وطن – استشهدت عائلات فلسطينية بأكملها في قطاع غزة المحاصر، بعد أن استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية القطاع الذي يُوصف بأنه سجن مفتوح للفلسطينيين بسبب الحصار المروع المفروض عليه.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهد أفراد 13 عائلة بأكملها على الأقل منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الساحلي بغارات جوية يوم السبت، مما حول الشوارع والشوارع المزدحمة إلى حقول من الأنقاض.
وقال شهود عيان وسكان، لموقع “ميدل إيست آي” إنه في جميع هذه الحوادث، لم يصدر جيش الاحتلال أي إشعار مسبق قبل شن غارات جوية على المباني السكنية متعددة الطوابق.
وأكّد شهود العيان أن السبب الرئيسي وراء استشهاد عائلات بأكملها هو تجمع الكثيرين في شقة واحدة، وهي ممارسة شائعة بين الفلسطينيين لتخفيف التوتر أثناء حملات القصف الإسرائيلية.
وتسيطر مشاهد الدمار على غزة منذ يوم السبت عندما شن المقاومون الفلسطينيون أعنف هجوم على إسرائيل منذ عقود، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز العشرات من الرهائن في هجوم متعدد الجوانب.
وأطلقت إسرائيل العنان لما وصفه سكان غزة بأنها حملة القصف الأكثر كثافة في الذاكرة الحديثة، حيث استشهد ما لا يقل عن 950 فلسطينيًا حتى الآن.
أزمة إنسانية خانقة
ودعت الجماعات الإنسانية إلى إنشاء ممرات لإيصال المساعدات إلى غزة، وحذرت من نفاد الإمدادات في المستشفيات المكتظة بالجرحى.
وأوقفت إسرائيل دخول الغذاء والوقود والأدوية إلى القطاع، ومع عدم وجود ملاجئ، لم يتبق أمام الكثيرين خيار آخر سوى البقاء في منازلهم.
وفي مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شوهدت إحدى أفراد عائلة الزعانين وهي تبكي، حدادا على فقدان ابنتها وعائلتها بأكملها، إثر استهداف منزلهم في بيت حانون.
وقالت السيدة: “لقد جئنا واكتشفنا أنهم جميعا قد رحلوا. كلهم استشهدوا، كلهم ماتوا. لم يعطوهم [الإسرائيليون] إشعارا [مسبقا]. كانت ابنتي وأكثر من 20 شخصا في المكان”.
وعلى الرغم من أن العديد من السكان قالوا إنهم شهدوا مشاهد مماثلة من الدمار خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 50 يومًا على غزة في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2014، إلا أن سكان بيت حانون قالوا إن الشعور هذه المرة كان مختلفًا.
وأكّد متحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن القوات الإسرائيلية قصفت الطرق المؤدية إلى المستشفيات المركزية، مما أعاق عمل الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني.
-
اقرأ أيضاً:
صحفي إسرائيلي يبرئ القسام من قطع رؤوس الأطفال ويحرج “أتباع الاحتلال”
قيادي في حماس يؤكد: حلفاء الحركة سيدخلون الحرب حال تعرضت غزة لهجوم أو حرب إبادة (شاهد)
“دون سابق إنذار”
وبعد ساعات قليلة من هجوم بيت حانون، شهد سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة مأساة مماثلة. فقد استشهد ستة أفراد من عائلة شعبان، بينهم أربعة أطفال، عندما قصف جيش الاحتلال منزلهم.
وقال فتحي شعبان، من سكان مدينة غزة، على صفحته على فيسبوك: “بدون سابق إنذار استشهدت أختي إيناس رياض شعبان وزوجها ابن عمي نذير شوقي شعبان وأولادهم عمر وغادة وبتول وأحمد” .
كما تعرض حي الرمال، وهو مركز سكني وتجاري في قلب مدينة غزة، لقصف جوي، أدّى إلى تدمير عشرات المباني، بما في ذلك الشركات والمحلات التجارية.
المباني المنهارة والبنية التحتية المشوهة
وتمكنت المواطنة أحلام بيدي من إخلاء شقتها قبل بدء القصف المكثف، وقالت: “غادرت أنا وأطفالي إلى منزل أحد أقاربي، لكن هذا الصباح ذهبت لتفقد شقتي. لم أتمكن من التعرف على الحي الذي أعيش فيه. لقد تغير تمامًا، ولم يعد هناك شيء في مكانه”.
وأضافت: “لقد فقدت شقتي أيضًا بشكل شبه كامل، حيث أصابتها قذيفة كبيرة تسببت في أضرار جسيمة. ولا أعرف ما إذا كانت لا تزال صالحة للسكن”.