وطن- بثت قناة “الميادين” اللبنانية تسجيلاً صوتياً لمكالمة أجراها الشهيد إبراهيم النابلسي، مع ضابط في مخابرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مطلع يوليو 2022، عندما حاولت فرقة من “جيش” الاحتلال اقتحام منطقة “قبر يوسف”، فوقعت في كمين نصبته لها مجموعة من المقاومين الفلسطينيين، بقيادة إبراهيم النابلسي.
وفي إثر ذلك، نشر الإعلام الإسرائيلي مشاهد لجنود الاحتلال وهم يفرّون، وجاءت مكالمة الشهيد النابلسي، التي توعّد فيها الضابط الإسرائيلي، بأنّ “دم الشهداء لن يذهب هدراً”.
ويتحدث النابلسي من خلال التسجيل عن تصديه واشتباكه مع قوات الجيش خلال إحدى الاقتحامات لمدينة نابلس.
ويأتي بث هذا التسجيل بالتزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد ابراهيم النابلسي الذي يصادف، الأربعاء 9 أغسطس 2023.
اغتيال إبراهيم النابلسي
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت مساء التاسع من آب/أغسطس 2022، على اقتحام مدينة نابلس فاندلعت اشتباكاتٌ مع قاطني المدينة وأُصيب خلال الاشتباكات الأوليّة ما مجموعهُ 14 فلسطينيًا بحسبِ مصادر طبيّة تتبعُ وزارة الصحّة الفلسطينية.
وبعد أكثر من نصفِ ساعة من اقتحام نابلس أعلنت وسائل إعلام عبريّة عن اغتيال إبراهيم النابلسي، قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
وفي التسجيل الصوتي المستعاد يسمع صوت الشهيد النابلسي وهو يقول لضابط استخبارات الاحتلال بنبرة استهزاء وتحدٍ: “كيف شفت الاستقبال أول مبارح”.
#الميادين تعرض، في برنامج #بإيجاز، مكالمة خاصة أجراها الشهيد إبراهيم النابلسي مع ضابط في استخبارات الاحتلال .. ماذا دار فيها؟
شاهدوا الحلقة كاملةً في يوتيوب👇 https://t.co/bKPdw5ShVO#فلسطين@ramiaalibrahim pic.twitter.com/YmNfbhXI3P
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 8, 2023
فيرد عليه الضابط: لا، وهنا يقول له النابلسي “من صوتي لازم تعرفني”.
وأضاف طالباً منه الإنتباه للكلام أن الشبان الذين استشهدوا في اقتحام نابلس لن ينسى دمهم ما دام حياً ولن يذهب دمهم هدراً.
واستدرك مخاطباً ضابط الاحتلال: “إذا كنت تعتقد أني سأنسى فأنت غلطان والأيام قادمة”.
والدة الشهيد تتحدث
وقالت “هدى جرار” والدة الشهيد “ابراهيم النابلسي” عبر برنامج “بإيجاز” على قناة الميادين إن يوم استشهاد ابنها “كان بالتأكيد مؤلماً ولكن الله عز وجل ألهمها الصبر”، وكشفت أنها لم تكن تعلم باستشهاد ابراهيم ، وعلمت أن اليهود حاصروا شاباً في البلدة القديمة.
واستدركت أن “كل أبناء فلسطين هم أبناءها لأنهم يدافعون عن قضية فلسطين مضيفة أنها علمت فيما بعد أن ابراهيم هو من تم حصاره ، ووقفت على شباك في منزلها يطل على البلدة القديمة، وكانت تدعي قائلة:” اللهم اجعل ملائكة بدر تقاتل معك يا ابراهيم.”
وفي لحظة رن جهازها النقال ولم تعتد الرد عليه في أوقات الحصار ولكن بلا وعي ردت عليه وفوجئت بأن المتصل ابنها ابراهيم بعد ثلاث ساعات من الحصار، وأكد لها أنه محاصر من كل الجهات ولن يهرب أو يستسلم. رفض الإنسحاب.
وكان مقطع تداوله ناشطون وثق موقف بطولياً لإبراهيم النابلسي، أثناء اشتباكه مع الاحتلال.
حيث ظهر “النابلسي” يرفض الانسحاب بينما أصدقائه يحاولون ثنيه عن ذلك، وأصر أن يذهب ويواصل اشتباكه مع قوات الاحتلال.
كما راج بين النشطاء ما قيل إنها آخر كلمات لإبراهيم النابلسي قبل لحظات من استشهاده.
وفي تسجيل نشره الإعلامي الفلسطيني “تامر المسحال” يسمع صوت إبراهيم النابلسي قائد كتائب شهداء الأقصى في نابلس، وهو يقول: “بحبك يا أمي، حافظوا على الوطن من بعدي، بوصيكم محدا يترك البارودة، أنا محاصر ورايح استشهد.. ادعولي”.
تسجيل صوتي قبل لحظات من استشهاده .. #إبراهيم_النابلسي قائد كتائب شهداء الأقصى في #نابلس .. يقول "بحبك يا أمي، حافظوا على الوطن من بعدي، بوصيكم محدا يترك البارودة، أنا محاصر ورايح استشهد، ادعولي" pic.twitter.com/Lpy8yVzUJ7
— Tamer Almisshal | تامر المسحال (@TamerMisshal) August 9, 2022
واستشهد الشاب ابراهيم النابلسي مع رفيقيه إسلام صبوح وحسين طه، في التاسع من آب/أغسطس 2022، بعد خوضهم اشتباكاً مسلحاً مع قوةٍ إسرائيليةٍ خاصةٍ، حاصرتهم في أحد المنازل، في الحارة الشرقية داخل البلدة القديمة، في مدينة نابلس المحتلة.
وكان الشهيد إبراهيم النابلسي يُعَد أحد أبرز المطلوبين من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونجا قبل استشهاده من عدة محاولات اغتيال نفّذتها قوات الاحتلال.