وطن- ربما لاحظت بعض السلوكيات المزعجة التي تصدر من صديق طفلك داخل منزلك، مثل عدم خلع حذائه أو عدم قول “مرحبًا” أو “من فضلك” أو “شكرًا”. وقد لا تعجبك أيضًا الطريقة التي يتحدث بها هذا الشخص أو يتصرف بها عندما يكون مع ابنك أو ابنتك. لمساعدتك في التعامل مع هذا الموقف بأفضل طريقة ممكنة، استعرض موقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي، بعض النصائح المهمّة لتخفيف التوتر، لا سيما إذا لم ترق لك صحبة طفلك لهذا الصديق.
لتشجيع الأطفال على تطوير التفكير النقدي حول صداقاتهم، تقترح المتخصصة في علم النفس الإكلينيكي الدكتورة إيلين كينيدي مور، ومؤلفة كتاب “المشاعر المتزايدة: دليل الأطفال للتعامل مع المشاعر المتعلقة بالأصدقاء والأطفال الآخرين”: “على الآباء الانخراط في محادثة مع أطفالهم حول الصفات التي يحبّونها في أصدقائهم. إذ يمكنك طرح أسئلة مثل: ما أكثر شيء يعجبك في صديقك؟ ماذا تحبان أن تفعلا معاً؟ كيف تشعر عادة عندما تكون مع هذا الصديق؟”
وفي الواقع، يمكن للوالدين أيضًا مساعدة أطفالهم على التفكير بشكل نقدي في علاقتهم بأصدقائهم. أحيانًا تستمر علاقة الأطفال مع أصدقاءٍ غير لطيفين، لأنهم يشعرون أنه ليس لديهم خيارات أخرى، وهذا يمكن أن يُعرّض طفلك للضرر، إذا لم يتعلم وضع حدود واضحة مع هذا الصديق.
وفي هذا الصدد، تقول إيلين كينيدي مور: “من المهم أن تتحدث مع أطفالك عن معنى الصديق الجيّد، وهدفك ليس إجبارهم على الاعتراف بأن هذا الطفل شخص فظيع، ولكن ببساطة تشجيعهم على التفكير”.
لا تجبر طفلك على إنهاء الصداقة
إذا وجدت أن صديق طفلك يخالف أحد قواعد النظام في منزلك، فمن المهم مناقشته بطريقة محترمة دون أن تجعله يفهم أنه شخص غير مرغوب فيه في المنزل. كما يمكنك أن تشرح لهذا الصديق بهدوء ما يجب أن يفعله بدلاً مما يجب ألا يفعله. بعد مغادرة الصديق منزلك، من الضروري مناقشة الأمر على انفراد مع طفلك من خلال طرح أسئلة على غرار: “هل لاحظت ذلك؟ ما رأيك؟ لماذا تعتقد أننا لا نفعل هذا التصرف في عائلتنا؟
وأوضحت إيلين كينيدي مور: “اجعل طفلك يفكر دون أن يُجبر على أن يقول إن صديقه شخص سيء”. كما تشير إيلين كينيدي مور إلى أن الخطأ الشائع الذي يرتكبه الآباء؛ هو منع أطفالهم من رؤية أصدقائهم غير المرغوب فيهم. لكن، لا تنسَ أنه من المرجح أن يصادفكم صديق طفلكم في المدرسة أو في محطة الحافلات، ما يضعهم في موقف حرج.
وشرحت قائلة: “لا يتمتّع الأطفال بالاستقلالية؛ لذا فإن اختيار أصدقائهم بمفردهم هو المجال الوحيد الذي يكونون فيه أحرارًا نوعًا ما، لذا ينبغي ألا نحرمهم هذه الحرية، ونحاول عوضًا عن ذلك، مساعدتهم”.
كيف تتعرف على صديق طفلك؟
إذا أخذت الوقت الكافي للتعرف على صديق طفلك بشكل أفضل، فقد تتمكن من رؤية ما يحبه طفلك فيه. فضلاً عن ذلك، يمكن أن يساعدك اكتشاف صفاته الإيجابية على وضع طريقة تفكيرك في منظورها الصحيح، وفقًا لما ترجمته “وطن“.
ومع ذلك، نظرًا لأنه قد يكون من الصعب بالفعل الحصول على معلومات من أطفالك حول صديقهم، فقد يكون من الصعب أيضًا بدء محادثة معهم. لذا، اقترحت كينيدي مور إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم.
وأوضحت إيلين كينيدي مور، في هذا السياق: “عادة ما تكون الأنشطة التي تعمل على نموّ الطفل أمرًا يمكنك مناقشته. كما يعتمد هذا أيضًا على أنواع الأسئلة التي تطرحها. ربما إذا لاحظت أن قميص صديق طفلك يعكس بعض اهتماماته، فقد يجعل ذلك المحادثة أسهل. وربما إذا علمت أنه بدأ بممارسة الرياضة، يمكنك حينها أن تسأله عن ذلك”.
ما إذا كنت حقًا لا تشعر بالراحة مع صديق طفلك، أو الطريقة التي يعامل بها طفلك، يمكنك البحث عن البدائل، حيث تقترح الدكتورة كينيدي مور استضافة مواعيد اللعب أو إحياء ليالي الألعاب العائلية مع صديق آخر.
وأوردت: “أحيانًا كنت أدعو أسرة أخرى بعد العشاء، كما كنا نلعب مباراة ثم نتناول الحلوى. ثم نتجاذب مع الوالدين أطراف الحديث في أثناء ذهاب الأطفال للعب”.
تذكّر أن صداقات الطفولة عبارة عن تجربة تعليمية
من المهم أن تتذكر أن طفلك بصدد تعلم المهارات الاجتماعية الأساسية مثل اللطف والتعاطف، ومن السهل أن تنسى أن هذا ينطبق على أقرانهم أيضًا، ناهيك بأن العلاقات معقدة وتستغرق وقتًا لفهمها.
وختامًا، توصي إيلين كينيدي مور، بتبني موقف عطوف تجاه الطفل الآخر من خلال فهم ما يقدّره أطفالنا في أصدقائهم، فهذا قد يسهل علينا رؤية الصديق من منظور أكثر إيجابية. وما لم يكن صديق طفلك عنيفًا أو يشكّل خطرًا على سلامته، فيجب أن تتحلى بالصبر عليه.