضهم بعضا… ، و هذا بحد ذاته كفر بالله، فسباب المسلم للمسلم فسوق ، و قتاله كفر… كما جاء في الحديث الشريف،
و أعتقد يقينا أن هذا الخسف هو عقاب و إنذار شديد من الله تعالى لمن نجى و لمن كان حيا ليتعظ و يعلم أنه
لا إله إلا الله ،
و لينتهي عن الشرك بالله و التحاكم لغير الله ، و لينتهي عن اتباع الطرق الصوفية… التي ما أنزل الله بها من سلطان، فالغلو في الأولياء و الأنبياء أوقع الناس بالشرك على مدى العصور قديما و حديثا… ، و عقيدة مساواة الخالق تبارك و تعالى بخلقه… !؟ هي كفر عظيم… ;
{ و ما قدروا الله حق قدره، و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه ‘ سبحانه و تعالى عما يشركون } 67 الزمر …
‘ نعوذ بالله من علم لا ينفع، و قلب لا يخشع، و دعوة لا تسمع ‘…
أخيرا لا ننسى كذلك ما حل بقوم لوط من قذف و خسف أهلكهم شر هلكة..
- و في حديث عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: { يبيت قوم من هذه الأمة على طعام و شراب و لهو ، فيصبحوا و قد مسخوا قردة و خنازير ، و ليصيبهم خسف ، و مسخ ، و قذف ، حتى يصبح الناس ، فيقولون: خسف الله الليلة ببني فلان ، و خسف الليلة بدار فلان ، و ليرسلن الله عليهم حاصبا حجارة من السماء ، كما أرسل على قوم لوط على قبائل فيها ، و على دور فيها ، و ليرسلن عليهم الريح العقيم ، التي أهلكت قوم عاد على قبائل ، و على دور فيها ، بشربهم الخمر ، و أكلهم الربا ، و اتخاذهم القينات ، و لبسهم الحرير ، و قطعهم الرحم }..
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه. / و استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه…
و سيد الإستغفار هو:
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني و أنا عبدك ، و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، و أبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}.
- { اللهم إني أعوذ بك من الهدم و التردي و الحريق و الغرق ، و أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، و أعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا ، و أعوذ بك أن أموت لديغا }.
- اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، و بمعافتك من عقوبتك ، و بك منك أثني عليك ، لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك…
هنالك الكثير من الأذكار الهامة و المصيرية التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنتعبد الله بها، صباحا و مساءا لتحفظنا من الشياطين و الشرور و شر الأسقام و الأحداث المفجعة و الفقر و الهم و الغم و الفتن…
هذا هو الطريق إلى الخلاص و النجاة و السعادة في الدنيا و الأخرة..، هو الطريق المنجي من نار الجحيم ، الموصل إلى جنان الخلد:
كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و لا شيئ غير ذلك..
و الحمد لله رب العالمين.