وطن – في قراءة مستفيضة عن خلفيات ومجريات الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة أشار الأكاديمي والمفكر العربي البارز الدكتور عزمي بشارة، إلى أن انتصارات المقاومة في غزة “لحظة تاريخية فارقة” عمقت أزمة الدولة العربية المطبعة مع الاحتلال.
وفي محاضرة أقيمت بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت عنوان: “الحرب على غزة: السياسة والأخلاق والقانون الدولي” وصف عزمي بشارة عملية طوفان الأقصى بأنها لحظة تاريخية فارقة عصفت بمشاريع سياسية على حساب فلسطين.
وقال المفكر العربي عزمي بشارة في كلمته إن عملية طوفان الأقصى، كشفت عواراً أخلاقياً وتغطية متعمدة لحق بيّن، فضلاً عن كونها أثبتت أن قضية فلسطين غير قابلة للتجاهل أو التهميش.
هجوم صاعق على إسرائيل ودول التطبيع
وأضاف بشارة بأن هجوم “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة حماس، على معسكرات الجيش الإسرائيلي وبعض مستوطنات ما يسمى “غلاف غزة” كان صاعقاً لإسرائيل والأطراف الإقليمية والدولية.
ولطالما راهنت تلك الدول على انحلال القضية الفلسطينية بدلاً من حلها، عبر تحقيق اتفاقيات سلام عربية إسرائيلية منفصلة.
تلك الأجواء التي سبقت عملية طوفان الأقصى، قادت إسرائيل إلى نوع من الاسترخاء إلى درجة رفض التفاوض حتى مع السلطة الفلسطينية.
-
اقرأ أيضا:
السبب الخفي لاستمرار العدوان على غزة.. عزمي بشارة يحلل المشهد من زوايا جديدة
واتضحت آثار هذا الاسترخاء بترخيص تنظيم احتفالات على حدود ما يمكن اعتباره سجناً كبيراً يعيش داخله أكثر من مليوني فلسطيني، فضلاً عن عدم الجاهزية الاستخباراتية للعلم بهجوم كبير مثل عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقبل نحو عامين من طوفان الأقصى دار الحديث عن توسيع التطبيع العربي مع تقليل الحكومات العربية من أهمية قضية فلسطين والاكتفاء بذكر تحسين شروط حياة الفلسطينيين، وفق مفردات “اتفاقات ابراهام” عام 2020.
دول عربية تفقد مصداقيتها وأخرى تعمقت أزمتها
وتنقسم الدول العربية إلى دول مشاركة وأخرى غير مشاركة في المحور الأمريكي الإسرائيلي، وأما الدول غير المطبعة غير قادرة على مواجهة الاحتلال واتخاذ خطوات عملية بشأن قضية فلسطين.
-
اقرأ أيضا:
ما بعد طوفان الأقصى لن يكون كما قبله.. مصير مشاريع التطبيع بالمنطقة
كما تعاملت بعض تلك الدول مع قضية فلسطين بشكل أفقدها مصداقيتها، ومنها دول منشغلة في صراعات داخلية ارتكبت فيها الأنظمة جرائم تقلل من مصداقيتها عند تناول جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وبالمقابل تشاركت الدول المطبّعة الغضب مع إسرائيل والولايات المتحدة، وربما أمِلت أن تقضي الحرب على حماس.
لكنها رغم ذلك تحملت ضرورة تغيير الخطاب السياسي مؤقتاً إلى خطاب تضامني مع قطاع غزة بالتلازم مع نقد حماس ومواصلة مقاطعتها إلى حين أن تنهي إسرائيل هذه العملية.
وأشار بشارة إلى أن تلك الدول دخلت في أزمة كبيرة في طريقة التعاطي مع الاحتلال والمقاومة، عمقتها انتصارات حماس في غزة من خلال تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة ودحض أكاذيبه وكشف ادعاءاته.