تكتيكات حماس قلبت كل المعايير العسكرية والمقاومة مستعدة لجميع السيناريوهات
وطن – قلبت حركة حماس عبر جناحها العسكري كتائب “عز الدين القسام” كل المعايير العسكرية والاستراتيجية، بعد شنها عملية “طوفان الأقصى” الذي ينظر إليها على أنها ستكون نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ووفق محللين ستكون لهذه العملية تداعيات بعيدة المدى، ولم تشهد إسرائيل مثل هذا الهجوم الذي أوقع مئات الجنود، وأدى إلى احتجاز عشرات الرهائن بغزة، منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
حماس مستعدة لكل السيناريوهات
وفيما تعهدت إسرائيل بـ “الانتقام القوي”، قالت حماس إنها مستعدة لكل السيناريوهات.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن كوبي مايكل، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب قوله، إن الأمور ستتغير إلى الأبد”.
وقال عن تكتيكات حماس إنه لا يوجد شيء في التاريخ الإسرائيلي يقارن بهذا الهجوم.
وأردف مايكل، الذي شغل سابقًا منصب نائب المدير العام ورئيس المكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، لشبكة CNN: “لن تكون حماس بعد الآن هي حماس التي عرفناها منذ سنوات”.
وقالت حماس بعد طوفان الأقصى إن الهجوم جاء انتقاما للاعتداءات على النساء وتدنيس المسجد الأقصى في القدس والحصار المستمر لغزة.
ووفق شبكة “سي إن إن” فإن حماس وهي منظمة إسلامية ذات جناح عسكري، ظهرت إلى الوجود لأول مرة في عام 1987.
وكانت فرعًا من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة إسلامية سنية تأسست في أواخر عشرينيات القرن الماضي في مصر.
إسرائيل قوة احتلال
وكلمة “حماس” هي في حد ذاتها اختصار لـ “حركة المقاومة الإسلامية”. وتصر الحركة، مثل معظم الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية، على أن إسرائيل قوة احتلال وأنها تحاول تحرير الأراضي الفلسطينية. وتؤكد أن إسرائيل دولة احتلال غير شرعية.
وعلى عكس بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، ترفض حماس التعامل مع إسرائيل. وفي عام 1993، عارضت اتفاقات أوسلو، اتفاق السلام المزعوم بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي شهد تخلي منظمة التحرير الفلسطينية عن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، مقابل وعود بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. كما أنشأت الاتفاقات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وحماس نفسها كبديل للسلطة الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل وشاركت في العديد من مبادرات السلام الفاشلة معها.
-
اقرأ أيضاً:
افتتاحية وطن: أيها العرب بدأت ساعة الصفر فإما أن تكونوا أو لا تكونوا!
فيديو نشر الذعر في إسرائيل.. العثور على 100 جثة في موقع إسرائيلي
قتال من أجل الحرية
وأعلنت الجماعة على مر السنين مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على إسرائيل، وتم تصنيفها كـ “منظمة إرهابية” من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وفجر السبت، أعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في مسرح العمليات
وأثارت تكتيكات حماس العسكرية التي اتبعتها كتائب عز الدين القسام الكثير من التساؤلات عن مغزاها وأهدافها ولا سيما تبديل عناصرها في الميدان.
وحول ذلك قال اللواء الفلسطيني المتقاعد “واصف عريقات” إن استبدال العناصر من قبل حركة مقاومة يقوم عملها على السرية “علامة قوة” ودليل على توفر طرق آمنة، مشيرا إلى أن تدمير نقاط عسكرية ونقاط مراقبة في الساعات الأولى للهجوم قد يكون ساعد في ذلك.
وأضاف في تصريحات لـ”الجزيرة” أن المقاتلين بقوا في مسرح العمليات بالمستوطنات والمناطق التي أغاروا عليها وقتا طويلا، خلافا لنمط العمليات المعهود.
https://twitter.com/rdooan/status/1710952320765218884
حرب وجودية
وأعرب خبراء استراتجيون عن اعتقادهم بأن الهجوم واسع النطاق الذي تشنه حماس، يُظهر أن الحركة تدرك أن الحرب القادمة قد تكون حربًا وجودية.
ويتوقع مايكل، من معهد دراسات الأمن القومي، أن تكتيكات حماس ربما كانت تحاول إثارة حرب شاملة مع إسرائيل. وربما حصلت على وعد بدعم إقليمي من قبل حلفائها في حالة حدوث ذلك.
وقال مايكل لشبكة سي إن إن: “حماس… لديها استراتيجية واضحة للغاية تعتمد على المنطق التنظيمي لصراع متعدد الجبهات”.
مضيفًا أن حماس بعد طوفان الأقصى ترى أن غزة والقدس والضفة الغربية والمواطنين العرب في إسرائيل يدعمونها.