الجنود الوحيدون في جيش الاحتلال.. مرتزقة من التيه إلى مذابح غزة

وطنفي قلب الإبادة اليومية التي تشهدها غزة، يبرز دور غامض وخطير لما يسمى بـ”الجنود الوحيدين” في جيش الاحتلال الإسرائيلي. هؤلاء لا تجمعهم هوية، ولا تربطهم أرض، بل يُجلبون من شتات الأرض — من أمريكا، أوروبا، وحتى أمريكا اللاتينيةليُساقوا مباشرة نحو ميادين المجازر، غالبًا دون إلمام باللغة أو الثقافة أو حتى الموقع الجغرافي لفلسطين.

ورغم محاولات الإعلام الإسرائيلي تجميل صورتهم ووصفهم بـ”الشجعان الذين يضحّون بلا مقابل”، فإن الواقع يوثق أن كثيرًا منهم مدمنون سابقون، طُردوا من مدارسهم، أو فشلوا في الاندماج داخل مجتمعاتهم الأصلية. البرنامج الأشهر الذي يستقطبهم هو غارين تزابار”، بدعم من شبكات صهيونية عالمية.

ما الذي يدفع شابًا أمريكيًا أو فرنسيًا لا يعرف شيئًا عن غزة، أن يحمل سلاحه ويشارك في تدمير منازلها فوق رؤوس أهلها؟ الجواب بسيط: هوية مقابل قتل”. فهؤلاء يُمنحون الجنسية الإسرائيلية، والإقامة، والامتيازات، بمجرد الانخراط في آلة الحرب.

الوثائق المصورة من قلب “حفلات الاستقبال” لهؤلاء الجنود تُظهر احتفالات عسكرية صاخبة، وابتسامات ترحيب مشوبة بدماء الأبرياء. أما السلاح، فليس رمزًا للأمن، بل ترخيص دولي لممارسة القتل بغطاء قانوني وسياسي.

هذا النموذج من “الجنود الوحيدين” ليس جديدًا، بل جزء من البنية التاريخية للمشروع الصهيوني. منذ نكبة 1948، جرى استقدام ضباط أمريكيين وأوروبيين لتأسيس البنية القتالية للعصابات الصهيونية، على غرار الجنرال الأمريكي ديفيد ميكي ماركوس الذي قاد المعارك في القدس قبل أن يُقتل برصاصة “صديقة”.

اليوم، يتكرر المشهد: قتلة مُستوردون باسم الصهيونية العالمية. ووراء كل واحد منهم، ليس فقط بندقية، بل عقيدة عسكرية مشوهة تُبرّر الإبادة وتُحوّل الجندي إلى آلة قتل عقائدية.

هذه ليست حربًا. إنها حملة تصفية تنفذها أجساد مأجورة وعقول ممسوخة، في مشروع ينهل من استعمار القرن العشرين، ويُصدَّر على أنه “دفاع عن النفس”.

  • اقرأ أيضا:
مقاتلون أوكرانيون مرتزقة بصفوف الجيش الإسرائيلي في غزة (شاهد)

تعليق واحد

  1. شكرا لك على المقال… فقد سلطت الضوء على ما وراء الستار….
    لكن كنت اتمنى لو انك عدت للتاريخ… لاكتشفت ان ظاهرة الإستعانة بالمجرمين و رجال العصابات و معظهم هم من يشكلون اليوم ما يسمى بالإرهاب … فقد استعانت بهم الامبراطورية الرومانية و البزنطية و غيرهما…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى