ستاد “سانتياغو بيرنابيو” في سوريا.. ملعب كرة قدم في حماة يثير سخرية واسعة (فيديو)

وطن- سخر ناشطون سوريون من افتتاح سلطات نظام الأسد لملعب كفر زيتا الترابي-شمال محافظة حماة- الذي وصفوه بأنه يضاهى ستاد “سانتياغو بيرنابيو” بحلته الجديدة التي لا تعدو كونها أرضاً جرداء تفتقر لأدنى مستلزمات الملاعب.

وبدا الملعب كمساحة ترابية تفتقر لأدنى مستلزمات الملاعب، وتم تخطيطها باللون الأبيض وسط أحجار محيطة به، فيما بدت حوله العشرات من المباني والبيوت التي دمرتها قوات النظام قبل ترحيل أهالي المدينة منذ سنوات.

واحتفى تلفزيون النظام السوري بهذا “الإنجاز” وبث تقريراً خاصاً عن افتتاح الملعب. الذي جاء بدعم من جمعية “محردة” الخيرية وضمن فعالية رياضية تحت شعار “كرتي”.

حيث ذكر عدد من مسؤولي الجمعية أنه تم افتتاح الملعب من أجل تنشيط الحركة الرياضية في المنطقة إضافة إلى تنمية المواهب الشابة.

وأضاف أن الملعب الذي لم يتعد كونه فسحة ترابية يتضمن أنشطة رياضية وترفيهية وتابع اعتمدنا نشاطنا على “تجهيز”ملعب كرة قدم وبعض الرياضات الفردية النسوية ومضمار للقفز الطويل والوثب العالي هيلاهوب ريشة وكرات.

ستاد سانتياغو بيرنابيو في سوريا !

وأشارت إحدى مسؤولات جمعية محردة إلى أن الملعب جاء رغبة في تنمية مواهب الشباب بعد “الأزمة” التي مرت-حسب وصفها-

وقالت مسؤولة أخرى أن مهمتنا هي دعم الحركة الرياضية وعندما نرى مباراة نرى الدمار بجانبها فهذا يعني أن الرياضة حياة، متجاهلة مسؤولية نظام الأسد عن تدمير المدينة وتهجير أبنائها.

وقال موقع “سناك سوري” أن عظمة الملعب تكمن في استثنائيته، حيث تظهر أرضيته التي تشبه الصخور الملساء بدلاً من العشب الأخضر الذي تستعمله ملاعب العالم ( تقنية جديدة تستحق براءة اختراع).

وتابع التقرير في نبرة ساخرة :”يكفي أن يسقط اللاعب أو يتعثر حتى يحتاج لعملية جراحية من أجل إنقاذه. ( وهيك بيحقق حرفياً مبدأ القتال من أجل القميص).

وأردف التقرير: “إذا كانت ملاعب العالم تتباهى بمدرجاتها الحديثة والمريحة والمكيّفة في بعض الحالات. فإن ملعب “كفر زيتا” استعاض عنها بصخور عشوائية وجذوع متناثرة في محيط الملعب ليختبر مدى ولاء الجمهور وتعلّقه بفريقه.

أبنية مدمرة

وربما دخل ملعب “كفر زيتا” التاريخ كونه الملعب الوحيد في العالم الذي يتوسّط أبنية مدمرة تترنح أسقفها بفعل المعارك في البلدة التي لم يعد إليها سكّانها بعد بانتظار إعادة إعمار ما دمّرته المعارك. إلا أن القائمين على الملعب قرروا البدء من الرياضة.

كفر زيتا بريف حمص
كفر زيتا بريف حمص

يذكر أن المنشآت الرياضية السورية لم تكن بمنأى عن مرمى نيران مدافع ودبابات وطائرات النظام السوري التي شملت المدن والشوارع والمباني السكنية، حالها كحال باقي المنشآت المدنية والبنى التحتية خلال السنوات الماضية من الثورة،

وتعرضت معظم المنشآت الرياضية في كافة المدن السورية لأضرار مختلفة أو تحول معظمها لمقرات أمنية وعسكرية لقوات النظام.

والبداية من مهد الثورة درعا مركز انطلاق الشرارة الأولى في شهر مارس عام 2011 ،حيث قامت قوات النظام على الفور بتحويل الملعب البلدي إلى مقر عسكري لقوات النظام ومعتقل تلقى معظم ثوار درعا ونشطائها فيه تدريبات من نوع آخر لاتمت إلى الروح الرياضية بصلة قبل أن يتحول بعد ذلك إلى مقر لدبابات النظام وآلياته.

وفي مدينة حمص وبالتحديد في حي (بابا عمرو) الذي اشتهر بمعارضة النظام وواجهه النظام بعمليات عسكرية عنيفة بعد حصار طويل انتهى باقتحامه للمرة التاسعة والأخيرة أواخر عام 2011.

غير أن قوات النظام في سوريا كانت استغلت منذ الإقتحام الأول في أيار -2011 قرب ملعب كرة القدم من الحي لتحوله إلى مقر لدبابات و مدافع صارت مصدر النيران والقذائف المصوبة تجاه باباعمرو والأحياء المجاورة له ما تسبب بدمار شبه كامل وتشريد كافة أهالي وسكان هذا الحي.

أما في مدينة حماة فقامت قوات النظام السوري باجتياح المدينة في الأول من رمضان قبل الماضي فحوّل ملعب حماة إلى معتقل سياسي وعسكري ضم في زنازينه أغلب الناشطين والسياسيين المناهضين لنظام الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى