ألقتها نيريت أوفير.. كواليس أول محاضرة إسرائيلية علنية في السعودية و”رسائل قوية”

وطن – شارك وفد مكون من 12 رجل أعمال إسرائيلياً، في مؤتمر الأمن السيبراني الحكومي الذي عقد في مدينة الدمام بالسعودية، في مشهد لا يمكن فصله عن الحراك الراهن الذي يستهدف تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية.

وانتشرت صورة تُظهر مشاركة المستوطنة نيريت أوفير ، مع وفد رجال الأعمال الإسرائيليين في مؤتمر الأمن السيبراني.

يُشار إلى أنه في مايو الماضي، تمت نيريت أوفير لإلقاء محاضرة في مؤتمر “الأمن في الشرق الأوسط” الذي عقد في العاصمة السعودية، وهي المرة الأولى التي يلقي فيها يهودي إسرائيلي محاضرة علنية أمام جمهور من جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك لبنان واليمن والعراق.

وقالت أوفير: “أظهر معظم المشاركين فضولًا كبيرًا وطرحوا عليّ أسئلة لا تعد ولا تحصى، بل واتفقوا على تبادل بطاقات العمل والبقاء على اتصال”، وفق تقرير لموقع “i24news“.

وأضافت: “في الوقت نفسه، كان هناك أيضًا من خاف عندما سمعوا أنني إسرائيلي، وتجنبوا أي اتصال معي”.

وكانت المفاجأة الكبرى عندما تواصل مسؤولون حكوميون سعوديون مع أوفير، وطلبوا منها قيادة وفد تجاري إلى المؤتمر في الدمام.

نيريت أوفير
المحاضرة الإسرائيلية نيريت أوفير في مؤتمر الأمن السيبراني في الدمام

وهذه ليست المرة الأولى، ففي عام 2021، أحضرت أوفير فريقًا إسرائيليًا إلى المملكة العربية السعودية للتنافس في رالي داكار، ودخل جميع أعضائه البلاد بجوازات سفر إسرائيلية.

وشهد المؤتمر، عرض شركات الإنترنت الإسرائيلية تقنيات مبتكرة أثارت اهتمامًا كبيرًا. وفي معظم الأحيان، تم استقبال المندوبين بحرارة، على الرغم من أن عدد قليل من المشاركين تجاهلوا حضورهم بشكل واضح أو طالبوا بأقصى قدر من التكتم من نظرائهم الإسرائيليين.

وقالت أوفير: “يبدو لي أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، ولكن ليس هناك شك في أن شيئا ما يحدث في الاتصال بين إسرائيل والرياض”.

 

وخلال المؤتمر، تمت دعوة الشركات الإسرائيلية إلى اجتماعات خاصة مع شركات من جميع أنحاء العالم العربي والخليج بشكل خاص، الذين علموا بمشاركتهم مسبقًا وطلبوا التواصل.

وشمل ذلك مناقشات مع شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو، ووزارة الطاقة السعودية، والشركة السعودية للكهرباء، ووزارة الغاز والنفط في البحرين.

فرانك ملول الرئيس التنفيذي لمجموعة i24NEWS يحضر مؤتمرا في الدمام

رسائل سعودية للإسرائيليين

وفي لقاء مع مجموعة رجال الأعمال الإسرائيليين الذين تمت دعوتهم بشكل خاص إلى مؤتمر الأمن السيبراني الحكومي، وجه المسؤولون السعوديون رسالة حادة إلى إسرائيل: “مع كل الاحترام الواجب لدولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، الموقعين على اتفاقيات إبراهيم، نحن شيء آخر. المملكة العربية السعودية العظيمة، الوصية على مدينتي مكة والمدينة، الأماكن المقدسة لحوالي ملياري مسلم. لذلك فإن التطبيع معنا إذا جاء سيكون حدثاً مختلفا من حيث الحجم على قدر واسع”.

مؤتمر الأمن السيبراني الحكومي في الدمام
مؤتمر الأمن السيبراني الحكومي في الدمام

وأضاف المسؤولون السعوديون: “السلام بيننا سيفتح الباب ويضفي الشرعية على أي علاقة رسمية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية والإسلامية التي تراقب من الخطوط الجانبية”.

التطبيع ليس بعيد المنال

ومع انتشار العناوين الرئيسية في الأشهر الأخيرة حول الجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق التطبيع، لم تعد العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حلما بعيد المنال، وفق التقرير الإسرائيلي.

وكان مسؤولو البيت الأبيض يتنقلون ذهابًا وإيابًا في المنطقة، وسافر العديد من الوزراء الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة، كما أن وفدا فلسطينيا زار المملكة، مما أعطى مصداقية للاعتقاد بأن حقبة جديدة في الشرق الأوسط قد تكون على الأبواب.

الجهود الأمريكية لتطبيع السعودية وإسرائيل
تبذل الولايات المتحدة جهودا كبيرة لإتمام اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل

واستعرض التقرير، جانبا من تقييم السعوديين أنفسهم عن آفاق العلاقات بين الرياض وتل أبيب، فقال الصحفي عبد العزيز الخميس الذي زار إسرائيل ثلاث مرات: “لدينا فرصة ذهبية، وأعني المملكة العربية السعودية و إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة يمكننا تطبيع علاقاتنا.. يجب أن نأتي بالإسرائيليين والفلسطينيين إلى الرياض للحديث عن السلام”.

وأضاف: “كان توقيع اتفاقيات إبراهيم حدثاً مهماً، لكن يجب أن نتذكر أن المملكة العربية السعودية مختلفة، فهي أكبر دولة في المنطقة، وفي العالم الإسلامي، وفي العالم العربي. وبعبارة أخرى، ليست مجرد دولة أخرى تنتظر في الطابور لمصافحة الإسرائيليين”.

فيما قال سعودي آخر: “نعلم أنه بدون إسرائيل، لن يحدث الشرق الأوسط الجديد الذي اقترحه ولي عهدنا محمد بن سلمان.. بالنسبة لنا، نحن السعوديين، يزعجنا دائمًا أن نسمع الإسرائيليين يسألوننا: ’متى ستنضمون إلى اتفاقيات إبراهيم؟”

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث