وطن- فجرت وسائل إعلام يمنية، مفاجأة مدوية بشأن وجود خلافات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، بخصوص إنهاء الحرب في اليمن.
وبحسب موقع “الخبر اليمني“، فقد كشف ناشطون إعلاميون محسوبون على السفير السعودي محمد سعيد آل جابر، أنهم تلقوا توجيهات منه برفض المفاوضات التي تجري بين صنعاء والرياض، على الرغم من التوجه الرسمي للسعودية لإنهاء ملف الحرب بعد أن تحولت إلى مستنقع عالي الكلفة للمملكة.
وقال الموقع إنه تحدث إلى خمسة من الإعلاميين الذين يتلقون تمويلا من آل جابر، وقد أكدوا تلقيهم توجيهات عبر تطبيق واتسآب، بضرورة تكثيف النشاط الإعلامي ضد مفاوضات السلام عبر التشكيك في التزام صنعاء (جماعة أنصار الله) بالاتفاقيات وإثارة قضية المرجعيات الثلاث.
وقالت المصادر نفسها، إن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها آل جابر برفض أي تحرك نحو السلام، حيث سبق أن قدم حتى توجيهات لقادة سياسيين وليس لإعلاميين فقط خلال الأشهر الماضية من أجل استفزاز أنصار الله.
وجاءت توجيهات آل جابر، رغم ما سماها التقرير “الأجواء الإيجابية “التي كانت قد سادت ملف النقاشات بين صنعاء والرياض عقب لقاء جمع محمد بن سلمان بوفد صنعاء في العاصمة العمانية مسقط، وفقا لما صرح به المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية سالم اليامي.
ووفق الموقع، اتفقت تغريدات النشطاء الموالين لآل جابر من جميع المكونات السياسية التابعة للتحالف على وسم “سلام عادل وفق المرجعيات” وهو ذات الوسم المعمم من قبل آل جابر، على الرغم من إجماع دولي على أن المرجعيات الثلاث لم تعد صالحة حتى في أوساط أتباع التحالف أنفسهم، كما نشرت منصات إعلامية بشكل متزامن إنفوجرافيك متطابق في محتواه حول رفض الحوثيين للاتفاقات، وفق معلوماته.
وأشار إلى أن معارضة آل جابر لإيقاف الحرب تبدو مبررة مع ما يؤكده مسؤولون سابقون في الحكومة الموالية للتحالف بأنه أصبح تاجر حرب كما كان عدنان خاشقجي في الستينات، فبينما كان خاشقجي مسؤولا عن شراء السلاح للملكيين، يدير آل جابر اليوم شبكة من المصالح.
وتقول شهادات لنائب رئيس الوزراء السابق عبدالعزيز جباري، والسفير السابق في اليونسكو أحمد الصياد، ووزير النقل السابق صالح الجبواني، إن آل جابر هو الذي يصدر قرارات بتعيين المسؤولين، وهو الذي يدير الملف الاقتصادي لليمن، كما أنه يشترك في صفقات مع رئيس الوزراء معين عبدالملك.
وخلال الأعوام الماضية، تولى آل جابر مسؤولية ملف الصندوق السعودي لإعادة الإعمار كما تولى مسؤولية مركز الملك سلمان للإغاثة، ويؤكد منتقدوه أن جميع المشاريع التي تم تنفيذها وهمية بينما أعلنت السعودية أن هذه المشاريع تصل تكلفتها إلى 17 مليار دولار.
كما يشكك ناشطون أن آل جابر يتماهى مع الإمارات في رفضها للسلام وتجمعهما مصالح مشتركة، حتى أنه يعمل مع أبو ظبي ضد مصالح الرياض، حيث أعطى الضوء الأخضر مؤخرا لمعين عبدالملك بتوقيع صفقة بيع الاتصالات في الجنوب لشركة إماراتية، رغم تعارض الصفقة مع الرغبات السعودية.
دعوة وفد حوثي لزيارة الرياض
يُشار إلى أن هذه المعلومات تتزامن مع توجيه السعودية دعوة لوفد من جماعة الحوثي لزيارة الرياض لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.
وستكون هذه هي أول زيارة علنية للحوثيين إلى المملكة منذ تدخلها على رأس تحالف عسكري لمقاتلة الجماعة التي تدعمها إيران سنة 2015.