وطن- نشر الكاتب والسياسي المصري البارز المحسوب على النظام عماد الدين أديب، مقالا جديدا تطرق فيه إلى سياسات دول الخليج الجديدة تجاه دول المنطقة وخاصة مصر، ليؤكد ما تحدثت عنه عدة تقارير سابقة، عن استياء قادة الخليج وعلى رأسهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من السيسي ووقف “الدعم المفتوح له” الذي اعتاده من دول الخليج عقب انقلابه على مرسي في 2013.
وفي مقاله الذي نشره على موقع (أساس ميديا) تحت عنوان “انتهى عصر “دفتر الشيكات النفطيّ” المسيّس!”، حاول عماد الدين أديب إيصال رسالة مبطنة بأن قادة الخليج قد رفعوا أيديهم عن السيسي تماما وأوقفوا الدعم السخي له، لعدم قدرته على إدارة الدولة وحل أزماتها رغم الدعم الواسع طيلة هذه السنوات.
عماد الدين أديب: “دفتر الشيكات النفطي” المفتوح انتهى
وتحت التورية ذهب “أديب” للحديث عن هذا الأمر فيما يخص عدة دول عربية ولم يقتصر على ذكر مصر وحدها، لكن من بين السطور يفهم المراد، بحسب وصف نشطاء في تعليقاتهم على مقال عماد الدين أديب.
وشدد “أديب” في بداية مقاله على أنه لا بدّ من فهم عميق غير قابل للالتباس لقواعد التعامل الثنائي اليوم مع دول الخليج عامة، والسعودية على وجه الخصوص.
وتابع أن مبدأ “دفتر الشيكات النفطي” المفتوح الذي يقوم على مدى الرضاء السياسي عن الغير، بمعنى الدعم السياسي القائم على المِنح والمساعدات والهبات الذي شهدته المنطقة بعد فورة أسعار النفط حتى العقد السابق، قد انتهى إلى غير رجعة ولا إمكانية لعودته بأيّ شكل من الأشكال.
ولفت إلى أنه في السنوات الأخيرة حاولت واشنطن وباريس، تليين مواقف دول الخليج وإقناعها بتقديم مساعدات أو دعم استثمارات من قبيل الدعم السياسي، فجاءت الإجابة واضحة قاطعة، وبالذات في ما يتّصل بدعم الاقتصاد اللبناني المنهار: “عصر الدعم كمبدأ انتهى وحلّ محلّه مبدأ الاستثمار المنتج المبنيّ على قواعد من المصالح والمنافع الاقتصادية”.
وتأتي بقيّة الشروح الخليجية ـ بحسب عماد أديب ـ لتقول: “في الحالة اللبنانية لن نكرّر خطأ تقديم دعم اقتصادي لنظام سياسي معادٍ لمصالحنا ويسيطر عليه حزب يعادينا ويدرّب ويسلّح ويساعد من يطلقون الصواريخ على أرضنا ومواطنينا من اليمن”.
ونقل كاتب المقال عن دبلوماسي سعودي وصفه بالمخضرم الذي خدم لسنوات طويلة في مجالات الإشراف على المساعدات في المنطقة قوله: “منطق المال السياسي انتهى من كلّ العواصم الخليجية، والمال الوحيد المتاح الآن هو ما يقع في مجال المساعدات الإنسانية مثل مرحلة الدعم الصحّي في زمن وباء كورونا أو في حالة الكوارث الطبيعية من زلازل وسيول وجفاف”.
“دول الخليج تعلمت الدرس”
وضمن مقاله الذي أثار موجة جدل قال عماد أديب، إن دول الخليج العربي تعلمت الدرس. فهي تقوم بتمويل مشروعات إنسانية توجد احتياجات شعبية إليها، وتقوم بالمتابعة والمراقبة لعمليات التنفيذ بدءاً من دراسة الجدوى فبدء التنفيذ ثمّ المشتريات والتأكّد من الجودة وتسليم المشروع.
وتابع:”هذا الكلام يؤكّده لي مصدر خليجي بالقول: “انتهى عصر “castle is hands”، أي إعطاء مال سائل للدول المستفيدة، لكنّ لدينا حالتين فقط للتمويل: الأولى: المشروعات الإنسانية.. الثانية: مشروعات البزنس”.
وقال موضحا إن مصدر اقتصادي خليجي أكد له أنه “لم تعد هناك حالة “جبر الخواطر” في عمليات البزنس الخليجية، بل أصبح المقياس الأساس هو: استثمار فاشل أم ناجح؟ مشروع مربح أم خاسر؟ أرقام وبيانات صحيحة أم متلاعب بها؟ هذه هي المعايير التي تتبعها عواصم الخليج الآن في البزنس من صنعاء إلى كراتشي، ومن أمستردام إلى واشنطن ومن دلهي إلى بكين”.
واختتم عماد الدين أديب مقاله بالقول:”بالطبع في حالات مثل اليمن الحوثي أو لبنان – الحزب، أو كلّ من يهدّد الأمن القومي الخليجي، فإنّ تهديد المصالح العليا أو الإضرار بالأمن القومي يجعل أيّ قرار بتقديم دعم خليجي ذا معايير سياسية بالأساس.”
ويشار إلى أن أزمة صامتة كانت قائمة بين نظام السيسي في مصر، والمملكة العربية السعودية منذ فترة، خرجت كواليسها للعلن مؤخرا، في ظل حديث عن تأفف قادة الخليج من السيسي، الغير قادر عن إصلاح الوضع في البلاد رغم كل الدعم الذي قُدم له، بما ينذر بخطر وانفجار شعبي في الدولة ذات الموقع الحساس، بما يهدد أمن الخليج نفسه.