فيديو مضلل يتهم حماس بسرقة أدوية مستشفى الشفاء.. أدلة تدحضه وتفضح كذب الاحتلال

وطن – في جملة المعلومات المضللة التي تُساق بخصوص الوضع في قطاع غزة، والممارسات الساعية لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، انتشر مقطع فيديو لفتاة تدعي أنها ممرضة فلسطينية في مستشفى الشفاء، وتكيل اتهامات لحركة حماس.

نشرت المقطع، حسابات عديدة مثل الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين وعدة حسابات أخرى وحصد ملايين المشاهدات، حيث ظهرت فيه فتاة تزعم أنها موجودة في مستشفى الشفاء بغزة، تتحدث فيه عن الأوضاع في المستشفى، ويظهر وراءها أصوات انفجارات.

وادعت الفتاة، أن حركة حماس تسيطر على مستشفى الشفاء، وزعمت أن حركة المقاومة تسرق أدوية ووقود هذا المجمع الطبي الكبير، وروجت كذبا أنه لا وجود للأدوية من علاج المرضى والجرحى في المستشفى.

فيديو الممرضة المزعومة مضلل

إلا أنّ منصة إيكاد، تحققت من صحة هذا الفيديو، فمن خلال تحليل اللكنة الإنجليزية للفتاة في المقطع، تبين أنها نطقت حرف “r” كنطق حرف “غ”، وهي ليست لكنة شخص عربي، لكنها لمن لغته الأم العبرية أو لغة أوروبية كالفرنسية.

كما تبين أن الفتاة لم تنطق حروف العربية بشكل سليم، مثل قولها “اتلعوا” بحرف التاء بدلًا من “اطلعوا”، واتضح كذلك أن الفتاة غير متقنة للهجة المحلية.

وأوضحت المنصة: “بتكرار سماعنا المقطع، أثار شكوكنا تشابه صوت الانفجارات الظاهرة على مدار المقطع، الذي يناقض أصوات الانفجارات الناجمة عادةً عن القصف العشوائي على الأسطح والمباني المختلفة”.

وأجرى الفريق تحليلًا تقنيًا للتسجيل الصوتي، ووجد عدة مؤشرات تُشير إلى اصطناع أصوات تلك التفجيرات.

وتابعت: “حددنا صوت الانفجار الأول، وحللنا شكل موجاته الصوتية مع شكل موجات صوت الانفجار الثاني، لنجد تشابهًا شبه متطابق لشكل الموجات الصوتية للانفجارين”.

وظهر هذا التطابق كذلك في جميع الموجات الصوتية لجميع الانفجارات المتكررة على مدار المقطع كاملًا.

والتطابق بين الانفجارات لم يقتصر على شكل الموجات الصوتية فحسب، بل تطابق كذلك في طول المدة الزمنية لأول موجة صوتية من الانفجار.

وبقياس المدة الزمنية لموجة الصوت الأولى للانفجار الأول، تبين أنها 3 مللي ثانية، وبقياس المدد الزمنية لكل موجة صوتية أولى من بقية الانفجار، اتضح أنها المدة ذاتها 3 مللي ثانية، ما يُرجح أن الصوت لانفجار واحد تم تكراره.

قارنت المنصة كذلك، الجزء الأول من بداية الانفجار الأول والانفجار الثاني، لتجد ترددًا متشابهًا لكلا الانفجارين، وهو أيضًا التردد ذاته الذي ظهر في جميع الانفجارات في الفيديو، ما يزيد من احتمالية أنه انفجار واحد تم تكراره.

وبمزيد من التحليل، قام الفريق برسم موجات الصوت الخاصة بالمقطع على شكل مخطط طيفي في برنامج “Audacity”، ليتضح أن صوت الانفجار تكرر بشكل ممنهج ومنتظم في المقطع.

وقالت المنصة: “بحساب الفترة الزمنية بين كل انفجار، وجدنا نمطين زمنيين، النمط الأول كان بين الانفجارات الأربعة الأولى، وكان الفرق الزمني بين كل واحد منها 10 ثواني تقريبًا، فقد ظهر صوت كل انفجار عند الثواني التالية (00:00:08)، و(00:00:19)، و(00:00:29)، و(00:00:39)”.

أما النمط الثاني فكان بين آخر 3 انفجارات، وكان الفرق الزمني بين كل واحد منها 4 ثواني (00:00:45)، و(00:00:49)، و(00:00:53).

واستنتجت المنصة من هذا التحليل، أن المقطع المتداول مقطع مصطنع، وأن الفتاة الظاهرة ذات لكنة لا تدل على كونها فلسطينية أو عربية.

كما أن أصوات الانفجارات الظاهرة في المقطع يرجّح التحليل أنها صوت انفجار واحد تم تكراره بشكل ممنهج طوال الفيديو.

  • اقرأ أيضا:
إسرائيل تبيع الكذب للإفلات من جرائمها.. أكذوبة المساعدات تفضح همجية جيش الاحتلال (شاهد)

ما وراء الكذبة الإسرائيلية؟

بهذا المقطع المضلل، تهدف الآلة الإعلامية الإسرائيلية لتبرير الاستهداف المتعمد لمستشفى الشفاء أمام العالم، الذي يعد أحد آخر البنى التحتية الطبية الصامدة في شمال القطاع.

كما أن انتشار المقطع بلغات عديدة في وقت قصير، يُشير إلى نية الاحتلال في قصف أشد للمستشفى والاستيلاء عليه.

يُضاف إلى ذلك توظيف المقطع لاستغلاله لترهيب المدنيين الذين ما زالوا موجودين في شمال غزة، وكذلك إجبار المستشفى على الإخلاء.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث