وطن – سلط موقع “الجزيرة نت” الضوء على ما أسماه “سلاح حماس السري” في اختراق جنود وتشكيلات الدبابات الإسرائيلية وتدميرها، كما أظهرت المئات من مقاطع الفيديو المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير الذي كتبه الباحث “شادي عبد الحافظ” إلى أن قوات الاحتلال لا تفصح عن التشكيلات التي تتخذها دباباتها ومدرعاتها في أثناء إجراء عملية ما، لكن هناك عدة أشكال عامة توجد في كل جيوش العالم بما في ذلك جيش الاحتلال.
حلم وواقع
وقال عبد الحافظ في تقريره التحليلي إن قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي باتوا يخلدون للنوم كل ليلة وهم يحلمون بشيء واحد فقط: أن تتحول الحرب الحالية التي باتت مستنقعاً بالنسبة إليهم إلى معركة دبابات كلاسيكية جداً حتى إن كانت بمستوى معركة كورسك (عام 1943). وهي أكبر معركة دبابات في التاريخ بأكثر من 6000 دبابة بين السوفييت والألمان.
وتوفر الدبابات الدعم لقوات المشاة والمهندسين لكي يقوموا بتنفيذ مهامهم على مسافة آمنة، وهذا تكتيك بسيط يستفيد من نقطتي قوة تتمتع بهما الدبابات الحديثة؛ قوة النيران بعيدة المدى، وأجهزة الاستشعار المتقدمة.
تشكيلات الدبابات
ولفت التقرير إلى أن دبابات الميركافا مثلاً تمتلك أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في تلك النطاقات، وليس المقصود هنا نظام “تروفي” الذي يستشرف الضربة القادمة فقط، ولا درع الدبابة التفاعلي، أو “الدرع القفصي” الذي هو بمنزلة شبكة فولاذية تحمي الدبابة من القنابل القادمة من المسيرات.
-
اقرأ أيضا:
هذا ما فعلته قذائف المقاومة بـ”فخر الصناعة الإسرائيلية” (فيديو)
بل المقصود كذلك أن الإسرائيليين تعلموا من التجربة الأوكرانية الكثير، ومن بين ما تعلموه هو قاعدة أن لكل دبابة مسيّرة تطير أعلاها، وتقوم بمسح المنطقة لحظياً وإعطاء البيانات لقائد التشكيل والقيادات الأخرى.
ولدى رؤية جندي المقاومة وهو يضرب دبابة ميركافا أو مدرعة نمر فربما يتبادر إلى الأذهان أن هذه الآلية تجري وحدها في الشارع، لكن الأمر أعقد من ذلك بكثير، ولا يقف فقط عند حدود أن لكل دبابة مسيّرة، بل يتعلق كذلك بتشكيلات الدبابات.
ليس مجرد دبابة شاردة
وعرج عبد الحافظ” للحديث عن تكتيكات الدبابات الاسرائيلية وتشكيلاتها، وأشار إلى أن ما يواجه جنود المقاومة ليس مجرد دبابة شاردة، وإنما هو تشكيل معقد للقوات يتطلب لمواجهته أحد حلين، الأول هو تشكيل مقابل بالقوة والقدرات نفسها (أو أكبر).
وهذا غير متاح بالنسبة للمقاومة قطعاً، أما الثاني فهو الاعتماد على العنصر الأساسي للحرب غير النظامية، وهو المفاجأة الذكية، وما يسمى بالكمائن المعقدة، التي تلجأ إليها المقاومة.
أي أن يكون هناك فريق من المقاومين على سبيل المثال يقف في بناية على الجانب الآخر من الطريق بحيث يصنع الفريقان معا حينما يطلقان النار على جنود الاحتلال شكل حرف V، يصنع ذلك ما يشبه “فكي كماشة” على قافلة الدبابات، كما أنه يشتت نيرانها.
ولفت التقرير إلى أن الأمر في الكمائن المعقدة لا يقف عند هذا الحد، بل تُستخدم أنواع مختلفة من الأسلحة من فرق مختلفة من الجنود، بزوايا استهداف مختلفة ومن مناطق متعددة وليس من مكان واحد فقط.
وفي حالة المقاومة الفلسطينية فإننا نفترض أنهم يُفضِّلون بدء الكمين بالعبوات الناسفة، ربما لإيقاف سير قافلة الدبابات والمدرعات وقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو في الضربة الأولى.
ومن ثم استخدام القذائف الخارقة للدروع من مبنى واحد أو مبنيين متقابلين مثل “الياسين 105” أو الكورنيت، وبعد ذلك يأتي دور الأسلحة الخفيفة.
التضاريس الحضرية والأنفاق
وبحسب المصدر يهدف الكمين المعقد إلى تحقيق أقصى عدد من الخسائر في أقل وقت ممكن، وهذا مفهوم، فإذا لم يختفِ جندي المقاومة بأسرع ما يمكن (محافظاً على نفسه وذخيرته) فإن الدبابات ستضرب المبنى فوراً والطائرات ستأتي عما قريب، لكن في هذا السياق فإن المقاومة تمتلك سلاحين إضافيين إلى جانب التخطيط الممتاز للكمائن المعقدة، وهما ببساطة “التضاريس الحضرية” و”الأنفاق”.
وتعد الأنفاق أقوى سلاح في هذه الحرب بعد قدرة المقاومة على التخطيط الذكي.
ومن المعلوم أن هناك سلسلة من الأنفاق ممتدة بعمق يبدأ من 20 مترا أسفل مدينة غزة وعلى مسافة مئات الكيلومترات، إنها ببساطة ما يجعل المقاومين أشباحا بالنسبة لجنود الاحتلال، يظهرون ويختفون في لمح البصر.
وهي إلى جانب التضاريس الحضرية السبب في تمكُّن المقاومة من ضرب الدبابات والمدرعات الإسرائيلية من مسافات قصيرة (أقل من 50 مترا).
-
اقرأ أيضا:
“وصلتم متأخرين”.. القسام يُفسد فرحة إسرائيل بـِ”النفق الأضخم” بفيديو “المهمة أنجزت”
مسافة صفرية
أضف إلى ذلك أن جندي المقاومة يتمكن في بعض الأحيان من الوصول إلى الدبابة نفسها على مسافة صفرية. وهنا لا حاجة إلى استخدام قذائف مضادة للدبابات، ولكن يمكن استخدام أداة أرخص وهي العبوات الناسفة الخارقة للدروع مثل “شواظ”، فقط قارِن بين سعر عبوة ناسفة محلية الصنع (بضع عشرات من الدولارات) مقابل دبابة تتكلف ملايين الدولارات.
وما سبق من تكتيكات هو السبب في نجاح المقاومة في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة وصلت إلى الآن إلى قرابة 1000 دبابة ومدرعة إسرائيلية.
أضف إلى ذلك أن الداخل الإسرائيلي يبدو مضطرباً سياسياً أكثر من أي وقت مضى، ومع المظاهرات التي تنطلق في كل أنحاء العالم تنديداً بعدوان غير مسبوق على الأبرياء، وبدايات اضطراب في الرابط السياسي الذي بدأ قوياً بين الغرب وإسرائيل، فإن الأمور بالفعل تميل إلى صالح المقاومة، التي لا تمتلك من العتاد إلا أسلحة صغيرة نسبياً، مع ذكاء في التخطيط، وعزم لا يلين.
سلاح حماس السري هو الرضاالرباني والقوة الالهية التي حباها اياهم ربهم الجبار…..