وطن- قال موقع المونيتور، إن الولايات المتحدة تتولى دورا رقابيا في الحرب الإسرائيلية على غزة بسبب عدم ثقتها في رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك في تقرير استهله بالقول: “للمرة الثانية خلال أربعة أيام، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل يوم الاثنين. ولكن بصرف النظر عن الاجتماع مرة أخرى مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس يتسحاق هرتسوغ، شارك بلينكن أيضًا في اجتماع حكومة الحرب التي شكلتها إسرائيل يوم الأربعاء”.
لقد كانت خطوة نادرة، وربما غير مسبوقة، تسلط الضوء على الجهود الأمريكية المكثفة لاحتواء تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل.
وجلس بلينكن في جلسة استمرت سبع ساعات مع كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، بعد وقت قصير من وصوله إلى إسرائيل من جولة دبلوماسية مكوكية في العواصم الإقليمية.
وعاد بلينكن إلى تل أبيب بعد يوم من قيام وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بزيارة إلى إسرائيل، والتقى مسؤولي الجيش والدفاع في البلاد، قبل زيارة مهمة أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب.
كما يقوم الأمريكيون بتزويد إسرائيل بالذخائر وحاملات الطائرات والمدمرات التي تشتد الحاجة إليها، وتنشر السفن الحربية قبالة شواطئها.
لا ثقة في نتنياهو
وأوضح التقرير، أن الجهود الأمريكية العاجلة ليست مصممة ببساطة لإظهار التضامن مع حليف محاصر.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي كبير للموقع، شريطة عدم الكشف عن هويته: “الأميركيون لا يثقون بنتنياهو، هذا واضح”.
وأضاف أن إدارة بايدن شعرت بارتياح كبير عندما وافق نتنياهو الأسبوع الماضي على تشكيل حكومة حرب مع اثنين من المنافسين السياسيين، وكلاهما قائدان سابقان للجيش الإسرائيلي وهما بيني غانتس وغادي آيزنكوت.
ومع ذلك، قال المصدر، إن الأميركيين ما زالوا يشعرون بقلق عميق إزاء استمرار نتنياهو في منصبه، خوفا من أن مشاكله السياسية والقانونية والشخصية قد تجعله غير قادر على إدارة الحرب دون التأثر باعتبارات ضيقة.
وتابع: “هذا هو السبب وراء ظهورهم هنا بأعداد كبيرة، سواء بوجود عسكري أو بحضور سياسي، للمساعدة والدعم ولكن أيضًا للمراقبة عن كثب.. بمعنى آخر، تولى بايدن وبلينكن وأوستن دورًا رقابيًا”.
-
اقرأ أيضا:
جيش الاحتلال يبدأ تسريح عدد من جنود الاحتياط.. تأجيل لاجتياح غزة أم مناورة؟
وقال التقرير: “يذكرنا الوضع الحالي إلى حد ما بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة في الفترة 2011-2012. وفي محاولة لردع إسرائيل عن تنفيذ ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، انخرطت إدارة أوباما في جهد دبلوماسي استمر لأشهر مع نتنياهو، الذي كان مدعوما في ذلك الوقت من قبل وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق إيهود باراك. ومن جانبها، تخشى واشنطن من الانجرار إلى حملة إقليمية ضد إيران وحلفائها”.
ولا يزال هذا الخوف من الصدام مع إيران ووكلائها قائما، لأن إيران لا تقوم بتسليح ومساعدة وكلائها حزب الله وحماس فحسب، بل تشجعهم أيضا على مواجهة إسرائيل.
تحذير من احتلال غزة
يهدف جزء كبير من جهود الإدارة الأمريكية الحالية إلى توضيح أهداف العملية البرية الإسرائيلية الوشيكة في غزة وضمان سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وإلى جانب تقديم الدعم الساحق المستمر لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، حذر بايدن إسرائيل من احتلال قطاع غزة في مقابلة في برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي بي إس.
وقال التقرير: “قد يكون التحذير غير ضروري.. قليلون في إسرائيل سيؤيدون الاستيلاء على المدى الطويل أو حتى القصير على تلك المنطقة الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية”.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي كبير: “السؤال هو ما إذا كانت هناك طريقة لإنهاء نظام حماس وتدمير قوته العسكرية دون احتلال أجزاء من غزة.. لست متأكدا من أن الإجابة هي نعم”.
وهذه مجرد واحدة من المعضلات التي لا تعد ولا تحصى التي تواجه حكومة الحرب الإسرائيلية حاليًا.
وبحسب مصدر عسكري رفيع سابق، فإن هجوم حماس أوضح الخطأ الكارثي الذي ارتكبته إسرائيل في مهاجمة متاهة الأنفاق الشاسعة التابعة لحماس في مايو 2021.
وكانت الفكرة هي جذب كبار قادة حماس العسكريين والمدنيين إلى الأنفاق ثم قصفها، لكن الخطة فشلت وهاجم الجيش الإسرائيلي النفق عندما كان خاليا تقريبا، بحسب المصدر.
وكان الهدف من صور الأنفاق التي تم قصفها هو إعطاء إسرائيل صورة النصر لإنهاء جولة القتال ضد حماس في ذلك الشهر.
وبينما تتجمع قواتها على طول حدود غزة، تواصل إسرائيل غاراتها على غزة من الجو من أجل تمهيد الطريق للعملية البرية. وفي الوقت نفسه، تواصل جمع المعلومات الاستخبارية حول ما ينتظر الجيش الإسرائيلي في الداخل.
-
أمريكا