وطن – نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، تقريراً، كشفته فيه سيناريو مرعب للحرب المقبلة مع حزب الله اللبناني، بالتزامن وحالة التوتر الأمني التي تشهدها الحدود جنوب لبنان، وسط توقعات بإندلاع مواجهة عسكرية.
وبحسب السيناريو الخطير والمرجح للحرب المقبلة مع حزب الله، فإنه في يوم واحد من القتال سيتعين على “إسرائيل” التعامل مع إطلاق آلاف الصواريخ.
ففي الأيام الأولى من الحرب، سيتم إطلاق حوالي 6000 صاروخ على “إسرائيل”. لاحقًا سينخفض العدد إلى ما بين 2000-1500 صاروخ في اليوم. وفق تقرير “يسرائيل هيوم”
وتقدر جهات أمنية في “إسرائيل” أن الحرب لن تقتصر على جبهة واحدة فقط، بل ستكون متعددة، وليس من المستحيل أن تنضم غزة أيضًا إلى المواجهة العسكرية المقبلة.
وفي ظل نطاق إطلاق الصواريخ المتوقع، بحسب السيناريو الحالي للمنظومة الأمنية، في الحرب المتوقعة، سيقتل في العمق حوالي 500 إسرائيلي (العدد لا يشمل عدد الجنود القتلى) وسيصاب آلاف آخرون.
ضرب محطات الطاقة والاتصالات والموانئ والمطارات
كما تثار مخاوف من احتمال ضرب محطات الطاقة والاتصالات والموانئ والمطارات والمنشآت الحساسة مما سيسبب أضرارا فادحة .
ويشير مسؤلون امنيون إلى أن أحد الدروس المهمة من الحرب الدائرة في أوكرانيا هو فعالية الطائرات الإيرانية المسيرة.
كما يفيد السيناريو بأن ضرب محطات توليد الكهرباء بدقة سيمسّ بالقدرة الإسرائيلية على إنتاج الكهرباء.
وهذا سيعني تشويشاً كبيراً في الاتصالات، وحتى المسّ بقدرة ردع الصواريخ. ما يتطلب تعزيز الحماية لهذه المنشآت، ومن ضمنها نشر المزيد من منظومة “القبة الحديدية”.
كما يخشى من عدم توجه فلسطينيي الداخل إلى أعمالهم، وبعضها في قطاعات حيوية، مثل سائقي الشاحنات، ما سيقطع سلسلة التوريد الإسرائيلية ويتسبب بضرر كبير.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 50 بالمائة من المواطنين سيتغيّبون عن عملهم. جزء كبير منهم يعملون في مجالات تُعتبر حيوية.
“عشرات آلاف تحت الأرض”
ومن السيناريوهات المحتملة التي سيكون على إسرائيل التعامل معها، لجوء عشرات آلاف الإسرائيليين للاحتماء في أماكن تحت الأرض. ومن ضمنها الأنفاق التي تشكل طرقات تحت الجبال، مثل الأنفاق تحت جبال الكرمل في حيفا.
ولا تستبعد السيناريوهات أيضاً اندلاع آلاف الحرائق، وأحداثاً تُستخدم فيها مواد خطيرة، وهجمات إلكترونية سيبرانية وغيرها.
وتقول صحيفة “يسرائيل هيوم” إنه على ضوء هذا السيناريو “المرعب”، الذي تعتبره المؤسسة الأمنية الإسرائيلية معقولاً للغاية، “ربما يكون من الممكن فهم الإحجام الواضح عن الانجرار إلى الحرب، وسياسة رد الفعل المعتدلة، التي قد يقول البعض إنها معتدلة للغاية. في ضوء استفزازات حزب الله المتكررة على طول الحدود”.
وترى الصحيفة أن الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله “يفهم الوضع جيداً. وحقيقة أن الشرعية الإسرائيلية تواجه تحدياً كبيراً بسبب الانقسام والشرخ الداخلي في إسرائيل. ويختار بموافقة إيرانية زيادة مستوى الرهان”.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أنه “من الناحية العملية، فإن التردد الإسرائيلي والوضع الداخلي المعقّد يجعلان نصر الله يكتسب المزيد من الثقة بالنفس. ويمهّد الطريق لمزيد من التحركات التي يمكن أن تجر الأطراف بسهولة إلى الحرب”.
وفي الأيام الأخيرة، زار رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي الحدود مع لبنان، في ظل التوتر الأمني، والتخوفات من تصعيد عسكري مع حزب الله، على خلفية بناء جيش الاحتلال سياجاً شائكاً وجداراً اسمنتياً حول بلدة الغجر جنوب شرقي لبنان، مقابل قيام حزب الله بنصب خيمتين عسكريتين في منطقة مزارع شبعا المحتلة كردّ فيما يبدو على الخطوة الإسرائيلية في “الغجر”.