وطن- في خطوة مفاجئة اعتقلت السلطات الجزائرية، الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدداً من قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ ما أثار تساؤلات عن الأسباب التي دفعت الجزائر لهذه الخطوة.
ومن بين المعتقلين الرئيس السابق الناطق باسم الجبهة والناشط السياسي علي بن حجر، والمفكر القيادي في الجبهة ذاتها أحمد الزاوي، والناشط السياسي سعدي مبروك.
وأكد بيان النشطاء أن الانسداد السياسي في الجزائر، أصبح خطراً يهدد أمن واستقرار البلاد ودعوا السلطات الجزائرية إلى الحوار والكف عن انتهاك حقوق الإنسان.
ما أسباب اعتقال الجزائر قيادات في الجبهة الإسلامية للإنقاذ؟
ونقل موقع “عربي21” عن القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ علي بلحاج، قوله إن الاعتقالات غير مبررة بأي شكال وعلى الجزائر الإفراج الفوري عن المعتقلين.
ورأى “بلحاج” أن من حق النشطاء الجزائريين أن يكتبوا بيانا ويعبروا عن آرائهم، ولا يحق لأحد أن يمنعهم من حقوقهم السياسية والحقوقية، أو أن يمنعهم من التعبير عن آرائهم.
ووصف القيادي الجزائري أن “هذا العزل السياسي والإعدام السياسي لحزب نال ثقة الشعب مرتين في المحليات وفي التشريعيات ظلم كبير، لا يحق لهؤلاء أن يلقى عليهم القبض بتلك الطريقة البشعة”.
وأضاف بلحاج: “الزاوي وسعدي والأخ علي بن حجر كلهم إطارات في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهؤلاء عددهم كثير، وأغلبهم مشكل من رؤساء البلديات ورؤساء المنتخبين في الولاية في التسعينات”.
كما أردف القيادي في تعليقه على اعتقال الجزائر قيادات في الجبهة الإسلامية للإنقاذ: “الأخ علي بن حجر رجل منتخب في التشريعيات التي انقلبوا عليها، والشيخ الزاوي كذلك”.
ارتياح النظام الجزائري للمعارضة!
بدوره تحدث مصدر جزائري رفض الكشف عن اسمه لموقع “عربي 21” عن ارتياح عام تشعر به السلطات الجزائرية تجاه المعارضة الحالية، بعدما أخمدت حماسة الجزائريين تجاه الحراك الشعبي.
لكن علي بلحاج وصف المزاعم الرسمية الجزائرية عن إرهاب الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأنه “بعبع يتقمصه الطغاة في العالم العربي للبقاء حرس للدول الاستعمارية القديمة”.
ودعا القيادي الجزائري السلطات إلى “إطلاق سراح جميع المساجين، والذهاب إلى مرحلة انتقالية، يجلس فيها الجميع على طاولة الحوار، وأن تكون هناك عدالة انتقالية.. حتى يتم الخروج من هذا النفق الذي طال أمده”.
ويكمن الإشكال في الجزائر بطبيعة الجبهة التي كانت كياناً مركباً لا متجانساً والتي شهدت استقالات متتالية حسبما ذكره الكاتب والسياسي الجزائري محمد بن زيان وفق ما نقله “عربي21”.
وقال بن زيان إن “إشكال الجبهة أنهم لم يكيفوا حتى تواصلهم مع الشعب.. والأجيال الجديدة منقطعة عما كان يجري في التسعينيات” لكن القضية السياسية يجب أن تعالج سياسياً” وفق قول الكاتب الجزائري.