وطن- ضجت صفحات التواصل الاجتماعي في تونس، بخبر فوز منجي باوندي بجائزة نوبل للكيمياء.
وعبر عدد من النشطاء عن سعادتهم بفوز باوندي بجائزة عالمية، بحكم أنه من أصول تونسية.
فيما كان خبر فوز العالم التونسي بنوبل للكيمياء مناسبة لعدد آخر من النشطاء لتسليط الضوء على عدد من القضايا والموضوعات والأزمة الاقتصادية التي تعيش على وقعها البلاد.
منجي باوندي حديث الساعة في تونس
وتعليقا على إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز “منجي باوندي” بجائزة نوبل للكيمياء، لعام 2023، مع الأميركي “لويس بروس” والروسي “أليكسي إيكيموف”، كتب حاتم الغزال: “حصول منجي باوندي على جائزة نوبل للكيمياء هو تتويج آخر لعولمة المعرفة ونكسة أخرى للنظريات العرقية والعنصرية”.
وأضاف مازحا في تدوينة أخرى عبر حسابه في فيسبوك: “من مصدر موثوق، منجي باوندي ديما يوصي أصحابو اللي جايين من تونس على الهريسة وتن سيدي داود بزيت الزيتونة، ولذا تونسي 100% ان شاء الله حتى لو كان تولد وعاش في المريخ”.
فيما دونت الروائية حياة الرايس: “كل الاعتزاز والافتخار بالباحث التونسي المقيم بأمريكا منجي بن محمد صالح باونْدي، الذي تحصل على جائزة نوبل في الكيمياء.. ألف مبروك لتونس لنا للعرب.. للإنسانية جمعاء”.
ماذا لو كان منجي باوندي مقيما في تونس؟
تفاعل التونسيون مع خبر فوز منجي باوندي، بجائزة نوبل للكيمياء لم يخل من التندر والكوميديا السوداء التي طرحوا من خلالها مجموعة من القضايا والمشاغل الحياتية.
وفي هذا السياق كتب الصحفي عامر بوعزة ما يلي: “منجي الباوندي باحث أمريكي من أصل تونسي (وهذا في حدّ ذاته أمر يكفي للشعور بالفخر) دون الحاجة إلى المبالغة والتفليم -أي الكذب-.
وتابع “الرجل مولود في فرنسا عام 1961 ومتعلم في أهم جامعات أمريكا ومن ألطاف الله أن لا يربطه بنا إلا النسب والا لكانت حكومة الحشاني بصدد التثبت في شهاداته الجامعية قبل إحالته على (شرف المهنة).. لست ضد الفرح لكن ضد الكذب”.
ما دونه بوعزة جاء تعليقا على ما راج من أخبار في الآونة الأخيرة حول اعتزام حكومة الحشاني القيام بحملة للتثبت في شهادات الموظفين.
وكان وزير التشغيل والتكوين المهني المقال نصرالدين النصيبي قد أعلن في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن انطلاق عملية جرد شاملة، للتثبّت من صحّة كل الشهادات العلمية المضمّنة بملفات كلّ موظّفي الدولة بالوزارات ومنتسبي القطاع العام.
وبين النصيبي أن هذا القرار جاء على خلفية اكتشاف عشرات حالات التزوير في الشهادات العلمية لدى موظّفين وقع انتدابهم على مدار السنوات الماضية.
اقرأ أيضا: إنجاز للسّلطنة ولأوّل مرّة في تاريخها.. طبيبة عُمانية ضمن فريق عالِم ياباني فاز بـ”جائزة نوبل”للطب
“هذا الإنجاز ليس تونسيا”
كما تداولت عدد من الصفحات وحسابات الفيسبوك منشورات مفادها أن “جائزة نوبل ليست تونسية وأن منجي باوندي ليس تونسيا، والفخر بهذا الإنجاز يحسب فقط لباوندي وللولايات المتحدة الأمريكية، التي وفرت له المخابر العلمية والجامعات المتقدمة، ونظام بنية تحتية متطورة لتسهيل عملية البحث العلمي، ووفرت له مسكنا وسيارة.. الإنجازات ليست جينية، أو دينية أو عرقية أو وطنية.. الإنجازات أولا فردية، وثانيا جماعية تشمل الجماعة التي دعمت الفرد سواء نجح أو فشل.. الانجاز يصنعه فرد.. في تونس وضعنا شكل تاني”.
“كفى احتقارا لأنفسنا”
وردا على المنشورات المتداولة حول كون منجي باوندي ليس تونسيا ولا الانجاز تونسيا، كتبت الصحفية منية العرفاوي “أن تكون موضوعيا لا يعني أن تحتقر نفسك إلى هذه الدرجة يا شعبي السمح.. حتى ولو كان تونسيا أحيانا.. وبنصف انتماء ففي النهاية اسمه منجي وليس دانيال”.
وتابعت “هذه ليست شوفينية ولكن دفاعا عن الحق في الفرح والاحساس بفخر الانتماء في زمن الشك و السواد”.
من هو منجي باوندي؟
ويشار إلى أن باوندي هو أول عالم من أصول عربية يحصل على نوبل في الكيمياء؛ إذ سبقه إلى ذلك إلياس جيمس خوري الأمريكي من أصول لبنانية في عام 1990.
فيما يبقى العربي الوحيد حتى الآن الذي توّج بالجائزة هو المصري أحمد زويل في عام 1999.
وقد وُلد منجي باوندي في عام 1961 بالعاصمة الفرنسية باريس لأب تونسي هو عالم الرياضيات محمد صلاح باوندي، وأُمّ فرنسية هي هيلين بوبارد.
وقضى طفولته بين باريس وتونس، قبل أن يهاجر في سن العاشرة عام 1971 رفقة والده إلى أمريكا، حيث تخرج في جامعة هارفارد.
وحصل منها على الماجستير في الكيمياء في عام 1982 ثم على الدكتوراة من جامعة شيكاغو في عام 1988.
عام 2006، حصل باوندي أيضا على جائزة إرنست أولاندو لورنس، ويقوم بالتدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا منذ عام 2008.