وطن- في ظلّ الجدل الدائر حول ملفّ ترسيم الحدود بين العراق والكويت، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قالوا إنه لمتظاهرين عراقيين يهتفون باسم الرئيس الراحل صدام حسين، وتبين أن الفيديو ليس حقيقياً ولا علاقة له بما يجري بين الجارتين.
وأثارت أطراف عراقية، خلال الساعات الماضية، جدلاً بشأن ما وصفته بـ”التنازلات” الحكومية إلى الكويت في ملف ترسيم الحدود و”التخلي” عن ناحية أم قصر الحدودية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، أطلق ناشطون ومدونون وسم “أم قصر عراقية”، رافضين ما اعتبروه “تنازلا” عنها.
فيما حذر نواب وسياسيون من ذلك، وسط حراك لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب العراقي لمناقشة الملف.
تظاهرات في البصرة
وفي خضم هذه المعركة الدبلوماسية تداول عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه لتظاهرات في البصرة في جنوب العراق.
ويظهر في الفيديو عدد من المتظاهرين حاملين أعلاماً عراقيّة تحت أحد الجسور وهم يهتفون باسم الرئيس الراحل صدّام حسين.
ليتضح أن الفيديو ليس حديثاً بل صوّر عام 2019، ولم تأت فيه الهتافات على ذكر صدام حسين.
حقيقة فيديو الهتاف لصدام حسين
وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو ملتقط في أوائل شهر آب/أغسطس ويعود لتظاهرة لأهالي البصرة هتفوا خلالها باسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقالت “خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة” في وكالة فرانس برس، إن الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اتهمت السلطات العراقية بالتفريط و”بيع الأراضي” وصولاً إلى “الخيانة”.
لكنّ السلطات في بغداد تنفي هذه الاتهامات، وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقاه مكتب وكالة “فرانس برس” في بغداد في الثالث من آب/أغسطس، إن الحدود البريَّة لم ولن يتطرَّق إليها التغيير منذ تثبيتها رسميّاً”.
وقبل ذلك بأيّام، أكّد العراق والكويت التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، كما أعلن وزيرا خارجية البلدين.
تظاهرات في محافظة ميسان
وبحسب المصدر يعود الفيديو المستعاد إلى عام 2019 ولا علاقة له بكل ذلك. وبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخة منه منشورة في صفحات عراقيّة عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي في 25 تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.
وجاء في التعليق المرافق أن الفيديو يصور تظاهرت في محافظة “ميسان” شرق العراق على الحدود مع إيران، هتف خلالها المتظاهرون “ها ردينا لو لا؟” (هل رددنا أم لا؟) في إشارة إلى ردّ المتظاهرين على قمع قوات الأمن.
واندلعت آنذاك احتجاجات شارك فيها عشرات آلاف المتظاهرين في عموم البلاد واستمرت لعدة أشهر تنديداً بتدهور البنى التحتية والفساد والبطالة، وقُتل جراء هذه الاحتجاجات أكثر من 600 متظاهر وأصيب الآلاف.