وطن- روت شابة سورية الأصل تدعى “وئام” تعيش في ألمانيا منذ سنوات طويلة ولديها الجنسية الألمانية، تجاربها مع العنصرية التي تعانيها في البلاد التي تضم أكبر عدد من المهاجرين السوريين بسبب ارتدائها الحجاب.
وبث موقع “إذاعة DW” الألمانية، تسجيلاً مصوراً للاجئة السورية التي بدت مرتدية حجابها الشرعي. وروت وهي تشير إلى الأرض: “هنا على هذا الطريق إلى المكتبة كانت عائدة إلى المنزل ففوجئت برجل ألماني كبير بالسن يمر بجانبها مباشرة، رغم أن الطريق كان عريضاً وصدمها بكتفها ودفعها بضربة قوية.”
اقرأ أيضا: “ها هنا تتجلى العنصرية”.. ألماني صفع فتاة وحاول ضرب أمها المحجبة وصرخ: “أكره المسلمين”
عنصرية تجاه الحجاب في ألمانيا
وبدأ كما قالت بالصراخ، وقال لها: “هل أنت مجنونة اخلعي ما على رأسك كي تستطيعين التفكير”.
وقالت وئام (31 عاماً) إنها من سوريا وتعيش في ألمانيا منذ 21 عاماً، وإذا أرادت أن تقول أنها ألمانية فإن المجتمع الأكبر يستغربون-حسب قولها-.
وكشفت أنها عندما لبست الحجاب كان عمرها 12 عاماً، ولم تكن تدرك ما هو تأثير غطاء الرأس هذا عليها أو ما معناه الحقيقي.
لكن النساء اللواتي كن قدوة لها وتتمنى أن تصبح مثلهن يرتدين الحجاب، وعندما كبرت قليلاً وأصبح لديها وعي أكبر استوعبت أن الحجاب عبادة تمارسها فقط لأجل الله وليس لأي أحد آخر.
معاناتها بدأت من المدرسة
وبحسب تقرير DW فإن وئام انتقلت عام 2005 إلى مدرسة جديدة في المرحلة الإعدادية ، وهناك بدأت معاناتها مع العنصرية حيال الحجاب كما تقول.
وتضيف أن معلمة صفها جاءت ولم تكن تعرف أساميهن بعد، وكانت وئام كما تروي ترتدي قميصاً طويلاً، فقالت لها إن هذا جاكيت ولا يمكنها ارتداؤه في الصف، ووقتها بدأت تفهم ماذا تعني العنصرية.
وتدرس وئام اليوم الهندسة الوراثية في جامعة برلين التقنية، وتعمل في مختبر للأبحاث الجينية.
صعوبة في البحث عن عمل
وعبرت وئام عن ارتياحها في مكان عملها الحالي الخالي من المشاكل العنصرية، لكنها تجد صعوبة في البحث عن عمل وتقول إنه وصلها الكثير من الرفض أو التجاهل لملفها.
مع أن زميلاتها اللواتي يدرسن معها وجدن كلهن أماكن للتدريب، حسب قولها.
واستدركت أن حجابها أثر على رؤية الناس لها في المجتمع الألماني وطريقة الحديث معها وكيفية تقبل ارتداءها للحجاب ، مضيفة أن هناك نظرات ومعاملة سيئة حيالها.
اقرأ أيضا: أخيراً.. محكمة ألمانية تنصف المسلمات وتسمح لمعلمات المدارس بارتداء الحجاب!
خوف على ابنتها
وكشفت وئام أيضا أنها أم لطفلة في الخامسة من عمرها، وأنها وذات مرة في فترة الصيف كانت تمشي معها وجاءت امرأة ألمانية، وقالت لها :”ألا تشعرين بالحر اخلعي هذا عنك “-في إشارة إلى حجابها-.
وسألتها طفلتها:”هل تعرفينها يا أمي” فردت عليها لا، فقالت الطفلة:” لماذا تكلمت معك بهذه الطريقة؟”.
وقالت وئام إن شرحها لابنتها سيكون بسيطاً لأنها نفسها لا تفهم لماذا يكون الإنسان عنصرياً، وتخاف على ابنتها مستقبلاً سواء تحجبت أم لم تفعل لكونها امرأة من أصول عربية.
وختمت أن الحجاب فرض من الله وهي تربي ابنتها لتكون علاقتها بخالقها قوية إلى درجة أن تقرر لنفسها ما تراه مناسباً في التزامها بهذا الفرض من عدمه.
ويزداد عدد المسلمين في ألمانيا على نحو مطّرد، سواء بسبب موجة اللاجئين التي حصلت في السنوات الماضية، أو بسبب دخول عدد من الألمان في الإسلام، فضلاً عن تعاليم الإسلام التي تشجع على زيادة عدد المواليد.