زرع رقائق دقيقة في دماغ تعيد جزئيًا حاسة اللمس والحركة لدى الرجل المصاب بالشلل

"نجاح عملية استخدام الذكاء الاصطناعي لزرع رقائق دقيقة في دماغ رجل مصاب بالشلل".

وطن-نجاح هذه العملية المبدئي يجب أن يبعث أملاً ويحدث ثورة في البحث بالنسبة للمصابين الشلل. ففي تجربة إكلينيكية، نجح باحثو الطب الحيوي الإلكتروني والمهندسون والجراحون من معاهد فينشتاين (ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية) في زرع رقائق دقيقة في دماغ رجل مصاب بالشلل. وهكذا، تمكن كيث توماس من استعادة الإحساس والحركة في يديه، بحسب ما أفادت به مجلّة “سانتي ماغازين” الفرنسية.

استخدام تقنية الذكاء الاصطناع

أصيب كيث توماس بالشلل يوم 18 يوليو 2020 بعد تعرضه لحادث غوص، ما تسبب في إصابة الفقرات C4 و C5 في عموده الفقري. ومنذ ذلك الحين، لم يكن توماس قادرًا على الحركة أو الشعور بأي شيء من صدره إلى قدميه.

ولقد تم إجراء عملية زراعة رقائق في الدماغ، لتشكيل جسر باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لترجمة الأفكار إلى أفعال، وإعادة ربط المسار المقطوع بين دماغه وجسمه.

زرع رقائق دقيقة في دماغ رجل مصاب بالشلل
استخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة الشلل

ومن جانبه، قال كبير الباحثين في التجارب السريرية تشاد بوتون في بيان: “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط المخ والجسم والحبل الشوكي إلكترونيًا لإنسان مشلول، من أجل استعادة الحركة والإحساس الدائمين. وهكذا،عندما يفكر المشارك في الدراسة في تحريك ذراعه أو يده، فإننا نشحن الحبل الشوكي ونحفز عقوله وعضلاته للمساعدة في إعادة بناء الروابط، وتوفير التغذية الحسية والمساعدة في التعافي”.

وأضاف بوتون: “هذا النوع من العلاج الذي يركز على التفكير يغير قواعد اللعبة. وهدفنا هو استخدام هذه التكنولوجيا في يوم من الأيام لمنح الأشخاص المصابين بالشلل القدرة على العيش حياة أكثر اكتمالاً واستقلالية”.

عملية “الجمجمة المفتوحة” لمدة 15 ساعة

تستغرق عملية الزرع أو ما يسمى بعملية “الجمجمة المفتوحة” مدة 15 ساعة، والتي أُجريت بتاريخ 9 مارس. ويشكل الالتفاف العصبي المزدوج هنا جسرًا إلكترونيًا يعيد توصيل الدماغ والحبل الشوكي والجسم، بحيث يمكن للمعلومات أن تتدفق مرة أخرى بحرية وفقًا لما ترجمته “وطن“.

يبدأ هذا الجسر بقراءة نوايا كيث توماس (على سبيل المثال، التفكير في المصافحة) من خلال إرسال إشارات كهربائية من دماغه المزروع إلى جهاز كمبيوتر. ثم يرسل الكمبيوتر إشارات إلى بقع مرنة للغاية وغير جراحية من الأقطاب الكهربائية التي توضع على عموده الفقري وعضلات يده الموجودة على ساعده. ومن ثمّ، ترسل المستشعرات الدقيقة في أطراف أصابعه وكفه معلومات اللمس والضغط مرة أخرى إلى المنطقة الحسية من دماغه لاستعادة الإحساس.

وفي المختبر، تمكن كيث توماس من تحريك ذراعيه حسب الرغبة وشعر بلمسة أخته وهي تمسك بيده لدعمه. كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بشيء منذ ثلاث سنوات منذ الحادث.

وختمت المجلة بالقول، إنه على الرغم من أن هذه العملية لا تزال في مراحلها الأولى، يأمل الباحثون أن تؤدي هذه التجربة إلى مزيد من البحث، من أجل التغلب على الشلل دون استخدام الدواء.

هذه العملية لا تزال في مراحلها الأولى
وضع شرائح في دماغ الرجل المصاب بالشلل

المصدر
سانتي ماغازين-ترجمة وتحرير وطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى